دليلك لزيارة القاهرة الإسلامية

رحلة تجذب زائرها من الوهلة الأولى

متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية  تعقد في المعالم الأثرية
متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية تعقد في المعالم الأثرية
TT

دليلك لزيارة القاهرة الإسلامية

متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية  تعقد في المعالم الأثرية
متحف الفن الإسلامي - الاحتفالات الرمضانية تعقد في المعالم الأثرية

تزخر مصر بالعشرات من المزارات الأثرية الدينية التي يقبل عليها الزائرون والسائحون من جميع بقاع العالم لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
تجتذب القاهرة الإسلامية آلاف الزوار، الذين يحرصون على زيارة معالمها، وعلى رأسها المساجد والبيوت والمتاحف، التي يعود تاريخها إلى عصور الدولة الفاطمية، ثم الأيوبية فالمملوكية نهاية بالعثمانية وأسرة محمد علي باشا.
وتتسم القاهرة الإسلامية بعبق خاص، يجذب زائره إليها من الوهلة الأولى ليوقعه سريعاً في غرامها، مما يجعل تفقّد معالمها رحلة لا تنسى مهما مرت السنوات، سواء لعمارتها التي تُنقش في ذاكرة مشاهدها، أو لما تقدمه من فعاليات ثقافية وفنية تأسر قلب متلقيها.
«الشرق الأوسط» تستعرض فيما يلي أبرز الأماكن التي يمكنك زيارتها إذا أردت الاستمتاع بشهر رمضان في أجواء مختلفة داخل القاهرة الإسلامية.

شارع المُعز
لمن يريد معايشة أجواء شهر رمضان عن قرب فإن مقصده الأول يجب أن يكون شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف اختصاراً بـ«شارع المُعز»، الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم.
يقع الشارع في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية، ويمتد بطول كيلومتر، ويضم 33 أثرا، منها ستة مساجد أثرية‏، وسبع مدارس، ومثلها أسبلة، وأربعة قصور، ووكالتان، وثلاث زوايا، وبابان هما‏‏ باب الفتوح، وباب زويلة، ‏ وحمامان شعبيان، ووقف أثري.
ويتمتع زائر الشارع سواء قصده ليلا أو نهارا بالسير وسط هذه الكوكبة من الآثار، وفي مقدمتها مجموعة السلطان قلاوون، كما يتيح الشارع لزائره التعرف على ما يضمه من الحرف والصناعات اليدوية والمقاهي، ولن يجد الزائر صعوبة في التعرف على تاريخ الشارع ومعالمه، سواء من خلال اللوحات الإرشادية على كل أثر، أو الأثريين المتواجدين بالشارع.
وفي رمضان يتحول شارع المعز لمظاهرة فنية وثقافية، سواء من خلال الفعاليات التي تقدم على مسرح الشاعر الكائن به، أو الاحتفالات الرمضانية التي تعقد في بعض المعالم الأثرية، والتي تبدأ من ليلة «الرؤية» حتى ليلة «العيد»، وهو ما يكون عاملا في زيادة الإقبال السياحي على الشارع.
وتتسع الأجواء الرمضانية في شارع المعز إلى محيط مسجد الحسين، ولا سيما في سوق خان الخليلي، حيث يختلط السائحون مع المصريين، وفي خلفيتهما تعلو أصوات المنشدين والمطربين المنتشرين على المقاهي الشهيرة بالمكان.
والجلوس على هذه المقاهي له متعة خاصة، ومن أشهرها مقهى الفيشاوي، الذي يعود تاريخه لمئات السنين، اجتذب خلالها المثقفين والفنانين وكذلك السياسيين.

مدينة الألف مئذنة

توصف القاهرة بأنها «مدينة الألف مئذنة»، بسبب وجود كثير من المساجد التاريخية، وزيارة هذه المساجد أمر محبب في شهر رمضان، حيث تزدان المساجد لزوارها، سواء للصلاة أو للزيارة للتعرف على معمارها وتاريخها.
ويعتبر الجامع الأزهر من بين أهم المساجد وأشهرها في مصر، وزيارته تعرفك على تاريخه الطويل، حيث بناه جوهر الصقلي بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ - 972م.
وفي الجهة المقابلة يوجد مسجد الحسين، وبني في عهد الخلافة الفاطمية عام 1154، ويحتوى المسجد على كثير من المقتنيات المهمة مثل أقدم نسخة من القرآن الكريم.
وإذا كان الجامع الأزهر هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، فإن زيارة جامع عمرو بن العاص أول جامع بني بمصر في سنة 20 للهجرة له مذاق خاص، حيث يجتذب آلاف المصلين، لا سيما في شهر رمضان، مما يؤكد ألقابه التي لقب بها مثل الجامع العتيق وتاج الجوامع.
زيارة مسجد أحمد بن طولون - ثالث جامع أنشئ بمصر الإسلامية - يجب ألا تفوتك، فأنت أمام مسجد مقام على مساحة 6 أفدنة ونصف، كما أنك في وسط طرز معمارية فريدة سواء من ناحية التصميم أو الزخرفة. كذلك فالصعود إلى مئذنة المسجد ذات الشكل الدائري المميز أمر رائع لمشاهدة القاهرة القديمة من أعلى والدوران حولها، كونها تمتاز بسلم خارجي يمتد طوله لـ40 مترا.
بوسط القاهرة يمكن زيارة مسجد الرفاعي وتوأمه مسجد السلطان حسن، المواجهان لبعضهما والشبيهان في الضخامة والارتفاع، رغم أن فارق الزمن بينهما نحو 500 عام، حيث أنشئ مسجد السلطان حسن سنة 1359، بينما شرع في بناء مسجد الرفاعي سنة 1869 حيث أمرت بذلك خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل.

قلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل إحدى أهم معالم القاهرة الإسلامية وتقع في حي «القلعة»، وقد أقيمت على إحدى الرُبى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة، وتعتبر من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى، بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية، لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين.
وبزيارة القلعة يمكنك مشاهدة لوحة بانورامية للقاهرة، حيث أسس صلاح الدين هذه القلعة على ربوة من جبل المقطم، ويقول مؤرخون إن صلاح الدين وفق تماماً في اختيار مكان القلعة، إذ إنها بوضعها المرتفع حققت الإشراف على القاهرة إشرافاً تاماً، لدرجة أن حاميتها كانت تستطيع القيام بعمليتين حربيتين في وقت واحد، هما إحكام الجبهة الداخلية وقطع دابر من يخرج منها عن طاعة السلطان، ومقاومة أي محاولات خارجية للاستيلاء على القاهرة.
ويعتبر السور الذي أقامه صلاح الدين حول القاهرة للدفاع عنها ضد أي اعتداء خارجي، من المنشآت الحربية المهمة التي أكملت دور القلعة في العصور الوسطى، وهو السور الذي تم اكتشافه قبل سنوات، فبعد أن تولى صلاح الدين (1171 - 1193م) حُكم مصر اهتم بعمران المنطقة الواقعة خارج القاهرة الفاطمية بين باب زويلة وجامع أحمد بن طولون، وقسمها إلى خطوط عدة بينها خط الدرب الأحمر الذي لا يزال يعرف بهذا الاسم حتى اليوم. ويتصدر هذه المنطقة جامع الصالح طلائع بن رزيك الذي يعتبر آخر أثر من عصر الفاطميين في مصر.
وبداخل القلعة يمكنك زيارة «جامع محمد علي»، وهو أكثر معالم القلعة شهرة، حتى إن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي تتمثل في هذا المسجد فقط. وتذكر المصادر والمراجع المختلفة أنه ما إن أتم محمد على باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصوره ودواوينه وعموم المدارس رأى أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنه، وبالفعل بدأ في إنشاء الجامع سنة 1246هـ - 1830م واستمر العمل حتى وفاة محمد على باشا سنة 1265 هـ - 1848م ودفن في المقبرة التي أعدها لنفسه بداخل الجامع.
ويمتاز جامع محمد علي باشا بعدة مميزات معمارية وفنية، فمئذنتاه شاهقتان إذ يبلغ ارتفاعهما نحو 84 متراً، كما أن المشكاوات التي توجد به عددها 365 مشكاة بعدد أيام السنة.
وفي وسط القلعة تقريبا يقع جامع آخر هو جامع «الناصر محمد بن قلاوون»، وقد شيده الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 718هـ - 1318م. وهو مخطط على غرار الجوامع الأولى، إذ يتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يقع أمام محرابه قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة، وفوقه قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القيشاني الأخضر، ويمتاز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التي تحمل السقف، وهي أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء.

البيوت والوكالات
تحمل القاهرة الفاطمية تفاصيل إبداعية للعمارة الإسلامية، فمع التجول بين شوارعها وحاراتها تصادفك روائع العمارة الإسلامية الباقية من العصور المختلفة، ويتجلى الإبداع المعماري في البيوت والوكالات والأسبلة.
ومن البيوت الأثرية النادرة التي بقيت تقاوم الزمن بيت السحيمي بحي الجمالية، وهو بيت في الحقيقة أقرب إلى القصر؛ لعظم مساحته التي تبلغ 2000 متر مربع، وقد اعتاد الباحثون والمؤرخون للعمارة الإسلامية أن يذكروا بيت السحيمي في كتبهم على أنه من أفضل البيوت التقليدية في القاهرة في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وهو كغيره من البيوت التي تعتمد على وجود سقف مزين بالزخارف النباتية والهندسية، تتوسطه قبة صغيرة بها فتحات صغيرة ليدخل منها الهواء والضوء، وهذه القبة التي تسمى الشخشيخة.
أما «الوكالات» فهي تعتبر مجمعاً تجارياً كبيراً كان يقصده التجار والعامة، حيث تعقد فيها الصفقات التجارية، وتعرض فيها الغلال والحبوب وتأتي إليها القوافل، وهي تعد مثل «المولات» أو المراكز التجارية التي تنتشر بيننا اليوم.
وما زالت هذه الوكالات قائمة حتى اليوم وأبرزها وكالة الغوري ووكالة بازرعة وعباس أغا، وينفتح المسقط الأفقي للوكالة على الداخل وتنتظم عناصره المختلفة حول فناء مستطيل مكشوف. وتشتمل الوكالة على جزأين أحدهما تجاري سفلي والآخر سكني علوي، وهو يتزين بوجود صف من المشربيات.
وما يجذب حاليا إلى البيوت والوكالات ليس التمتع بمشاهدة عمارتها فقط، بل لأنها مراكز ثقافية وفنية، حيث تستغل وزارة الثقافة المصرية هذه الأبنية لعقد الأمسيات الثقافية والعروض الفنية والشعبية والمهرجانات التراثية. وهو ما يجذب المصريين والأجانب الذين يرغبون في الاستمتاع بما تقدمه من فنون وثقافة لا سيما في شهر رمضان.
أما «الأسبلة» فكانت أبنية كانت تشيد بقصد توفير ماء نهر النيل المعد للشرب على مدار السنة، في الوقت الذي لم تعرف فيه الوسائل الحديثة للإمداد بالمياه، وتركزت الأسبلة في المناطق الآهلة بالسكان وفي الأسواق والأحياء التجارية والصناعية مثل شارع المعز، وشارع الصيبة، وحي الجمالية، وحي الغورية، وشارع التبليطة، وحي السيدة زينب، وشارع البتانة.
وقد شهد العصر العثماني بناء كثير من الأسبلة؛ كونها من العمائر التي عني بها العثمانيون، وكانت تقام على هيئة مبانٍ رشيقة غنية بالزخارف، فالواجهات رخامية مزخرفة ومزينة بالآيات القرآنية، وتطُل منها شبابيك من النحاس أو الحديد المصبوب في أشكال زخرفية بديعة.
ونرشح لك زيارة أسبلة محمد علي بشارع المعز، وسبيل أم عباس في حي القلعة، وسبيل الست نفيسة البيضا قُرب باب زويلة، وسبيل عبد الرحمن كتخذا في حي بين القصرين.

متحف الفن الإسلامي
بزيارة متحف الفن الإسلامي في ميدان «باب الخلق» بوسط العاصمة المصرية فأنت في أكبر متحف إسلامي فني في العالم، حيث يضم المتحف ما يزيد على مائة ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية، من الهند والصين، مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وتعتبر مقتنيات المتحف من نفائس العمارة والفنون، وتتنوع بين آثار مصنوعة من الخزف، والفخار، والزجاج، والبلور الصخري، والنسيج، والسجاد، والمعادن، والحلي، والأخشاب، والعاج، والأحجار، والجص، والمخطوطات العربية. ومن أبرز القطع الفنية النادرة شاهد قبر من الحجر عليه تاريخ 31 هـ الموافق 652م، أي بعد الفتح الإسلامي لمصر باثني عشر عاماً، وإبريق عثر عليه في قرية أبو صير في محافظة الفيوم المصرية ضمن محتويات مقبرة «مروان بن محمد» آخر خلفاء بني أمية، كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة.
كما يمكنك مشاهدة مجموعات خزفية نادرة تؤكد مدى ازدهار صناعة الخزف في العالم الإسلامي، إلى جانب تحف العصر الفاطمي والعصر المملوكي، ومجموعة من المشكاوات المملوكية التي يتميز بها المتحف عن غيره من المتاحف العالمية.



7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
TT

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء والمشاهير، ومشهد الرقي والرفاهية يزداد عندما تدرك أنه من ضمن طرق الوصول إلى إمارة الجمال طائرة الهليكوبتر، بحيث تستغرق الرحلة 7 دقائق فقط من المطار إلى موناكو.

ورغم صيت إمارة موناكو ومونتي كارلو الذائع في عالم الرفاهية والمال، فإنها تجذب أيضاً المسافرين الباحثين عن وجهات جديدة، وفي هذه الحالة يمكنهم الوصول من المطار إلى الإمارة عن طريق القطار أو بواسطة الحافلات أو سيارة الأجرة.

القصر الملكي يوم الاحتفال باليوم الوطني (الشرق الأوسط)

موناكو معروفة كونها تستقطب الأغنياء لأنها لا تفرض ضريبة دخل على مواطنيها والمقيمين فيها. ومن الأسباب الأخرى الجاذبة عدم فرض ضرائب على الثروة والميراث مما يجعلها جذابة للأفراد الذين يملكون ثروات كبيرة يرغبون في الحفاظ عليها وتنميتها.

كما تجذب الإمارة الزوار كونها واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم، بفضل أنظمة الأمن المتقدمة وانتشار قوات الشرطة بكثرة مما يجعلها ملاذاً للأثرياء الباحثين عن الخصوصية.

وبما أننا لسنا من الطبقة التي تتنقل بالهليكوبتر ما بين المطار والإمارة، وصلنا عن طريق سيارة أجرة، وعلى طول الطريق السريع الذي يربط ما بين مدينة نيس ومونتي كارلو سيكون البحر المتوسط حليفك، وستكون الشمس بانتظارك لأن المناخ في تلك الإمارة معتدل والسماء زرقاء معظم أيام السنة.

شجرة من تصميم «شوبار» تتوسط بهو فندق «أوتيل دو باري»

تصل إلى بوليفار الأميرة شارلوت، وهذه التسمية تأتي تيمناَ باسم ابنة الأمير لويس الثاني لموناكو، وأول ما رأيناه الأعلام الحمراء والبيضاء التي كانت ترفرف في كل مكان وزاوية، لأن زيارتنا تزامنت مع اليوم الوطني لموناكو.

الاحتفال باليوم الوطني مناسبة مهمة في الإمارة، يشارك بها أفراد العائلة المالكة، حالفنا الحظ بأن نشاهد العروض العسكرية، ورأينا الأمير ألبرت الثاني الذي تولى العرش بعد وفاة والده الأمير رينيه الثالث، ورافقته بالشرفة زوجته الأميرة شارلين وأطفالهما التوأم الأمير جاك والأميرة غابرييلا إلى جانب أفراد آخرين من العائلة المحبوبة في الإمارة.

توقيت زيارتنا كان مميزاً لأنه جمع ما بين زينة العيد الوطني وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة، فعلى طول الطريق إلى المدينة القديمة التي تعرف باسم «لو روشيه» Le Rocher ترى مغارات صغيرة ترمز لأعياد الميلاد محفورة بالصخر على جانب السلم الحجري الذي يأخذك إلى أعلى نقطة في المدينة، حيث يقع القصر الملكي التي تقع مقابله الأزقة التي تنتشر فيها المحلات التجارية والمقاهي.

من أجمل ما في موناكو ساحة الكازينو التي تلبس حلة جديدة بحسب اختلاف المناسبات، فهذه الساحة من أكثر الساحات شهرة من حيث التقاط الصور، خاصة أنها أشبه بمرأب مفتوح لأغلى السيارات في العالم، وفندق «أوتيل دو باري» Hotel De Paris الذي يقع مباشرة مقابل الساحة التي تقام الأعراس والحفلات الخاصة فيها، وفترة الأعياد تزدان الساحة بإضاءة عيد الميلاد الرائعة والزينة المميزة، ويتحول بهو الفندق إلى واحة جميلة صممت هذا العام من قبل دار «شوبار» وشجرة عملاقة تتوسط المكان ومناطيد باللون الأصفر لافتة للأنظار.

ستكون ساحة الكازينو محور احتفالات العيد، حيث ازدانت بخمس كرات ثلجية عملاقة تعكس أجواء عيد الميلاد، كما تُقدّم هدايا ووجبات احتفالية وغيرها الكثير. وللارتقاء بأجواء الأعياد، تزينت ردهة كازينو مونتي كارلو بشجرة العيد باللونَين الأحمر والذهبي لتضفي لمسة احتفالية أنيقة.

جناح الأمير رينيه في فندق «أوتيل دو باري» (الشرق الأوسط)

ما الأسباب التي تجعلك تزور موناكو فترة الأعياد؟

1 - المناخ المعتدل والجميل قد يكون من بين الأسباب التي تجعل موناكو مناسبة لتمضية فترة الأعياد فيها، وانتشار أسواق العيد التي تبيع المنتجات الخاصة بالأعياد، لا سيما عيد الميلاد في ميناء «هرقل» Port Hercule الذي تنتشر فيه أكشاك المأكولات والهدايا.

2 - موناكو شهيرة بانتشار أهم المطاعم فيها مما يقدم فرصة للذواقة لاختيار أحد المطاعم لوداع العام والاحتفال بالفترة ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة، فيوفر فندق «أوتيل دو باري» و«أوتيل هيرميتاج» عروضاً خاصة ومميزة لهذه المناسبة، بما في ذلك حفلات موسيقية وعروض خاصة بالمطاعم ومن أشهرها مطعم «أمازونيكو» و«بودا بار» و«بافيليون» و«لو غريل» المطل على المدينة القديمة للإمارة وأجمل وأكبر اليخوت في العالم، بالإضافة إلى إطلالة على ثلاثة بلدان وهي إيطاليا وفرنسا وموناكو.

3 - الألعاب النارية ليلة رأس السنة تقام عند الميناء وتعتبر من أكثر المشاهد روعة في المنطقة. ومن الممكن أيضاً اختيار أحد المطاعم المطلة على الميناء للتمتع بمنظر الألعاب النارية في وقت تتناول فيه ألذ الأطباق.

4 - الإقامة في «أوتيل دو باري» الذي يعتبر جزءاً من مجموعة مونتي كارلو إس بي إم (Société des Bains de Mer)، التي تدير أيضاً كازينو مونتي كارلو وأماكن فاخرة أخرى في الإمارة. ويضم الفندق المقهى الأميركي American Bar الذي يستقبل فرقة موسيقية يومياً تؤدي الأغاني الجميلة بالفرنسية والإيطالية والإنجليزية ويقدم المقهى أيضاً عشاء ليلة رأس السنة على أنغام الموسيقى الحية التي تحييها فرقة لندن سول سيكشن. يمكنك أيضاً خوض تجربة من العمر في قاعة أمبير حيث تنتظرك سلسلة من الفعاليات والعروض الفنية الفاخرة التي تقدمها الأوركسترا الموسيقية ستيفانو سينيوريني آند إم سي. ويضم الفندق أيضاً مركزاً صحياً «سبا» تجد فيه الكثير من العلاجات وجلسات التدليك.

المدينة القديمة في موناكو (الشرق الأوسط)

ويقدم الفندق تجربة شاي بعد الظهر الاحتفالية من إعداد الشيف دومينيك لوري، من الساعة 3 بعد الظهر حتّى الساعة 6 مساءً. تتذوّق خلالها تشكيلة شهية من المعجّنات مع الشوكولاته الساخنة التي يشتهر بها آلان دوكاس في باريس.

5 - التنزه في حدائق موناكو، يمكنك قضاء وقت ممتع في حدائق الأميرة غريس الوردية، التي تضم مجموعة رائعة من الورود. هناك أيضاً حدائق سانت مارتن المثالية للاسترخاء وسط الطبيعة.

6 - زيارة فندق أرميتاج مونتي كارلو، قم بزيارة مقهى ريبوسي المؤقت الذي افتُتح في ساحة بومارشيه في إطار تعاون علامة ريبوسي للمجوهرات الفاخرة مع فندق أرميتاج مونتي كارلو. تُقدّم لك هذه الوجهة تشكيلة من الأطايب الموسمية، بما فيها المحار، وسمك السلمون المدخّن والكافيار. كما وضعت علامة ريبوسي بصمتها الاحتفالية على الفندق للمرّة الأولى، حيث زيّنت ردهته بشجرة لعيد ميلاد تحبس الأنفاس.

كما يمكنك استقبال العام الجديد بأسلوب فاخر وراقٍ في مطعم تابل دو مارسيل الجديد، حيث يقدم الشيف مارسيل رافان عشاءً خاصاً بليلة رأس السنة.

7 - عرض الأقزام الضوئي: شاهد عرض الأضواء المُبهج الذي تتخلّله أقزامٌ مرحة تُعرض على المباني المحيطة بالساحة. (أيام الجمعة والسبت) ابتداءً من 6 ديسمبر (كانون الأول)، كل ساعة من 6 مساءً حتّى 10 مساءً، مع عروض يوميَّة خلال العطل المدرسية من 21 ديسمبر لغاية 5 يناير (كانون الثاني).