السيسي يتناول الإفطار مع أفراد كمين أمني بالشارع

التقى مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وبحث الأوضاع مع قطر ومكافحة الإرهاب

الرئيس المصري خلال تناوله طعام الإفطار مع أفراد في كمين أمني بالقاهرة الجديدة أول من أمس («الشرق الأوسط})
الرئيس المصري خلال تناوله طعام الإفطار مع أفراد في كمين أمني بالقاهرة الجديدة أول من أمس («الشرق الأوسط})
TT

السيسي يتناول الإفطار مع أفراد كمين أمني بالشارع

الرئيس المصري خلال تناوله طعام الإفطار مع أفراد في كمين أمني بالقاهرة الجديدة أول من أمس («الشرق الأوسط})
الرئيس المصري خلال تناوله طعام الإفطار مع أفراد في كمين أمني بالقاهرة الجديدة أول من أمس («الشرق الأوسط})

في لافتة إنسانية، فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضباط كمين أمني بالنزول إليهم وقت الإفطار وتناول الإفطار معهم في الشارع. وتفقد الرئيس المصري أحد الأكمنة الأمنية بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) وقت أذان المغرب، وعلى الفور صافح ضباط وجنود الكمين، وتناول معهم طعام الإفطار. وقال السيسي لضباط وزارة الداخلية لشد أزرهم «ما تقومون به ليس بالشيء البسيط؛ لأن تأمين الناس عند الله كبير جدا».
وحرص السيسي على التقاط الصور التذكارية مع عدد من المواطنين وأفراد كمين الشرطة، الذين أعربوا عن سعادتهم بوجود الرئيس معهم في تلك اللحظة، التي أراد الرئيس بها أن يعبر عن تقديره لهم نظير عدم وجودهم في منازلهم وتناولهم الإفطار مع أسرهم وذويهم وبقائهم في الشارع لحماية المواطنين وأمنهم.
في غضون ذلك، استقبل السيسي مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، وريك واديل، نائب مستشار الأمن القومي، والسفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: إن بومبيو أشاد بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص بلاده على تعزيزها والبناء عليها في على الصعد كافة، ولا سيما المجال الأمني، في ضوء الأخطار المتزايدة التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف يوسف، أن الرئيس أكد من جانبه أن العلاقات المصرية الأميركية علاقات ممتدة ومتشعبة وذات طابع استراتيجي، مؤكدا حرص مصر على الارتقاء المستمر بها إلى آفاق أرحب بما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين، مشيدا بقوة العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين التي ساهمت في إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة لعقود طويلة، مؤكدا أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين، لمواجهة التحديات التي تفرضها الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وبخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتسوية الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة.
وقال المتحدث الرئاسي: إن اللقاء شهد تباحثا حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وبخاصة فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة مع قطر ومكافحة الإرهاب والأزمات القائمة في المنطقة، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بمعيار واحد، وذلك من خلال منهج متكامل يشمل التصدي للدول التي تقوم بتمويل الإرهاب وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي له، فضلا عن التعامل الفاعل مع الأبعاد الفكرية والتنموية المتعلقة بظاهرة الإرهاب... وأن مصر تبذل أقصى الجهد لدعم الجهود الرامية لتسوية الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة والتوصل إلى حلول سياسية لها، مؤكدا ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامتها الإقليمية، وتعزيز تماسك كياناتها ومؤسساتها؛ بهدف استعادة الاستقرار بها وحماية مصالح شعوبها.
من جهته، التقى سامح شكري، وزير الخارجية، أمس، مارتن كوبلر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا؛ وذلك في إطار زيارته الحالية للقاهرة. وأكد شكري ضرورة إيجاد حلول تضمن الحفاظ على كيان الدولة الليبية وحماية مؤسساتها، مشددا في هذا الصدد على محورية اتفاق الصخيرات أساسا لاستعادة الاستقرار وتفعيل دور المؤسسات الوطنية الليبية، معربا عن تطلع مصر لمزيد من التعاون والتشاور في الشأن الليبي مع الأمم المتحدة.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن شكري أكد خلال اللقاء على استمرار مصر في بذل جهودها من أجل إتاحة الفرصة كاملة للأشقاء الليبيين للتوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف، ومواصلة العمل للتعرف إلى القضايا الأساسية المطلوب حلها ودعم الأطراف الليبية وتشجيعهم على التوصل إلى التوافق المطلوب، وذلك في ضوء الإطار العام الذي حددته مختلف الأطراف الليبية في الاجتماعات التي استضافتها القاهرة.
وفى ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أن إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في ليبيا ينبغي أن ينبع من جهود وطنية ليبية خالصة، وفي إطار الحفاظ على استقلالية وسيادة الأراضي الليبية.
يأتي هذا في وقت عقدت الحكومة المصرية اجتماعها الأسبوعي أمس، وقال المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب: إنه بعد موافقة مجلس النواب (البرلمان) على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، فإن الاتفاقية ستصبح سارية وتدخل حيز التنفيذ بمجرد توقيع الرئيس المصري عليها.
ووافق مجلس النواب أول من أمس على الاتفاقية والموقعة منتصف العام الماضي، والتي بموجبها يتم نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة السعودية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.