أحمد فهمي لـ «الشرق الأوسط»: مسلسلي لم يسئ إلى اللبنانيات

الممثل المصري قال إنه يتمنى إعادة تقديم فيلم «المشبوه» وتجسيد شخصية فؤاد المهندس

بوستر مسلسل «ريح المدام»
بوستر مسلسل «ريح المدام»
TT

أحمد فهمي لـ «الشرق الأوسط»: مسلسلي لم يسئ إلى اللبنانيات

بوستر مسلسل «ريح المدام»
بوستر مسلسل «ريح المدام»

يمتلك الفنان المصري أحمد فهمي مواهب كثيرة منها التأليف والتمثيل، كما قدم الكوميديا بمفهوم جديد وشكل مختلف، حيث دمج بين كوميديا الموقف وخفة الدم الفطرية. كما أثبت نجاحه في البطولة الجماعية والمطلقة.
بدأت موهبته الفنية وهو في يدرس بالجامعة؛ فشكل فرقه مع شركاء النجاح هشام ماجد وشيكو تأليفا وتمثيلا، وكان أول أعمال المجموعة الفيلم القصير «رجال لا تعرف المستحيل» عام 2002، ثم مسلسل «أفيش وتشبيه» عام 2006 ثم توالت الأعمال حيث قدموا الكثير من الأعمال الفنية الناجحة أبرزها «ورقة شفرة» وفيلم «سمير شهير وبهير»، الذي شكل نقلة فنية لهذا الثلاثي، ثم قدموا فيلم الحرب العالمية الثالثة وفيلم «بنات العم» وأيضاً العمل الدرامي «الرجل العناب» وشاركوا في برنامج بعنوان «الفرنجة» الذي كان عملهم الأخير كثلاثي.
وعلى مستوى التأليف قام فهمي منفردا بتأليف فيلم «كده رضا» للفنان أحمد حلمي، وأيضاً كتب فيلم «إتش دبور» الذي كان سبب انطلاق أحمد مكي في عالم الكوميديا، وشارك في كتابة فيلم «بوشكاش» للفنان محمد سعد و«فاصل ونواصل» للفنان كريم عبد العزيز.
وبعد انفصاله عن زملائه هشام ماجد وشيكو قدم فيلم «كلب بلدي»، الذي حقق ناجحا كبيرا، ويقدم في الماراثون الرمضاني الحالي العمل الكوميدي «ريح المدام» الذي حقق ناجحا ملحوظا دون الأعمال الكوميدية الأخرى، والذي يشاركه البطولة أكرم حسني ورجاء الجداوي ومي عمر.
التقينا فهمي للحديث عن ردود الأفعال حول العمل ورد عن كثير من الاتهامات الموجهة للعمل من إسفاف وتلميحات إباحية، رافضا اتهامه بأنه يسخر من زملائه الفنانين، معتذرا خلال حديثه للفنانين الذي لم يذكر أسمائهم ضمن الأحداث، كما اعتذر إلى الشعب اللبناني الذي انزعج من إحدى الحلقات التي صورت بلبنان، متمنيا إعادة إنتاج فيلم «المشبوه» مرة أخرى للفنان عادل إمام كاشفا استعداده لتقديم السيرة الذاتية الخاصة بالراحل فؤاد المهندس في حال كتابته بطريقه تليق بتاريخ هذا الفنان، وإليكم نص الحوار:
> هل توقعت النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «ريّح المدام»؟
- لم أتوقع هذا النجاح لدرجة أني «اتخضيت» من ردود الأفعال، ولكن بشكل عام لا أتوقع نجاح أو فشل أي عمل فني أشارك فيه، ولكني أركز وأجتهد وأبذل كل ما في وسعي ثم أترك الباقي لتوفيق الله وأن يكتب لي الله النجاح على قدر ما يقدره لي لذلك فالنجاح الذي حققه المسلسل يعتبر خطوة كبيرة في مشواري الفني ونقلة لي مع الجماهير وفي الشارع.
> ما رأيك فيمن يقول إن العمل يشبه الفوازير؟
- المسلسل لا يشبه الفوازير بشكل كامل ولكن فكرة الانفصال بين الشخصيات والحلقات تذكرنا بشخصيات الفوازير التي تبحث عن حل في كل حلقة، وأحببت أن أخوض هذه التجربة، لأنني مقتنع أن الكوميديا يجب ألا تكون فيها أي نوع من الملل وتكون دائماً متجددة تخرج من حالة لأخرى، وفكرة أنك كل يوم تجسد شخصية مختلفة وتضع نفسك والجمهور في «حدوتة» مختلفة وجديدة فهذا يجعل الجمهور يذهب لمنطقة جيدة في الكوميديا لا يمل منها، وتفتح مجالات متنوعة في الضحك وخلق أفكار كثيرة
> لماذا قدمت أفكاراً كثيرة في هذا العمل على الرغم من أنه كان من الممكن تقديمها بالكثير من الأعمال الفنية؟
- تم حرق في هذا المسلسل أفكار كان من الممكن تقديمها في سبعة أفلام، وقال لي هذا صديقي المؤلف شريف نجيب، فدائماً أجتهد وأقرأ وأبحث في السيناريوهات عن الجديد وسوف يكون هناك توفيق في الاختيار لأن الأفكار الجديدة لا تنتهي ولكنها تحتاج إلى البحث والاجتهاد لكي تصل إليه ولكل مجتهد نصيب.
> ما رأيك فيما يقال إن مسلسل «رّيح المدام» أنقذ الموسم الكوميدي؟
- لا أحب أن أقول ذلك أو أفكر بهذه الطريقة... لأن هناك نجوم كوميديا كثيرين قدموا مسلسلات رائعة هذا الموسم الرمضاني سواء مسلسل «ال لالاند» لدنيا سمير غانم ومعها فريق كبير الفنانين منهم حمدي الميرغني وثروت وبيومي فؤاد وغيرهم، ومسلسل «خلصانة بشياكة» للفنان أحمد مكي ومعه شيكو وهشام ماجد وكذلك مسلسل «هربانة منها» للفنانة ياسمين عبد العزيز ومعها مصطفي خاطر، وهناك الكثير من النجوم والمسلسلات الكوميدية الناجحة هذا العام، حتى لو ربنا كتب لي النجاح في المسلسل الذي قدمته فلا أحب أن أقول إن مسلسلي أنقذ الموسم الكوميدي لأنني لست وحدي على الساحة الكوميدية ولكن هناك نجوم كبار اجتهدوا وقدموا أعمالاً رائعة، وخصوصاً أنني لم أرَ باقي الأعمال نتيجة انشغالي بتصوير المسلسل ولكني أتابع تعليقات الجمهور وأرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لذلك أعتقد أن المسلسلات التي ذكرتها كانت أيضاً مسلسلات رائعة وناجحة.
> ما ردك على الانتقاد الموجه للمسلسل بتقديمه إسفافاً وتلميحات إباحية؟
- بالفعل هناك بعض المشاهد التي كانت من وجهة نظر بعض الناس «أوفر شوية» أو تحتوي على نوع من التلميحات الإباحية، لكني أرى أنه عندما نلمح في مشهد لشيء معين فهذا بالنسبة لي ليس إسفافاً أو إباحية، أما التصريح الواضح بالشيء يصبح في هذه النقطة «قله الأدب»، ولذلك الرقابة قامت بعمل تصنيف عمري على الأعمال الدرامية وأعجبني ذلك كثيرا وتم وضع تصنيف على العمل 16 بلس، وبالنسبة للأطفال الذي يشاهدون العمل عندما يشاهدونه لا يفهمون هذه التلميحات لأنها أكبر من عقليتهم الطفولية فلن يضحك عليه لعدم فهمها.
> لكن بعض المحامين قاموا برفع دعوي قضائية على العمل وذلك لقيامك بعمل عملية تجميل في إحدى الحلقات؟
- وصلني ذلك وأعتبر ذلك نوعاً من «الأفورة الشديدة» التي لا أعرف سببها فهذا مجرد إفيه لمشهد و«بيعدي» ولا يستوجب أن يركزوا معه، وما المشكلة أن أؤدي دور شخص يقوم بزرع صدر «بالغلط»، وأضحكني من قال إن ذلك نوعاً من المثلية الجنسية، ومن يقولون ذلك دون فهم هؤلاء لا أحب أن أعرفهم أو أركز معهم وأفضل عدم الرد عليهم، فشخصيات المسلسل سلطان وبهجت الذي يجسده أكرم حسني هذه الشخصيات تتصرف تصرفات غير طبيعية فهم ليسوا أسوياء فكل شيء يفعلوه يكون في إطار خاطئ، فمثلا في إحدى الحلقات أقوم بمعاملة الحيوانات بطريقة سيئة وألعب بهم بطريقة غير إنسانية فليس من المعقول أن يقوم شخص عاقل بهذه الأفعال ولكنهم شخصيات مجنونة.
> ماردك على اتهام البعض من الجمهور اللبناني لك بالإساءة لنسائهم؟
- من الممكن ان يكون ما اغضبهم مشهد وصولنا للبنان عندما ركبنا تاكسي مع سائقه لبنانية وبعد ذلك تلقت مكالمه هاتفية من صديقها الذي كان غاضب من خيانتها، واعطت سلطان وبهجت الموبيل للحديث مع صديقها وقمنا بالهزار معه، فهذا المشهد كان من الممكن أن تجسده بنت لبنانية أو مصرية أو سوريا أو أميركانية ولكن الإفيه جاء في الحلقة التي تم تصويرها بلبنان، وبالتأكيد لم أقصد أن أسيء إلى نساء وشعب لبنان ولهم ولهن كل الاحترام والتقدير، واعتذر لكل اللبنانيين الذي أغضبهم المشهد ولكن هو مجرد إفيه
> لماذا سخرت من زملائك الفنانين في المسلسل؟
- عندما أذكر اسم فنان ضمن أحداث العمل ليس بقصد السخرية، لكن أتحدث عنه باعتباره نجماً كبيراً وله شعبية فلم أسخر من حياته الشخصية أو شيء متعلق بحياته الخاصة، ولكني أتعامل مع عمل من أعماله الفنية التي تعلق بها الجمهور، وعندما أتي بنجم كأحمد السقا وأتحدث عنه فهذا نتيجة نجوميته وقيمته الكبيرة، وبالتأكيد هو لن يستاء من هذا التناول فهو مجرد «هزار» من صديق له في عمل، ولا أقصد السخرية بالمعني السيئ ولكن أن أستغل نجومية فنان كبير ويخرج عليه الإفيه بطريقة مضحكة بطريقة تناول أعماله، وعلى المستوى الشخصي لن أغضب إذا تناول أي زميل لي لأي عمل من أعمالي بطريقة كوميدية، بل أقدم اعتذاراً للفنانين الذي لم تذكر أسماؤهم ضمن الأحداث.
> هل يوجد فنان بعينه تعتبره خطاً أحمر ولا يمكن أن تذكره في أعمالك؟
- الفنانون الكبار لم تربطني بهم علاقة وطيدة لذلك لا يجب أن «أهزر» معهم بهذه الطريقة، لأنهم من الممكن أن يغضبوا من هذا التناول، ولكن ليس هناك نجم بعينه أستطيع أن أقول إنه خط أحمر.، خاصة أن الجمهور يحب هذا النوع من الهزار بين الفنانين لأنه لا يخرج عن كونه مجرد إفيه وتناول لقيمة كبيرة وفنان كبير يتعلق به المشاهدون وهذا يشعر الجمهور بأن العلاقة بيننا علاقة جميلة و«أننا بنهزر مع بعض» بشكل لطيف ومتساهلين مع بعضنا البعض.
> لماذا تم اختيار اسم المسلسل «ريح المدام» وهو مثير للجدل؟
- في البداية كان هناك جدل كبير على اسم المسلسل وهذا الجدل أحبه لأنه يعمل نوعاً من لفت الانتباه ولكن الآن الجمهور اعتاد على الاسم، ومن سبب اختيار هذا الاسم يرجع إلى المؤلف أيمن بهجت قمر فهو مؤلف أغنية التتر.
> ماذا عن الاتهام الموجهة لصناع عمل «ريح المدام» بسرقه فكرته؟
- لا أهتم بهذه الكلمات كالسرقة أو غيرها، ولكن السؤال الأهم هل المسلسل أعجبك أم لا؟! وهل شعرت بشيء مختلف عن الفكرة التي تم الاقتباس منها أم لا، العمل حقق نجاحاً وهذا يدل على تنفيذه بطريقة مختلفة من خلال فكرة جيدة تم اقتباسها واللعب عليها وإدخال كل ما هو جديد عليها لتظهر ببصمة مختلفة عن العمل الأصلي وهذا هو المهم، ولم أكذب على أحد فالفكرة مأخوذة من فيلم، بدليل عندما سئلت بأن العمل يشبه فيلم «عفريت مراتي» قلت هذا حقيقي فالفكرة قريبه منه، ومن الطبيعي أن نشاهد فيلماً جيداً تم تقديمه في الخمسينات بمصر ونقوم بإعادة فكرته مرة أخرى بمنظور مختلف مواكب مع العصر والسوشيال ميديا وكل ما نعايشه الآن من تطور، في النهاية الجمهور يحب هذه الفكرة وتحب أن تراها بطريقة مطورة وبشكل مختلف، ولكن إذا أخذت الفكرة بشكل تام وكامل وكررتها فبالتأكيد سوف تفشل، وأما إذا أخذت الفكرة وطورتها لتتماشي مع العصر الذي نعايشه فهذا هو الجديد، فالأفكار كلها تشبه بعضها وهناك نحو 36 تيمة الجميع يعمل عليهم والشطارة في كيفية تناول هذه الفكرة وإدخال الجديد عليها لتظهر ببصمة مختلفة عن الفكرة الأصلية التي قمت بتحديثها وإدخال التفاصيل الجديدة عليها.
> ما العمل الفني الذي تريد إعادة تقديمه مرة أخرى سواء في الدراما أو السينما؟
- هناك كثير من الأفلام التي تعتبر تراثاً للسينما المصرية من الممكن أن يتم إعادة تقديمها بطريقة أخرى، وليس شرطاً أن أقوم بإعادة تقديمها فهناك زملاء وأصدقاء أتمنى أن أراهم يقدمون هذه الأفلام التي تعتبر علامات في الكتابة والفكرة والدراما مثل فيلم «المشبوه» للفنان عادل إمام من الممكن أن يتم إعادة تقديمه لأن به تفاصيل كثيرة ومتوفر فيه كل العناصر التجارية الناجحة فكرته رائعة وقصته ملحمة، أتمنى أن أشارك فيه، فهو فيلم متكامل وأعشق الفنان عادل إمام ، ولكن أخشى أن أعيده يتم وضعي في مقارنة مع فنان كبير بحجم «الزعيم».
> وجه انتقاد لمشاركة الفنانة «مي عمر» بالمسلسل لبعدها عن اللون الكوميدي الذي يدور في إطاره العمل؟
- بالعكس اختيارها لهذا الدور كان موفقاً بشكل كبير ولعبت شخصية «داليا» بحرفية شديدة، ولو قدم الدور أحد غيرها لن يقدمه بهذه الطريقة، ولن يظهر المسلسل بهذه الجودة فهي صاحبة الفضل في نجاحه، فالشخصية التي تؤديها «مي» هي التي تحرك كل الأحداث والمسؤولة الأولى عن نجاحنا في تقديم شخصياتنا في المسلسل، فلو كانت أقل من المستوى لظهرنا بمستوى أقل من المطلوب، وكانت تعمل التوازن المطلوب وأداؤها كان مميزاً وكوميدياً ونجحت بشكل كبير.
> ماذا عن مشاركتك في فيلم الأصليين؟
- أظهر كضيف شرف ضمن أحداث العمل ولم يكن لي دور أساسي فيه والفيلم من إخراج مروان حامد الذي أراه من أهم المخرجين الذين أتوا إلى مصر وعلى مستوى الشخصي هو صديق عزيز، والفيلم مهم وجيد وعندما طلب مني مروان الظهور كضيف شرف لم أتردد في قبول هذا الأمر.
> ما رأيك في الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام؟
- نظراً لانتهائي من تصوير «ريح المدام» مساء أمس الخميس لم أشاهد أي مسلسل حتى الآن، ولكني حريص على أن أشاهد الكثير منها لكي أقيمها وسأحرص على متابعة أعمال كثيرة وليست الكوميدية فقط ولكن الدرامية أيضاً منها مسلسل «كلبش» لأمير كرارة وكذلك مسلسل «كفر دلهاب» و«لا تطفئ الشمس»، ولكن بشكل عام راضٍ عن الأعمال المعروضة وأعتبره موسماً قوياً لمعظم الفنانين هذا العام.
> هل هناك سيرة ذاتية لشخصية عامة تحب أن تقدمها في عمل فني؟
- من الممكن أن أقدم سيرة ذاتية ولكن هذا يتوقف على الورق والفكرة وطريقة تقديمها وأن تتوفر عوامل النجاح فيه، ومن النجوم التي أعشقها وأعتبرها علامة مميزة في تاريخ الكوميدية المصرية هو الفنان الكبير فؤاد المهندس فهو الشخصية التي أحب أن أعرف عنها الكثير وأقرأ عنها المزيد، فهذا الفنان كان سابقاً لعصره لذلك أتمنى أن أقدم سيرته الذاتية.
> هل من الممكن أن تشارك في عمل اجتماعي بعيداً عن الكوميديا؟
- بالفعل من الممكن أن أقدم عملاً اجتماعياً بعيداً عن الكوميديا، فكل شيء يأتي في ميعاده ووقته، وإن شاء الله قريباً سوف تروني في أعمال مختلفة، ورغم نجاحي في الكوميديا فإنني دائماً أحب تقديم كل الشخصيات وكل أنواع الدراما فهي تجعلني أخرج كل طاقاتي بكل الفئات التمثيلية.
> ماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة؟
- هناك فيلم جديد أقوم بالتجهيز له وحتى الآن لم نستقر على اسمه، وجاري اختيار باقي فريق العمل، يدور في إطار كوميدي ومن إخراج محمد شاكر وتأليف شريف نجيب وجورج عزمي، وأيضاً لدي مشروع كتابة سيقوم ببطولته الفنان بيومي فؤاد.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».