نازحو الموصل يصومون رمضان وسط أوضاع صعبة

يرى نازح عراقي من منطقة بادوش في شمال الموصل، ويدعى أحمد جاسم، أن شهر رمضان هذا العام هو أسوأ رمضان يمر به في حياته حتى الآن، حيث شهد حرباً وحرماناً.
وأمنية جاسم الوحيدة التي يدعو الله في صلواته أن يحققها له، هي أن يعود لبيته في منطقة بادوش في أسرع وقت ممكن.
وقال جاسم، وهو أب لتسعة أطفال، أثناء تناول إفطار رمضان مع أُسرته في خيمتهم بمخيم الخازر للنازحين قرب أربيل: «الحرية بالبيت ليست مثل الخيمة. اين واحد ببيته واين واحد بخيمة قاعد هنا. يعني شوية صعبة. حالياً لو ما كم نهار صاروا يشغلون لنا المبردات وإلا كنّا مشتعلين. نخلي إيدنا على هذا نار، على هذا النايلون».
وبدأت المرحلة الأكثر دموية في الحملة العسكرية، التي بدأت قبل 8 أشهر وتدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش، مع بدء شهر رمضان تقريباً في أواخر شهر مايو (أيار)، وذلك عندما زاد الضغط على المتشددين داخل وحول المدينة القديمة التي بها كثافة سكانية عالية.
وقال محمد عُبّاد أسود، وهو نازح فر مع أُسرته، التي تتألف من 11 شخصاً، من قرية حلاوة ناحية المحلبية: «بالمخيم أحسن ما كنّا عند الدواعش. كنّا بحالة مأساة، يعني جوع وعطش. ولا كهرباء وإرهاق عصبي. يعني راحت كلها، أموالنا راحت، حلالنا راحت وبيوتنا كلها راحت». وتقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 200 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، يُحاصرون خلف خطوط داعش.
وفر بالفعل نحو 800 ألف شخص، يمثلون أكثر من ثلث سكان المدينة قبل الحرب، وأووا إلى أصدقاء وأقارب أو في مخيمات.
ومن اختاروا البقاء في الموصل واجههم بشكل متزايد احتمال الوفاة جوعاً أو مرضاً أو الموت أثناء محاولة الفرار.
وقال محمد عُبّاد أسود: «اعتيادي لا يوجد خير من الوطن، نحن نريد الآن الرجوع إلى ديارنا، نريد نحن أن نرجع إلى ديارنا، صحيح هنا في المخيم قلت وضعيتنا. لكن ديارنا أحسن. الآن ليس لنا شغل، لا يوجد عندنا شغل، نبيع من المواد ونشتري إن كان مخضرة (خضراوات)، ملحمة، إما ثلج. نبيع من المواد التي عندنا ونشتريها».
والنضال من أجل شراء طعام ليس بالأمر اليسير. فالأسعار قفزت بأكثر من 20 مثلاً مع ندرة السلع المعروضة وكل ما تبقى يتم إخفاؤه بعيداً عن المسلحين، الذين يحرصون على توفير الغذاء لأنفسهم أولاً.