أنقرة تطلب «آلية مشتركة» مع واشنطن لنزع سلاح الأكراد

تسعى تركيا إلى «آلية مشتركة» مع الولايات المتحدة تخص جمع الأسلحة التي أرسلتها واشنطن إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية في إطار دعم تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» بعد الانتهاء من عملية تحرير الرقة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وجاءت الخطوة التركية بعد تعهد أميركي في رسالة من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أول من أمس لنظيره التركي فكري إيشيك بإطلاع تركيا على قوائم الأسلحة المرسلة إلى «وحدات الحماية» وسحبها فور الانتهاء من هزيمة «داعش» في الرقة وضمان عدم تعهد أمن تركيا لأي خطر بسبب تسليحها هذه «الوحدات» وضمان أن تكون القوات المشاركة في تحرير الرقة عربية بنسبة 80 في المائة.
وقال وزير الدفاع التركي في مقابلة تلفزيونية الجمعة إنه سيبحث الأمر مع نظيره الأميركي على هامش اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل في 28 يونيو (حزيران) الجاري. وأضاف أنه سيبحث مع ماتيس أيضا عدد الأسلحة التي تم تسليمها لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، لافتا إلى أن هناك اختلافا بين الأرقام التي زودت بها واشنطن تركيا وتلك التي تنشر في الصحف ووسائل الإعلام.
وقيم إيشيك رسالة ماتيس بـ«الإيجابية» لجهة أخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار المخاوف التي تواجهها تركيا فيما يتعلق بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا، وهي تشكل الأغلبية في «قوات سوريا الديمقراطية»، قائلا: «كان من المهم أن يتقدموا بتعهد مكتوب». واستدرك: «لكننا سنرى ما إذا كانت البيانات الواردة في الرسالة قد استوفيت على الأرض»، لافتا إلى تعهد سابق لواشنطن بـ«شأن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج لم تلتزم به». وقال: «إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق ما وعدت به لنجحت إلى حد كبير».
في الوقت نفسه أكد إيشيك أن تركيا سترد إذا واجهت أي تهديد من «وحدات حماية الشعب» الكردية، قائلا: «سيتم الرد على أي خطوة لوحدات حماية الشعب الكردية تجاه تركيا على الفور». وأضاف: «يتم بالفعل تقييم التهديدات التي قد تظهر بعد عملية الرقة. سنتخذ خطوات من شأنها تأمين الحدود بالكامل.. من حق تركيا القضاء على التهديدات الإرهابية على حدودها».
وبدأت معركة استعادة الرقة قبل أسبوعين وتعتمد فيها الولايات المتحدة على تحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، فيما رفضت مساعي تركيا للمشاركة فيها.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تركيا أرسلت تعزيزات تشمل قوات وعربات ومعدات إلى سوريا باتجاه مناطق إلى الجنوب من مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة مقاتلين من «الجيش السوري الحر» تدعمهم أنقرة حيث تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على مناطق إلى الجنوب من أعزاز، لكن مصادر تركية أكدت أن التعزيزات موجودة على الحدود التركية السورية في وضع تأهب لأي طارئ أو حدوث أي تهديد للأمن التركي من مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا.