تنديد بتصريحات مسيئة للكرد أطلقها قيادي في ائتلاف المالكي

رجل دين شيعي يدعو إلى تأجيل استفتاء كردستان

تنديد بتصريحات مسيئة للكرد أطلقها قيادي في ائتلاف المالكي
TT

تنديد بتصريحات مسيئة للكرد أطلقها قيادي في ائتلاف المالكي

تنديد بتصريحات مسيئة للكرد أطلقها قيادي في ائتلاف المالكي

لم تتوقف البيانات والتصريحات المنددة بتلك التي أدلى بها عضو مجلس محافظة بغداد عن ائتلاف «دولة القانون» سعد المطلبي بشأن الأكراد المقيمين في بغداد والمحافظات غير الكردية. وردا على تصريحات المطلبي، قال سعد الحديثي، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء: «نبدي استغرابنا وإدانتنا للتصريحات التي أطلقها أحد أعضاء مجلس محافظة بغداد فيما يتعلق بالمواطنين الأكراد في العاصمة بغداد وبقية المناطق»، مضيفا أن «إشاعة مثل هكذا مواقف وتوجهات من شأنه أن يهدد السلم الأهلي ويشيع العنصرية والكراهية بين أبناء البلد الواحد».
كما استنكر «التحالف الوطني» برئاسة عمار الحكيم ما سماه «الكلمات غير المسؤولة التي تحاول النيل من كرامة هذا المكون». مؤكدا دفاعه عن الكرد الفيليين وحقوقهم الدستورية. وقال التحالف في بيان: «في الوقت الذي نقترب فيه من إعلان النصر المؤزر على عصابات (داعش) التكفيرية، تشتد بعض الأصوات، بمناسبة أو من دونها، في زرع الفتنة والتفرقة، بين صفوف أبناء شعبنا الغيور، وتصنيف قومياته المتآخية على مقاسات غريبة، وآخرها ما تعرض له إخوتنا الكرد الفيليون من توهين وتشكيك وتخوين».
وكان المطلبي، رد في لقاء مع تلفزيون «الرشيد» قبل أيام على سؤال حول الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر (أيلول) في إقليم كردستان قائلا: «إذا جرى الاستفتاء عليهم أن يعلموا، أنه لن يبقى كردي واحد في بغداد في أي مهمة حكومية، وحتى المواطن الكردي ستسحب جنسيته العراقية ويطرد خارج الحدود، كل الأعمال الكردية ستعطل في بغداد، لن يكون للكردي أي حق في ممارسة عمله، سواء كان سياسيا أو وظيفيا».
في غضون ذلك، طالب رجل الدين الشيعي محمد تقي المدرسي، إقليم كردستان بـ«الصبر» وتأجيل عملية الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل، لأن «الظروف الدولية الإقليمية غير مواتية»، على حد تعبيره. وقال المدرسي في بيان: «إن التفكير في الاستفتاء في شمال العراق يهدد بحالة من عدم الاستقرار في المنطقة ولا يخدم هدفنا في مواجهة الإرهاب». وتتطابق وجهة نظر المدرسي مع وجهة نظر أغلب الجهات والفعاليات السياسية العربية بشأن الموقف من استفتاء الإقليم الكردي. على أن الموقف العربي العام من الاستفتاء، لا يقابله بالضرورة موقف مماثل من الوجود الكردي في بغداد وبقية المحافظات، حيث قوبلت تصريحات المطلبي بعدم رضا أطراف كثيرة، برغم تراجعه عن تصريحاته وقوله إنه «يستهدف الموالين لمسعود بارزاني وليس الكرد الفيليين».
ويوجد الكرد، وخاصة الفيليين منهم في أغلب محافظات العراق العربية ويتمتعون بعلاقات جيدة مع العرب، لكن وجودهم انحسر في السنوات الأخيرة في بغداد، وخاصة في حيي الكفاح وحي الأكراد في مدينة الصدر، إلى جانب وجودهم بأعداد كبيرة في محافظتي واسط وديالى المحاذية لإقليم كردستان. ومع عدم وجود إحصاءات موثقة بشأن أعداد الكرد في المناطق العربية، إلا أن أعلى الأرقام تشير إلى وجود نحو مليون كردي، واقلها تذهب إلى وجود 150 ألف كردي فقط.
ويذهب مدير مدرسة الكرد الفيليين في بغداد، ظاهر حبيب، إلى تقسيم الكرد في المناطق العربية إلى كرد «مستعربة» و«غير مستعربة»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لو أخذنا بنظر الاعتبار الكرد الذين حولهم الخوف من السلطات إلى عرب لناهز عددهم المليون، أما الذين لم يتحولوا فربما يزيد عددهم على 150 ألفا». ويقول حبيب إن «المنحى المذهبي وليس القومي هو الغالب على الكرد في بغداد، لذلك ترى الكرد الفيليين يصوتون دائما لصالح القوائم الشيعية في الانتخابات البرلمانية أو المحلية». ويؤكد أن قوى سياسية مثل، المجلس الأعلى وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، «سعت جاهدة إلى استدراج الصوت الكردي وعدم ذهابه إلى قوائم التحالف الكردستاني، لذلك لم يفز الأخير بأي مقعد في بغداد وغيرها».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.