دليلك لزيارة القاهرة الإسلامية

رحلة تجذب زائرها من الوهلة الأولى

متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية  تعقد في المعالم الأثرية
متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية تعقد في المعالم الأثرية
TT

دليلك لزيارة القاهرة الإسلامية

متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية  تعقد في المعالم الأثرية
متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية تعقد في المعالم الأثرية

تزخر مصر بالعشرات من المزارات الأثرية الدينية التي يقبل عليها الزائرون والسائحون من جميع بقاع العالم لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
تجتذب القاهرة الإسلامية آلاف الزوار، الذين يحرصون على زيارة معالمها، وعلى رأسها المساجد والبيوت والمتاحف، التي يعود تاريخها إلى عصور الدولة الفاطمية، ثم الأيوبية فالمملوكية نهاية بالعثمانية وأسرة محمد علي باشا.
وتتسم القاهرة الإسلامية بعبق خاص، يجذب زائره إليها من الوهلة الأولى ليوقعه سريعاً في غرامها، مما يجعل تفقّد معالمها رحلة لا تنسى مهما مرت السنوات، سواء لعمارتها التي تُنقش في ذاكرة مشاهدها، أو لما تقدمه من فعاليات ثقافية وفنية تأسر قلب متلقيها.
«الشرق الأوسط» تستعرض فيما يلي أبرز الأماكن التي يمكنك زيارتها إذا أردت الاستمتاع بشهر رمضان في أجواء مختلفة داخل القاهرة الإسلامية.

شارع المُعز
لمن يريد معايشة أجواء شهر رمضان عن قرب فإن مقصده الأول يجب أن يكون شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف اختصاراً بـ«شارع المُعز»، الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم.
يقع الشارع في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية، ويمتد بطول كيلومتر، ويضم 33 أثرا، منها ستة مساجد أثرية‏، وسبع مدارس، ومثلها أسبلة، وأربعة قصور، ووكالتان، وثلاث زوايا، وبابان هما‏‏ باب الفتوح، وباب زويلة، ‏ وحمامان شعبيان، ووقف أثري.
ويتمتع زائر الشارع سواء قصده ليلا أو نهارا بالسير وسط هذه الكوكبة من الآثار، وفي مقدمتها مجموعة السلطان قلاوون، كما يتيح الشارع لزائره التعرف على ما يضمه من الحرف والصناعات اليدوية والمقاهي، ولن يجد الزائر صعوبة في التعرف على تاريخ الشارع ومعالمه، سواء من خلال اللوحات الإرشادية على كل أثر، أو الأثريين المتواجدين بالشارع.
وفي رمضان يتحول شارع المعز لمظاهرة فنية وثقافية، سواء من خلال الفعاليات التي تقدم على مسرح الشاعر الكائن به، أو الاحتفالات الرمضانية التي تعقد في بعض المعالم الأثرية، والتي تبدأ من ليلة «الرؤية» حتى ليلة «العيد»، وهو ما يكون عاملا في زيادة الإقبال السياحي على الشارع.
وتتسع الأجواء الرمضانية في شارع المعز إلى محيط مسجد الحسين، ولا سيما في سوق خان الخليلي، حيث يختلط السائحون مع المصريين، وفي خلفيتهما تعلو أصوات المنشدين والمطربين المنتشرين على المقاهي الشهيرة بالمكان.
والجلوس على هذه المقاهي له متعة خاصة، ومن أشهرها مقهى الفيشاوي، الذي يعود تاريخه لمئات السنين، اجتذب خلالها المثقفين والفنانين وكذلك السياسيين.

مدينة الألف مئذنة

توصف القاهرة بأنها «مدينة الألف مئذنة»، بسبب وجود كثير من المساجد التاريخية، وزيارة هذه المساجد أمر محبب في شهر رمضان، حيث تزدان المساجد لزوارها، سواء للصلاة أو للزيارة للتعرف على معمارها وتاريخها.
ويعتبر الجامع الأزهر من بين أهم المساجد وأشهرها في مصر، وزيارته تعرفك على تاريخه الطويل، حيث بناه جوهر الصقلي بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ - 972م.
وفي الجهة المقابلة يوجد مسجد الحسين، وبني في عهد الخلافة الفاطمية عام 1154، ويحتوى المسجد على كثير من المقتنيات المهمة مثل أقدم نسخة من القرآن الكريم.
وإذا كان الجامع الأزهر هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، فإن زيارة جامع عمرو بن العاص أول جامع بني بمصر في سنة 20 للهجرة له مذاق خاص، حيث يجتذب آلاف المصلين، لا سيما في شهر رمضان، مما يؤكد ألقابه التي لقب بها مثل الجامع العتيق وتاج الجوامع.
زيارة مسجد أحمد بن طولون - ثالث جامع أنشئ بمصر الإسلامية - يجب ألا تفوتك، فأنت أمام مسجد مقام على مساحة 6 أفدنة ونصف، كما أنك في وسط طرز معمارية فريدة سواء من ناحية التصميم أو الزخرفة. كذلك فالصعود إلى مئذنة المسجد ذات الشكل الدائري المميز أمر رائع لمشاهدة القاهرة القديمة من أعلى والدوران حولها، كونها تمتاز بسلم خارجي يمتد طوله لـ40 مترا.
بوسط القاهرة يمكن زيارة مسجد الرفاعي وتوأمه مسجد السلطان حسن، المواجهان لبعضهما والشبيهان في الضخامة والارتفاع، رغم أن فارق الزمن بينهما نحو 500 عام، حيث أنشئ مسجد السلطان حسن سنة 1359، بينما شرع في بناء مسجد الرفاعي سنة 1869 حيث أمرت بذلك خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل.

قلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل إحدى أهم معالم القاهرة الإسلامية وتقع في حي «القلعة»، وقد أقيمت على إحدى الرُبى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة، وتعتبر من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى، بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية، لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين.
وبزيارة القلعة يمكنك مشاهدة لوحة بانورامية للقاهرة، حيث أسس صلاح الدين هذه القلعة على ربوة من جبل المقطم، ويقول مؤرخون إن صلاح الدين وفق تماماً في اختيار مكان القلعة، إذ إنها بوضعها المرتفع حققت الإشراف على القاهرة إشرافاً تاماً، لدرجة أن حاميتها كانت تستطيع القيام بعمليتين حربيتين في وقت واحد، هما إحكام الجبهة الداخلية وقطع دابر من يخرج منها عن طاعة السلطان، ومقاومة أي محاولات خارجية للاستيلاء على القاهرة.
ويعتبر السور الذي أقامه صلاح الدين حول القاهرة للدفاع عنها ضد أي اعتداء خارجي، من المنشآت الحربية المهمة التي أكملت دور القلعة في العصور الوسطى، وهو السور الذي تم اكتشافه قبل سنوات، فبعد أن تولى صلاح الدين (1171 - 1193م) حُكم مصر اهتم بعمران المنطقة الواقعة خارج القاهرة الفاطمية بين باب زويلة وجامع أحمد بن طولون، وقسمها إلى خطوط عدة بينها خط الدرب الأحمر الذي لا يزال يعرف بهذا الاسم حتى اليوم. ويتصدر هذه المنطقة جامع الصالح طلائع بن رزيك الذي يعتبر آخر أثر من عصر الفاطميين في مصر.
وبداخل القلعة يمكنك زيارة «جامع محمد علي»، وهو أكثر معالم القلعة شهرة، حتى إن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي تتمثل في هذا المسجد فقط. وتذكر المصادر والمراجع المختلفة أنه ما إن أتم محمد على باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصوره ودواوينه وعموم المدارس رأى أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنه، وبالفعل بدأ في إنشاء الجامع سنة 1246هـ - 1830م واستمر العمل حتى وفاة محمد على باشا سنة 1265 هـ - 1848م ودفن في المقبرة التي أعدها لنفسه بداخل الجامع.
ويمتاز جامع محمد علي باشا بعدة مميزات معمارية وفنية، فمئذنتاه شاهقتان إذ يبلغ ارتفاعهما نحو 84 متراً، كما أن المشكاوات التي توجد به عددها 365 مشكاة بعدد أيام السنة.
وفي وسط القلعة تقريبا يقع جامع آخر هو جامع «الناصر محمد بن قلاوون»، وقد شيده الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 718هـ - 1318م. وهو مخطط على غرار الجوامع الأولى، إذ يتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يقع أمام محرابه قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة، وفوقه قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القيشاني الأخضر، ويمتاز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التي تحمل السقف، وهي أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء.

البيوت والوكالات
تحمل القاهرة الفاطمية تفاصيل إبداعية للعمارة الإسلامية، فمع التجول بين شوارعها وحاراتها تصادفك روائع العمارة الإسلامية الباقية من العصور المختلفة، ويتجلى الإبداع المعماري في البيوت والوكالات والأسبلة.
ومن البيوت الأثرية النادرة التي بقيت تقاوم الزمن بيت السحيمي بحي الجمالية، وهو بيت في الحقيقة أقرب إلى القصر؛ لعظم مساحته التي تبلغ 2000 متر مربع، وقد اعتاد الباحثون والمؤرخون للعمارة الإسلامية أن يذكروا بيت السحيمي في كتبهم على أنه من أفضل البيوت التقليدية في القاهرة في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وهو كغيره من البيوت التي تعتمد على وجود سقف مزين بالزخارف النباتية والهندسية، تتوسطه قبة صغيرة بها فتحات صغيرة ليدخل منها الهواء والضوء، وهذه القبة التي تسمى الشخشيخة.
أما «الوكالات» فهي تعتبر مجمعاً تجارياً كبيراً كان يقصده التجار والعامة، حيث تعقد فيها الصفقات التجارية، وتعرض فيها الغلال والحبوب وتأتي إليها القوافل، وهي تعد مثل «المولات» أو المراكز التجارية التي تنتشر بيننا اليوم.
وما زالت هذه الوكالات قائمة حتى اليوم وأبرزها وكالة الغوري ووكالة بازرعة وعباس أغا، وينفتح المسقط الأفقي للوكالة على الداخل وتنتظم عناصره المختلفة حول فناء مستطيل مكشوف. وتشتمل الوكالة على جزأين أحدهما تجاري سفلي والآخر سكني علوي، وهو يتزين بوجود صف من المشربيات.
وما يجذب حاليا إلى البيوت والوكالات ليس التمتع بمشاهدة عمارتها فقط، بل لأنها مراكز ثقافية وفنية، حيث تستغل وزارة الثقافة المصرية هذه الأبنية لعقد الأمسيات الثقافية والعروض الفنية والشعبية والمهرجانات التراثية. وهو ما يجذب المصريين والأجانب الذين يرغبون في الاستمتاع بما تقدمه من فنون وثقافة لا سيما في شهر رمضان.
أما «الأسبلة» فكانت أبنية كانت تشيد بقصد توفير ماء نهر النيل المعد للشرب على مدار السنة، في الوقت الذي لم تعرف فيه الوسائل الحديثة للإمداد بالمياه، وتركزت الأسبلة في المناطق الآهلة بالسكان وفي الأسواق والأحياء التجارية والصناعية مثل شارع المعز، وشارع الصيبة، وحي الجمالية، وحي الغورية، وشارع التبليطة، وحي السيدة زينب، وشارع البتانة.
وقد شهد العصر العثماني بناء كثير من الأسبلة؛ كونها من العمائر التي عني بها العثمانيون، وكانت تقام على هيئة مبانٍ رشيقة غنية بالزخارف، فالواجهات رخامية مزخرفة ومزينة بالآيات القرآنية، وتطُل منها شبابيك من النحاس أو الحديد المصبوب في أشكال زخرفية بديعة.
ونرشح لك زيارة أسبلة محمد علي بشارع المعز، وسبيل أم عباس في حي القلعة، وسبيل الست نفيسة البيضا قُرب باب زويلة، وسبيل عبد الرحمن كتخذا في حي بين القصرين.

متحف الفن الإسلامي
بزيارة متحف الفن الإسلامي في ميدان «باب الخلق» بوسط العاصمة المصرية فأنت في أكبر متحف إسلامي فني في العالم، حيث يضم المتحف ما يزيد على مائة ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية، من الهند والصين، مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وتعتبر مقتنيات المتحف من نفائس العمارة والفنون، وتتنوع بين آثار مصنوعة من الخزف، والفخار، والزجاج، والبلور الصخري، والنسيج، والسجاد، والمعادن، والحلي، والأخشاب، والعاج، والأحجار، والجص، والمخطوطات العربية. ومن أبرز القطع الفنية النادرة شاهد قبر من الحجر عليه تاريخ 31 هـ الموافق 652م، أي بعد الفتح الإسلامي لمصر باثني عشر عاماً، وإبريق عثر عليه في قرية أبو صير في محافظة الفيوم المصرية ضمن محتويات مقبرة «مروان بن محمد» آخر خلفاء بني أمية، كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة.
كما يمكنك مشاهدة مجموعات خزفية نادرة تؤكد مدى ازدهار صناعة الخزف في العالم الإسلامي، إلى جانب تحف العصر الفاطمي والعصر المملوكي، ومجموعة من المشكاوات المملوكية التي يتميز بها المتحف عن غيره من المتاحف العالمية.



السعودية تحول كهوفها إلى معالم سياحية

كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
TT

السعودية تحول كهوفها إلى معالم سياحية

كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)

في خطوة لتنوع مسارات قطاع السياحة في السعودية، جهزت هيئة المساحة الجيولوجية 3 كهوف بأعماق مختلفة لتكون مواقع سياحية بالتنسيق مع الجهات المعنية، فيما تعمل الهيئة مع وزارة الاستثمار لاستغلال موقعين جيولوجيين ليكونا وجهة سياحية تستقطب الزوار من داخل وخارج المملكة.

قال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، المهندس عبد الله بن مفطر الشمراني، لـ«الشرق الأوسط»، إنه جرى تحديد موقعين هما «جبل قدر، ومطلع طمية المعروف بـ(فوهة الوعبة)، والعمل جارٍ مع وزارة الاستثمار لاستغلالها، كاشفاً عن أن الهيئة تقوم بتجهيز عدد من المواقع الجديدة لتكون وجهة سياحة خلال الفترة المقبلة».

وأضاف أن عدد الكهوف يتجاوز مائة وخمسين كهفاً تنتشر في مواقع مختلفة، من بينها كهف (أم جرسان) وطوله 1.5 كيلومتر ويقع بالقرب من المدينة المنورة (غرب المملكة)، ويتميز بجماليات طبيعية تتناغم مع تاريخه وتكوينه، كذلك كهف «أبو الوعول» الذي يحتوي على هياكل عظمية لحيوانات انقرضت، لافتاً إلى أن السعودية غنية بالمعالم الجيولوجية المنتشرة في المواقع كافة.

ينتشر في السعودية أكثر من 150 كهفاً يترقب أن تكون وجهات سياحية (هيئة المساحة)

وأضاف: «على مدار الـ25 عاماً الماضية كان التركيز على الدرع العربي، أما الآن فالتركيز على 4 محاور رئيسة تتمثل في الاستثمار في كفاءات الجيولوجيين السعوديين، ومسح ما تبقى من مواقع الغطاء الرسوبي والبحر الأحمر، كذلك زيادة رفع المعلومات عن المخاطر الجيولوجية التي تحيط بالسعودية لمعرفة التعامل معها، مع استخدام التقنيات المختلفة لربط المعلومات الجيولوجية وإخراج قيمة مضافة منها واستخدامها في شتى الجهات».

وسيفتح هذا الحراك بين القطاعات الحكومية نافذة جديدة على السياحة، فيما ستكون لهذا التعاون تبعات كبيرة في تنشيط ما يعرف بالسياحة الجيولوجية من خلال توافد المهتمين والباحثين عن المغامرات من مختلف دول العالم، وسيساهم ذلك في رفع إيرادات الأنشطة السياحية، خاصة مع تنامي الاكتشافات في مسارات مختلفة، منها الأحافير، التي وصلت إلى أكثر من 100 موقع أحفوري رئيس في المملكة خلال السنوات الماضية.

فوهة الوعبة من أكبر الفوهات ويتجاوز عمرها المليون عام (هيئة المساحة)

وتحتوي هذه الاكتشافات على «خسف عينونة» بشمال غربي المملكة، و«تلة السعدان» شمال الجموم، و«فيضة الضبطية» في المنطقة الشرقية، و«طعس الغضا»، و«البحيرة الوسطى» جنوب غربي النفوذ الكبير، و«جبال طويق»، و«فيضة الرشاشية» في شمال المملكة. هذا بالإضافة إلى ما تم تسجيله في المملكة إلى اليوم من الأحافير المختلفة القديمة.

وهذه الاكتشافات يمكن الاستفادة منها من خلال جمعها تحت سقف واحد، وهو ما أشار إليه رئيس هيئة المساحة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق: «الأحافير يستفاد منها في المتاحف الجيولوجية، ويمكن العمل في هذا الجانب مع وزارة السياحة، لضم هذه الأحافير، وبعض المكونات التي تعطي نبذة عن الجيولوجيا في السعودية، وأنواع من الأحجار المختلفة الموجودة في البلاد، وهذا يعطي بعداً علمياً واستثمارياً».

ويأتي عرض موقعي «فوهة الوعبة»، و«جبل القدر» على وزارة الاستثمار، لأهميتهما. فجبل القدر، يقع في حرة خيبر التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويتميز بارتفاعه الذي يصل إلى نحو 400 متر، وهو أكبر الحقول البركانية، وآخر البراكين التي ثارت قبل 1000 عام، وقد اختير في وقت سابق ضمن أجمل المعالم الجيولوجية العالمية، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

جبل القدر من أحد أهم الاكتشافات الجيولوجية (واس)

في المقابل تغوص «فوهة الوعبة» في التاريخ بعمر يتجاوز 1.1 مليون عام، وهي من أكبر الفوهات البركانية في العالم، وهي جزء من حقل بركاني أحادي المنشأ يضم 175 بركاناً صغيراً، أعمارها بين بضع مئات الآلاف من السنوات إلى مليوني سنة، فيما تغطي مساحة بنحو 6000 كيلومتر مربع، وتتميز بعمق يصل إلى نحو 250 متراً وقطر يبلغ 2.3 كيلومتر، وهو ما يقارب 3 أضعاف متوسّط أقطار البراكين الأخرى، كما تحتوي على حوض ملحي أو بحيرة ضحلة تشكّلت بسبب تجمع مياه الأمطار.

وتعد الاكتشافات الجيولوجية في مساراتها المختلفة ثروة من الثروات المعدنية والسياحية والبيئية نادرة الوجود، والتي يجب المحافظة عليها وحمايتها، حيث يمكن الاستفادة من هذه الاكتشافات للدراسات الأكاديمية والأبحاث العلمية، وكذلك استغلالها في النواحي السياحية، وإمكانية الاستفادة منها بوصفها ثروة اقتصادية، تفتح المجال لمشاريع اقتصادية جديدة وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، وكذلك فتح مجال أوسع للتعليم الأكاديمي ونشر الأبحاث الوطنية.