السعودية: تمديد إجازة العيد يضخ ملايين الريالات في قطاع السياحة

توقع خبراء السياحة والسفر في السعودية أن يسهم القرار الملكي بتمديد إجازة عيد الفطر بإنعاش حركة السياحة وضخ ملايين الريالات بالقطاع، بما يشمل ذلك المنتجعات والفنادق والمراكز الترفيهية المختلفة، حيث تمتد إجازة العيد إلى منتصف شهر شوال المقبل، بما يشمل جميع موظفي الدولة، الأمر الذي من المتوقع أن يضاعف ربحية قطاع السياحة والسفر خلال هذه الفترة.
ويرى أحمد الجعيد، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، أن قرار تمديد إجازة عيد الفطر سيسهم في إنعاش القطاع السياحي، مضيفا: «نتوقع تمديد فعاليات واحتفالات العيد بالمدن والقرى، وكذلك هذا التمديد هو فرصة للتجول في المواقع السياحية والتعرف على ما تزخر به بلادنا من مقومات سياحية مميزة».
ويتابع الجعيد حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «أنصح بالتخطيط الجيد لاستغلال هذه الإجازة في كل ما يفيد الأسرة والاستفادة من العروض التي تقدمها الفنادق والمنتجعات خلال إجازة العيد»، مضيفا: «القرار الملكي بتمديد إجازة العيد إلى منتصف شوال هو عيدية للمواطن وإضافة إلى سلسلة الأوامر الملكية التي تصب في مصلحة الوطن».
من ناحية، توقع زياد القفاري، وهو مالك منتجع سياحي شرق السعودية، أن يرفع قرار تمديد إجازة العيد من حجم الحجوزات على الشاليهات وبقية المرافق السياحية، ويزيد من حركة تنقل السعوديين بين مناطق المملكة المختلفة خلال هذه الفترة. ويشير القفاري إلى أن السياحة الخارجية كذلك ستنتعش بدورها، قائلا: «قرار إعادة البدلات بأثر رجعي سيشجع كثيرين على التنقل والسفر».
ويؤكد الدكتور ناصر الطيار، وهو خبير سعودي في السفر والسياحة، أن موسم إجازة عيد الفطر يشهد حجوزات عالية للسفر إلى الخارج من السعوديين، مشيرا إلى أن دول أوروبا الشرقية شهدت بدورها انتعاشا كبيرا في حجم الطلب على السياحة فيها، وهو ما أرجعه إلى تكلفتها المعقولة وإحجام بعض السعوديين عن السفر للمقاصد الأوروبية المعروفة بعد إجراءاتها الأخيرة ضد الحجاب والنقاب الذي ترتديه نساء السعودية، بحسب قوله.
يأتي ذلك في حين تقف مناطق السعودية على أتم الاستعداد لإطلاق فعاليات واحتفالات العيد الذي تبقى على دخوله ساعات من الآن، إذ أعلنت أمانة الرياض أن مواقع مختلفة بالمدينة خلال أيام عيد الفطر المبارك تشهد كثيرا من الفعاليات الشعبية المتنوعة، ضمن برنامج احتفالات العيد لأمانة منطقة الرياض، تشمل عروضا فلكلورية وخياما ومعارض شعبية، وغيرها من الفعاليات التراثية.
وينتظر متنزه الملك عبد الله بحي الملز في الرياض طلائع زواره بعروض وفقرات متنوعة على مسرح ضخم أعد لهذه المناسبة، تتضمن فنونا شعبية فلكلورية مختلفة تؤديها فرق متخصصة من مختلف مناطق المملكة مثل العرضة السعودية والسامري والدحة والخطوة وغيرها، من الساعة السابعة والربع مساءً وحتى الحادية عشرة ليلاً.
وفي ساحة العروض بحي الجزيرة شرق الرياض، جهزت قرية تراثية بمساحة 2200 متر مربع، احتفاءً بالعيد، وتجسد الفرحة بالعيد السعيد قديماً، إلى جانب تهيئة ممر داخل القرية، ليستطيع الجمهور من خلاله الاستمتاع بالفعاليات، إضافة إلى وضع شاشة عملاقة خصصت لها مدرجات خاصة بالنساء وأخرى للرجال ومسرح يقدم من خلاله فنون شعبية فلكلورية مختلفة تؤديها فرق متخصصة وتشمل العرضة السعودية، والسامري، والمزمار، والخبيتي، إلى جانب خيمة الضيافة الشعبية التي من المتوقع أن تكون مسرحا للضيافة في أجواء شعبية.
وسيكون زائرو ساحة الدوح للاحتفالات بغرب الرياض على موعد مع عروض الفلكلور الشعبي التي تتضمن العرضة السعودية، والعرضة الدوسرية، والمزمار، والخبيتي، وعرضة جازان، إضافة إلى المسرحية الشعبية المفتوحة والقصائد الشعرية التي يقدمها نخبة من نجوم الشعر التي ستقدم طوال أيام العيد من الساعة الثامنة والنصف مساء وحتى 12 ليلاً، حيث تم تخصيص مدرجات للرجال وأخرى للنساء.
وفي الإطار نفسه يتخلل كرنفال المسيرات الترفيهية التي تقام بطريق الأمير تركي بن عبد العزيز (من تقاطع طريق الملك سلمان حتى تقاطع أنس بن مالك) والتي يشارك فيها أكثر من 300 شخصية تقدم عروضا فلكلورية تعرضها فرق متجولة، بالإضافة إلى الهجانة. أما حديقة مناخ الملك عبد العزيز، الواقعة على الطريق الدائري الجنوبي، فستشهد برنامجا مميزا يضم كثيرا من الفعاليات الشعبية في عيد الفطر المبارك، حيث سيتم تقديم فلكلورات شعبية ومشاهد تراثية ومشاهد مسرحية وشعرية ومسابقات، وذلك من خلال الخيمة الشعبية التي تستقبل الزوار يوميا من السابعة والربع مساءً حتى 12 ليلاً.
ويقيم مركز الملك عبد العزيز التاريخي كثيرا من الفعاليات التي تناسب العائلة، بدءا من الخيمة الشعبية في ميدان المربع، وتشتمل على كثير من الفقرات الشعبية والتراثية والأدبية بمشاركة عدد من الشعراء المعروفين وفرق شعبية تقدم أنواعا من الفلكلور.