أذان المغرب يرتفع في مجلس بلدية فيينا

لم يعد تقليد رفع أذان المغرب في مجلس بلدية العاصمة النمساوية فيينا «الرات هاوس»، أثناء دعوة إفطار يدعو لها عمدة المدينة المهندس ميخائيل هويبل، مدهشا. فقد سنّ هويبل هذا التقليد وتبعته دعوات رسمية أخرى كدعوة إفطار يقيمها وزير الاندماج فيما يستقبل الرئيس النمساوي المسلمين تهنئة بالعيد.
ومن يتجول في أسواق ومناطق معينة في فيينا هذه الأيام قد يظن أنّه في حارة من حارات دولة عربية مسلمة، وفرحة مواطنيها بالشهر الفضيل.
من المنطقة العاشرة حول سوقي رويمان بلاتز وكبلر بلاتز، وانتقالا للمنطقة 16 وبرونن ماركت مرورا بالمنطقة 6 والناشماركت أفخم أسواق المدينة للخضراوات والفاكهة والبقوليات، وكذلك الأمر في المنطقة 15 والمنطقة 20 حيث أشهر الجزارين الذين يذبحون اللحم الحلال في سوق هانوفر ماركت، بالإضافة لمناطق أخرى لحقت بالركب استهدافا للقوى الشرائية التي لن تفوت لمسلمي فيينا خلال شهر رمضان وطلباتهم الاستهلاكية المهولة لكل مشهيات الإفطار من لحوم وتوابل وبقوليات وخضراوات ومشروبات ومخبوزات وحلويات.
وتحدثت «الشرق الأوسط» إلى فاطمة، مواطنة نمساوية من أصول مصرية تعيش في المدينة منذ 17 سنة، كان التجار الأتراك في السنوات الماضية الأكثر وجودا في الأسواق النمساوية إبان شهر رمضان، مع وجود قليل للمصريين، لكن الأمر اختلف سريعا مع وصول السوريين، وأصبحت الغلبة لمتاجر شامية تحمل أسماء سورية، مثل «باب الحارة» و«ياسمين الشام» و«ليالي الشام» بأطباقها الشهية، مثل الحمص بأشكاله والكبة بألوانها والمكدوس والشنكليش والعرايس والمسبحة وغيرها.
وعلى الرغم من الانتشار السوري والإقبال الكبير على مأكولاتهم، فإن مطاعم عربية أخرى لم تستسلم بل ظلت داخل حلبة المنافسة لجذب الصائم.
بعيدا عن الأسواق تعمر أجواء فيينا الرمضانية بالروحانيات وتفيض المساجد بالمصلين ممن يقصدون المركز الإسلامي أكبر مساجد النمسا وغيره من المساجد وفي المدينة أكثر من 200 مسجد أو زاوية بمختلف الأحجام بعضها ينظم دروسا وندوات وفعاليات شهر رمضان من صلوات، وعلى وجه الخصوص صلاة التراويح التي تزدحم بها وتفيض.
من جانبها تنشط مختلف الجاليات طيلة الشهر الكريم بلقاءات وتبرعات لإفطار الصائم في بلدانهم بجانب تنظيم دروس تفسير القرآن وتلاوته ودعوات إفطار جماعية، تضمّ الأسر كاملة فيما تتبادل سفارات الدعوات ولمختلف منسوبيها. بدوره يقيم صندوق الأوبك للتنمية الدولية «اوفيد» مائدة إفطار عالمية الطابع، تزخر بأطباق شعبية من مختلف الدول التي ينتمي إليها موظفوه بما في ذلك غير المسلمين.
من جانبها تجتهد الأسر لخلق أجواء رمضانية تجذب الصغار وتعرفهم على رمضان وشروطه وآدابه وروحانياته تشجيعا لهم على تجربته وتلك مهمة لو تعلمون شاقة تحتاج صبرا وحكمة سيما أنّ ساعات اليوم الدراسي طويلة في مدارس غالبية تلاميذها من غير المسلمين، ولا يُعتبر الصيام حجة للتغيب عن نشاطات تعتبر في دولنا عادية مثل حصص الرياضة.
وفي هذا السياق قال مسؤول نمساوي تحدثت «الشرق الأوسط» معه عن رمضان: «أن ينقطع المرء عن الأكل والشرب تماما، ودون رقابة ولأكثر من 18 ساعة في درجات حرارة تفوق الـ30,، وأن يظل مستيقظا ليصلي أكثر من 10 ركعات, ثم يستيقظ نحو الثانية صباحا استعدادا لصلاة أخرى، وعليه أن يخرج لعمله عند الثامنة ليعود عند الخامسة، طيلة 30 يوما... هذه ومن دون شك قوة روحية عظيمة خصوصا، أنّ هذا الصائم يعيش في بيئة لا تعرف رمضان ولا تغير برامجها ومواعيدها احتفاء به».