غرينبلات في الشرق الأوسط بعد رمضان لاختيار طريق لاستئناف المحادثات

غرينبلات في الشرق الأوسط بعد رمضان لاختيار طريق لاستئناف المحادثات
TT

غرينبلات في الشرق الأوسط بعد رمضان لاختيار طريق لاستئناف المحادثات

غرينبلات في الشرق الأوسط بعد رمضان لاختيار طريق لاستئناف المحادثات

توقع مسؤول إسرائيلي رفيع، أمس، وصول المبعوث الأميركي لعملية السلام، جيسون غرينبلات، إلى المنطقة، بعيد عيد الفطر مباشرة، لإجراء لقاءات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية، فإن المبعوث الأميركي، معني بأن يسمع مواقف الطرفين بشأن القضايا الجوهرية المختلفة: الحدود، والقدس، واللاجئين، والمستوطنات، حتى يحدد الفجوات، وكيفية اتخاذ القرارات بشأن إعداد وثيقة مبادئ تشكل قاعدة لاستئناف المفاوضات.
وقال مصدر إسرائيلي، مطلع على الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة، إنه «توجد لدى الأميركيين أفكار ومسودات مبادئ لاستئناف المفاوضات. فالبيت الأبيض قام بعمل تحضيري وتشاوري مع سلسلة من الجهات، من أجل تحديد مواقف الجانبين، والمحادثات مع عباس ونتنياهو هي جزء من هذه العملية». وقال مسؤول فلسطيني رفيع، إن عباس ومستشاريه ينظرون بالإيجاب إلى حقيقة رغبة الإدارة الأميركية بتناول مواقف الطرفين في المحادثات بشأن القضايا الجوهرية، وليس فقط في المسائل الجارية المتعلقة بالوضع الميداني.
وحسب أقواله، فإن الجانب الفلسطيني لم يحدد بعد، بأن المحادثات التي ستجري مع غرينبلات هي بداية لعملية جديدة أو بداية للمفاوضات، وإنما كمرحلة تواصل فيها الإدارة صياغة الطريقة التي تريد من خلالها محاولة استئناف محادثات السلام. وأشار المسؤول الفلسطيني، إلى أنه خلال اللقاء بين ترمب وعباس في بيت لحم، قبل أسابيع، طرح ترمب فكرة إرسال طاقمين إسرائيلي وفلسطيني، يتألف كل منهما من خمسة أشخاص، إلى واشنطن، لبدء المحادثات، وأن الفلسطينيين ينظرون إلى الفكرة بالإيجاب، وينتظرون انتهاء شهر رمضان لمحاولة تحديد موعد لزيارة الوفد الفلسطيني إلى واشنطن.
وكانت مصادر في تل أبيب قد ذكرت، قبل أسبوعين، أن الإدارة الأميركية تدرس إعداد وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، لتكون أساسا لإجراء المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حول الحل الدائم وإنهاء الصراع. ولم يقرر البيت الأبيض بعد بشأن مسألة ما إذا سيعد هذه الوثيقة، لكن يسود في إسرائيل وداخل أوساط السلطة الفلسطينية، بأن بدء غرينبلات بتحديد مواقف الطرفين، يمكن أن يشكل تحضيرا للوثيقة.
وكان نتنياهو قد لمح، خلال اجتماع لكتلة الليكود قبل أسبوعين، بأن البيت الأبيض قد يعرض قريبا، وثيقة مبادئ لاستئناف المفاوضات. وقال خلال الجلسة المغلقة في الكنيست، إن «لدى الإدارة الحالية رغبة قوية بطرح شيء على الطاولة. لدينا الكثير من المواقف التي تهمنا، وهذا لا يعني أنهم يتقبلون كل ما نقوله».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.