طرح الفلسطينيون على بساط البحث في لجنة الموروث العالمي التابعة لـ«اليونيسكو» مطلب الإعلان عن الحرم الإبراهيمي في الخليل، كموروث فلسطيني عالمي يتهدده الخطر، وذلك بسبب إجراءات التهويد الاحتلالية والأخطار الاستيطانية التي تهدد وجوده ومكانته.
وسيتم البحث في هذا الطلب خلال اجتماع اللجنة القريب، الذي سيعقد في مدينة كركوف البولندية، مطلع يوليو (تموز) المقبل.
وتخشى إسرائيل من أن يتم إقرار الطلب، لأن الفلسطينيين يضعونه تحت بند «الطوارئ»، مشيرين إلى حقيقة أن إسرائيل نفذت أعمالاً مشبوهة تهدد بتغيير معالمه. كما تعتبر تل أبيب هذا الطلب «مجرد لعبة سياسية يستغلون فيها الأكثرية الأوتوتوماتيكية في اللجنة». وترفض إسرائيل الادعاءات الفلسطينية، وتقول إن ما قامت به كان ضرورياً للترميم ولا يهدد الحرم بشيء. وحسب مندوب إسرائيل في «اليونيسكو»، فإن «الادعاءات الفلسطينية هي فرية دموية».
وتضم لجنة «اليونيسكو» المذكورة ممثلين عن 21 دولة، هي بولندا وفنلندا والبرتغال، وكرواتيا وتركيا وأذربيجان، وإندونيسيا والفلبين وكوريا الجنوبية، وفيتنام وتونس وكازاخستان ولبنان والكويت وكوبا وجمايكا، وبوركينا فاسو وزمبابوي وأنغولا وتنزانيا. وهذه تركيبة تبدو متعبة لإسرائيل، لأنها تحتاج إلى ثلث الأصوات إلى جانبها على الأقل لكي تعيق تمرير المشروع.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرم الإبراهيمي هو المعلم الثاني أهمية لليهود، بعد حائط المبكى، وهو في المرتبة الرابعة من بين أقدس مقدسات الإسلام بعد الكعبة المشرّفة، والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى المبارك. وهو يقع في مدينة الخليل في جنوبها الشرقيّ، جنوب الضفّة الغربيّة في فلسطين. أمّا سبب تسميته بهذا الاسم، فتعود للنبي إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، حين هاجر لمدينة الخليل وسميّت المدينة باسمه «خليل الرحمن»، وسمي الحرم باسمه أيضًا، وذلك قبل 4 آلاف عام تقريبًا. ويضمّ هذا الحرم أضرحة للأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم صلوات الله وسلامه، بالإضافة لزوجاتهم سارّة، ورفقة، ولائقة، وإيليا، وقد دفنوا في مغارة «المكفيلا»، حيث يقال إن النبي سليمان قد بنى سورًا حول هذه المغارة حفظًا لقبور الأنبياء، وإنّ الحرم الإبراهيمي قد أقيم فوق هذا المغارة. وقد بقي الحرم الإبراهيمي على هذا النحو حتى احتلال عام 1967م، حيث رفعت إسرائيل علمها فوق قبته. وقد قسمته للصلاة بين المسلمين واليهود. وفي فجر الخامس والعشرين من فبراير (شباط) سنة 1994، نفذ الإرهابي الإسرائيلي باروخ غولدشتيان مذبحة فيه راح ضحيتها 29 فلسطينياً، قتلهم برشاش وهم راكعون للصلاة. ويشهد المكان توتراً في الأعياد، حيث يتدفق المستوطنون بالآلاف ويحاولون التشويش على صلاة المسلمين.
الفلسطينيون يطالبون «يونيسكو» بإنقاذ الحرم الإبراهيمي في الخليل
بسبب إجراءات تهويد واستيطان تهدد وجوده
الفلسطينيون يطالبون «يونيسكو» بإنقاذ الحرم الإبراهيمي في الخليل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة