قتلى وجرحى بهجوم استهدف مقراً للشرطة في أفغانستان

اختفاء دبلوماسيين باكستانيين في جلال آباد

موقع التفجير الانتحاري عند مدخل مركز للشرطة في غارديز (جنوب شرق أفغانستان) أمس (رويترز)
موقع التفجير الانتحاري عند مدخل مركز للشرطة في غارديز (جنوب شرق أفغانستان) أمس (رويترز)
TT

قتلى وجرحى بهجوم استهدف مقراً للشرطة في أفغانستان

موقع التفجير الانتحاري عند مدخل مركز للشرطة في غارديز (جنوب شرق أفغانستان) أمس (رويترز)
موقع التفجير الانتحاري عند مدخل مركز للشرطة في غارديز (جنوب شرق أفغانستان) أمس (رويترز)

قُتل خمسة شرطيين أفغان على الأقل وجرح 15 شخصًا آخرين بحسب حصيلة رسمية لضحايا هجوم تبنته طالبان ولا يزال مستمرا على مركز للشرطة في غارديز (جنوب شرق). وأعلن قائد الشرطة في جنوب شرقي أفغانستان أسد الله شيرزاد أن «مجموعة من حركة طالبان شنت عند الساعة السادسة صباحا هجوما ضد مركز للشرطة في غارديز»، موضحا أن «خمسة أشخاص قتلوا وجرح 15 آخرون بينهم خمسة مدنيين». وأكد شيرزاد أن أحد المهاجمين الخمسة لا يزال يبدي مقاومة بعد خمس ساعات من بدء الهجوم. وأوضح شيرزاد أن «مهاجما أولا كان فجر سيارته عند مدخل المقر ممهدا الطريق أمام اثنين آخرين فتحا النار على قوات الأمن. وقُتل انتحاري آخر»، متحدثا عن هجوم معقد ومنسق ضد مركز الشرطة في غارديز، عاصمة ولاية باكتيا. وأكد الطبيب في مستشفى الشرطة شير محمد لوكالة الصحافة الفرنسية حصيلة القتلى الخمسة والجرحى الخمسة عشر الذين أدخلوا إلى المركز الطبي. في المقابل تبنى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان الهجوم الذي يدخل ضمن سلسلة اعتداءات تستهدف قوات الأمن. وأطلقت طالبان «هجوم الربيع» السنوي في أواخر أبريل (نيسان) الماضي مؤذنة بتصعيد القتال ضد مراكز للجيش وقوات الأمن الأفغانية، في مؤشر لضعف القوات النظامية التي تكبدت خسائر بشرية بالعشرات في الأسابيع الأخيرة. وتستهدف الحركة أيضا قوات التحالف الدولية المنتشرة لدعم القوات الأفغانية. وقالت القيادة العسكرية الأميركية في كابل إنها تتحرى صحة التقارير. وقالت الأمم المتحدة إن عدد الضحايا من المدنيين سجل معدلات قياسية تقريبا مع امتداد القتال إلى المزيد من المناطق في أفغانستان. والرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني أقل حدة بوجه عام عن سلفه حميد كرزاي في انتقاد الجيش الأميركي عندما تكون قواته ضالعة في حوادث يسقط فيها قتلى من المدنيين. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الباكستانية اختفاء اثنين من دبلوماسييها الرسميين في بلدة جلال آباد الأفغانية الحدودية. وقالت الخارجية في بيان إن «اثنين من ممثلي الوزارة الرسميين كانوا في طريق عودتهم من أفغانستان إلى باكستان، إلا أنهما اختفيا في مدينة جلال آباد الأفغانية». وأضافت الوزارة في بيانها أن: «المفقودين قنصلين عامين في جلال آباد، اختفيا منذ أول من أمس، على الطريق الحدودية»، مؤكدة أنها أبلغت السلطات الأفغانية بالأمر. وأضاف بيان وزارة الخارجية أن السلطات الأفغانية قالت إنها تبذل كل الجهود الممكنة للتحقيق في الواقعة، كما أنه تم تشكيل ثلاث مجموعات استقصاء منفصلة لضمان عودة المسؤولين سالمين. ولم يتضح ما إذا كان قد تم اختطاف الدبلوماسيين الاثنين، ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الواقعة. يشار إلى أن ننغارهار يعد ضمن الأقاليم الهادئة نسبيا في شرق أفغانستان، ولكن الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة كثفت مؤخرا من أنشطتها التمردية في بعض من أجزاء الإقليم خلال الأعوام الأخيرة. ولم تتكهن إسلام آباد بالجهة التي يمكن أن تكون مسؤولة عن اختفائهما إلا أن الكثير من الجماعات المتطرفة المتمركزة في أفغانستان استهدفت دبلوماسيين من قبل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان «طلبت باكستان من الحكومة الأفغانية بذل قصارى الجهد لضمان العثور على المسؤولين سريعا ومثول مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة أمام القضاء». وقالت إسلام آباد إن أفغانستان شكلت ثلاث مجموعات تحقيق مختلفة للتحقيق في الواقعة. والعلاقة بين إسلام آباد وكابل متوترة في السنوات الأخيرة ويتبادل البلدان الاتهامات بعدم بذل قصارى الجهد في التعامل مع متشددي حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية. وتتهم أفغانستان باكستان بغض الطرف عن قادة طالبان الأفغانية المتمركزين بها وبدعم الحركة المتشددة وهو أمر تنفيه إسلام آباد.
وتقول إسلام آباد إن كابل لا تبذل جهدا كافيا للتعامل مع متشددي حركة طالبان الباكستانية الذين تم طردهم من باكستان ولكن ما زالوا يشنون هجمات عبر الحدود. وجلال آباد هي عاصمة إقليم ننغارهار وهي مركز تجاري مزدحم على بعد نحو 70 كيلومترا من المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان الذي تمر من خلاله معظم واردات السلع الأفغانية.
ويوجد في الإقليم الكثير من الجماعات المتطرفة بما في ذلك حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية وفي السنوات الأخيرة أصبح لتنظيم داعش وجود في ننغارهار.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.