أثاث ورسائل إيف مونتان وسيمون سينوريه في المزاد العلني

إنها النسخة السالبة من الفيلم الجميل الذي عاشت أجيال على ذكراه... اليوم الذي يعلن فيه عن مزاد علني لبيع مخلفات نجم سينمائي راحل أو أميرة غابت عن الدنيا. بهذه المشاعر من الأسف، استقبل الفرنسيون، أمس، خبر بيع تركة الثنائي الفني المحبوب سيمون سينيوريه وإيف مونتان. ومن المقرر أن يجري المزاد العلني مساء 26 من الشهر الحالي، في صالة «دروو» في باريس.
200 قطعة تتنوع ما بين الأثاث والثياب والقبعات كانت تشغل منزل الزوجين الريفي في بلدة أوتوي، غرب باريس. وبالإضافة إلى رسائلهما، تتطلع أكثر من جهة للحصول على مراسلات جرت بين إيف مونتان وإديت بياف، المغنية الشهيرة التي أحبته في بداياته وكان لها فضل إطلاقه وتعريف النقاد به كمغن ذي شخصية فكاهية مميزة، أصبح فيما بعد نجماً سينمائياً. وقدر لهذه الرسائل مبلغ يتراوح بين ألفين و15 ألف يورو لكل منها.
كما يباع في المزاد البيانو الصغير الذي كان مونتان يتمرن عليه. وجرى تقدير ثمنه بمبلغ 4 آلاف يورو. وساعة يدوية مرصعة بالألماس من مقتنيات سينيوريه، من المتوقع أن يصل مبلغ بيعها إلى 12 ألف يورو. وهناك النسخة المطبوعة على الآلة الكاتبة لرواية «وداعاً فولوديا»، وهو نص من تأليف سيمون سينيوريه صدر عام 1985 يحمل تصحيحات بقلم مؤلفته. كما تباع الآلة الطابعة الخاصة بالممثلة وسيناريوهات عدد من أشهر أفلام مونتان، مثل «أجرة الخوف» و«فنسان وفرنسوا وبول والآخرون».
وإذا كان هذا النوع من المزادات يجتذب جامعي الوثائق وهواة خطوط المشاهير ومدراء المتاحف المتخصصة في المراسلات، فإن من المتوقع أن يكون أغلب الحضور من جمهور السينما والمسرح، ومن الناس العاديين المتقدمين في السن، ممن عاصروا أسطورة الثنائي اليساري الذي لعب أدواراً سياسية في ستينات القرن الماضي، بالإضافة إلى أدواره في عدد من الأدوار السينمائية «الملتزمة». فهناك، ضمن قائمة المبيعات، الكثير من القمصان والقبعات والأقلام والمباسم وأربطة العنق التي حددت لها أسعار في متناول العمال المتقاعدين والجدات من ربات البيوت. وهناك لوحات وقطع فنية مع مجموعة من برقيات التهاني، بينها برقيات من الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي ورئيس يوغسلافيا السابق الماريشال تيتو أو من مارتن لوثر كينغ، المناضل ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة.
جاء في الدليل الخاص بالمزاد الذي تشرف عليه دار «ديغار أوكسيون»، أن النوادر المعروضة للبيع تعكس 40 سنة من الحياة المشتركة التي عاشها النجمان اللذان شكلا علامة بارزة في السينما الفرنسية. إن تذكاراتهما الحميمة تشكل جزءاً من تاريخها. وقبل تفرقها، فكانت هذه التذكارات مجتمعة في المنزل الريفي الذي قال عنه مونتان، ذات يوم، إنه ليس بيتاً صيفياً ريفياً بل مأوى لكل الفصول، وفيه اشتغل كثيراً وكتب ولحن الكثير من أهم أغانيه، مثل «الأوراق الميتة» و«باتلينغ جو». أما سيمون سينيوريه فقالت إن منزل «أوتوي» كانت بيتاً حقيقياً، كل من زاره عاد لزيارته.