منفذ هجوم بروكسل مغربي من سكان حي مولنبيك وغير مدرج في «قوائم التشدد»

قلق في أوساط الجالية المسلمة والتحقيق يركّز على تحديد هل تصرّف فردياً أم كان ضمن «مجموعة إرهابية»؟

رجل أمن أمام محطة القطارات المركزية في بروكسل (أ.ف.ب)
رجل أمن أمام محطة القطارات المركزية في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

منفذ هجوم بروكسل مغربي من سكان حي مولنبيك وغير مدرج في «قوائم التشدد»

رجل أمن أمام محطة القطارات المركزية في بروكسل (أ.ف.ب)
رجل أمن أمام محطة القطارات المركزية في بروكسل (أ.ف.ب)

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي تفاصيل المحاولة الفاشلة لتفجير محطة القطار المركزية وسط بروكسل مساء الثلاثاء، وقال: إن منفذ الهجوم لم يكن يحمل حزاماً ناسفاً حول جسده، خلافاً لما ذُكر سابقاً، لكن الحقيبة التي كانت في حوزته كان تحوي مسامير وأسطوانات غاز صغيرة. وأعاد الهجوم تسليط الضوء على حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية؛ إذ تبيّن أن منفذ الاعتداء مغربي من سكانه، علما بأن الحي ارتبط بشبكات إرهابية عدة في السنوات الماضية.
وقال إيريك فانديرسبت، المتحدث باسم مكتب التحقيقات في مؤتمر صحافي، أمس: إن منفذ الهجوم دخل محطة القطارات الثامنة و39 دقيقة مساء الثلاثاء وبعد ست دقائق وقف في مكان يتجمع فيه عدد كبير من الناس ومعه حقيبته التي حملها إلى أعلى وبدأ في الصراخ، ثم حدث انفجار خفيف واشتعلت النيران في الحقيبة التي تركها منفّذ الهجوم وهرب إلى مكان سير القطارات، وعندها سُمع صوت انفجار آخر أقوى من الأول نسبياً فعاد إلى مكان الانفجار، واتجه نحو عناصر الجيش وكان يهتف «الله أكبر»، فجرى إطلاق الرصاص عليه وتوفي متأثراً بجروحه.
ووصف المتحدث ما جرى بأنه «حادث إرهابي»، قائلاً إن المهاجم يدعى أسامة من مواليد 1981، ويحمل الجنسية المغربية، ومن سكان حي مولنبيك، لكن اسمه لا يرد في قوائم المشتبه في تورطهم في التشدد والإرهاب. وذكرت وسائل إعلام، أن الشرطة دهمت المنزل الذي كان يعيش فيه المهاجم صباح الأربعاء، لكن لم يتم الإعلان عن نتائج عملية الدهم حفاظاً على سرية التحقيق. وأوردت وسائل إعلام بلجيكية أن الشرطة لم تعثر على أي شخص آخر يعيش في المنزل في مولنبيك. وتركّز جهات التحقيق على محاولة معرفة هل تصرف المهاجم في شكل فردي، أم أنه كان جزءاً من «مجموعة إرهابية»؟
وأفادت وسائل إعلام بأن المهاجم كان معروفاً لرجال الأمن، وأن اسمه كان ضمن قاعدة البيانات التابعة للداخلية البلجيكية، لكنه لم يكن معروفاً بعلاقته بالإرهاب أو التشدد. وفيما كشفت محطة «في تي إم» أنه يدعى أسامة زريوح، قالت فرنسواز شبمانز رئيسة بلدية مولنبيك للصحافيين إنه كان مدرجاً في ملفات الشرطة بعد القبض عليه في قضية مخدرات العام الماضي وإنه مطلّق. وحتى بعد ظهر أمس لم تكن أي جهة قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية.
وسادت حالة من الغضب والقلق أوساط الجالية الإسلامية في بروكسل عقب كشف هوية منفّذ الهجوم. وقال رجل مسلم في العقد السادس من عمره طلب عدم نشر اسمه: «ما زلنا نعاني نحن وأولادنا مما حدث بعد تفجيرات مارس (آذار) العام الماضي، والآن يجب أن نتوقع المزيد من المعاناة بسبب الاتهامات للمسلمين»، في إشارة إلى تداعيات هجمات تبناها تنظيم داعش. وقال شاب في العشرينات من عمره يدعى جواد إن «ما حدث يجب ألا يؤثر علينا لأننا لا يجب أن نتحمّل نتيجة عمل فردي»، مشيراً إلى أن «فعاليات الجالية المسلمة كلها دانت الحوادث الإرهابية». وقال الشيخ محمد التمامي، إمام مسجد الغفران في بروكسل: إن مثل هذه الجرائم «أمر مرفوض وندينه بشدة. لا يجب أن يحدث أي شيء يروّع المواطنين الأبرياء، ولا بد أن نحرص على إعطاء الصورة الإيجابية عن الإسلام البريء من مثل هذه الجرائم، فالإسلام يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي».
من جانبه، أشاد وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون بأداء عناصر الأمن والجيش وتعاملهم مع محاولة التفجير الفاشلة في محطة القطار. وأضاف في تصريحات أمس، أن حالة الاستنفار الأمني ستظل كما هي عند الدرجة الثالثة، وهي الدرجة الأقل من حالة الاستنفار القصوى.
ونوّه الوزير إلى أن لا أحد يريد أن يرى بروكسل تتحوّل إلى «مدينة بوليسية» ولكن في الوقت نفسه لا بد من الحفاظ على التوازن بين استمرار الحياة اليومية ونشر عناصر الأمن والجيش.
وعادت الحياة إلى طبيعتها أمس في محيط محطة القطارات وسط بروكسل، واستؤنفت حركة سير الحافلات والسيارات وأيضاً محطة «المترو» المرتبطة بمحطة القطار. كما استؤنفت حركة القطارات في بروكسل في شكل طبيعي، ولكن من دون أو تتوقف في المحطة التي استهدفتها هجوم مساء الثلاثاء.
وعقد مجلس الأمن الوطني البلجيكي اجتماعات صباح أمس برئاسة شارل ميشال، رئيس الحكومة، لمعاينة الموقف وتحديد طبيعة التعامل مع التطورات المتعلقة بالحادث الذي اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي عملاً إرهابياً.
وقال ميشال للصحافيين عقب الاجتماع: «تجنبنا هجوماً كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير»، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز». وشدد على أن البلاد، التي شكلت تربة خصبة في أوروبا لتجنيد المقاتلين لتنظيم داعش في سوريا والعراق، لن تنحني أمام التهديدات التي دفعت الحكومة إلى نشر الجنود بكامل أسلحتهم بشكل دائم في الأماكن العامة في بروكسل. وقال: «لن نسمح لأنفسنا بأن نشعر بالخوف». وأضاف: «سنمضي في حياتنا كالمعتاد».
وفي مدريد، أعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة أشخاص بينهم مغربي وُصف بأنه «خطير».
وفي أمستردام، قال ممثل الادعاء الهولندي إنه تم احتجاز شاب (18 عاماً) للاشتباه في قيامه بتوزيع مواد دعائية لتنظيم داعش، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وجرى إلقاء القبض عليه في مدينة أوترخت الأسبوع الماضي.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.