أسبوع الموضة الرجالي في لندن لربيع وصيف 2018... خصوبة خيال بروح رياضية

انسحاب البيوت الكبيرة منه ونتائج الانتخابات أثرت عليه

TT

أسبوع الموضة الرجالي في لندن لربيع وصيف 2018... خصوبة خيال بروح رياضية

أهي الانتخابات البريطانية التي لم يكن للشارع البريطاني شاغل سواها في الأسبوع الماضي، أم هي المخاوف من الخروج من الاتحاد الأوروبي التي لا تزال مهيمنة، أم هي فقط حالة من البرود تسللت لقلوب عشاق الموضة؟ في كل الحالات، فإن هذا البرود تسلل إلى أسبوع الموضة الرجالي هذا الموسم، حيث لم يتمتع بنفس الضجة والإثارة اللتين حظي بهما في السنوات الماضية. فمنذ خمس سنوات، عندما أطلق الأسبوع لأول مرة كان القطاع الرجالي بدأ يشهد ازدهارا غير مسبوق يحركه عشاق الموضة والمصممون الشباب على حد سواء. هذا الازدهار جعل الكل يتحمس ويتفق على أنه حان الوقت لكي يُصبح له أسبوعه الخاص عوض أن يبقى يوما يتيما يتشبث بذيل أسبوع الأزياء النسائي. فقبل خمس سنوات كان عبارة عن يوم واحد وضائع في آخر يوم من أسبوع الموضة النسائية، حين تكون أغلب وسائل الإعلام والمشترون قد غادرت إلى ميلانو. ثم انطلق بقوة أثارت حسد نيويورك التي ما لبثت هي الأخرى أن أطلقت أسبوعا رجاليا.
في لندن، تم جس النبض بثلاثة أيام في البداية، سرعان ما امتدت لخمسة أيام نظرا لحجم الإقبال عليه، ليس من قبل المصممين البريطانيين فحسب، بل أيضا مصممين من عواصم أخرى مثل «تومي هيلفيغر» و«بيلستاف» وتوم فورد وآخرين. فلندن تبقى في النهاية مركزا تجاريا عالميا مهما لا بد أن يسجلوا فيه تواجدهم، إما من خلال عروض أزياء أو بافتتاح محال رئيسية. وهكذا مرت خمس سنوات ولا تزال مبيعات الأزياء والإكسسوارات الرجالية تتنامى بسرعة تفوق نمو قطاع الأزياء النسائية حسب كل الدراسات، ومع ذلك نلاحظ أن سحر عروض الأزياء بدأ يتبخر بالتدريج.
دار «بيربيري» التي كانت من أهم بيوت الأزياء البريطانية المشاركة فيه، وبالتالي تضفي عليه الكثير من البريق بجذبها شخصيات مهمة لا ترى مناصا من حضوره بسبب قوتها الإعلانية، قررت في العام الماضي أن تنسحب من الأسبوع الرجالي والاكتفاء بعرضين في السنة يقدم فيها مديرها الفني كريستوفر بايلي اقتراحاته للرجل والمرأة على حد سواء.
لكن انسحاب بيوت كبيرة لم يكن سلبيا بالكامل، وكانت له في المقابل إيجابيات تتمثل في منح مساحة أكبر للشباب، وهو ما كان واضحا طوال الخمسة أيام. كان هناك جنون يستحضر لندن في الثمانينات ويُحيي الأمل بأن تعود العاصمة البريطانية إلى أيام زمان حين كان الابتكار الفني يأتي قبل التسويق وحين كانت سباقة في إطلاق توجهات، أقرب إلى الصرعات أحيانا، تُطوعها باقي العواصم العالمية بأسلوب واقعي وتجاري. ورغم أنهم لا يزالون ملتزمين بقواعد التسويق، فإنه تم التخفيف من القيود على شطحاتهم الفنية. فهي البهار الذي يعطي أسابيع لندن ككل نكهتها ولذتها. التحدي أمام المصممين الشباب ليس في التقيد بالأسلوب التجاري بقدر ما هو ضرورة التفكير في تصاميم تنجح في كسب الزبون الشباب وخدمته لمواسم كثيرة وليس لموسم واحد أو اثنين على الأكثر. وهذا يحتاج إلى رؤية مستقبلية واضحة عليه تجسيدها في قطعة أساسية ترتبط باسمه وتبقى مع زبونه مدة طويلة، بينما يستطيع هو أن يجددها في كل موسم من خلال التفاصيل فقط.
الكثير من المصممين باتوا يُدركون هذا ويحاولون قدر الإمكان تحقيقه، بدءا من كريغ غرين، غرايس وايلز بونر، تشارلز جيفري، إدوارد كراتشلي ويليام هودج إلى أسماء لصيقة بالتفصيل الكلاسيكي مثل «هاكيت» و«دانهيل» و«إي.توتز» و«جيفز أند هوكس» وغيرهم.
من المشاركات المهمة هذه الدورة عرض «توبمان» الذي كان واضحا أن مصممها يريد أن يغري الرجل بمقاطعة التصاميم الضيقة وتبني بنطلونات واسعة تستحضر حقبة الثمانينات. لم يقدم عرضا ضخما أو اقتراحات كثيرة، بل اقتصر على عرض بسيط صاحبه معرض للمصور الفوتوغرافي نيك أوفورد وفيلم للمخرج ماكس واليس. فقد أراده المصمم غوردن ريتشاردسون أن يكون بمثابة حوار مفتوح بين محال «توبمان» والجيل الجديد من الزبائن الذين يتسوقون منه، وأغلبهم في العشرينات من العمر. هذه الشريحة هي التي تُعول عليها صناعة الموضة في الوقت الحالي؛ لأنها برهنت على أنها تعشق التسوق، ولا ترى في تغيير إكسسواراتها وتجديد أزيائها حرجا. وأضاف المصمم ريتشاردسون شارحا بأنه من خلال دراسة طريقة الرجل في التسوق تبين أنه «يريد أن يثير الانتباه والإعجاب على حد سواء»، ولا يريد أن يبقى كلاسيكيا بالمعنى العادي. وبحكم أنه لاحظ أيضا أن زبائنه مدمنون على بنطلونات الجينز الضيقة، رغب في أن يقدم لهم اقتراحات مختلفة حتى لا يصابوا بالملل، أو على الأقل يعرفون أن هناك خيارات أخرى أمامهم. ترجمته لهذه الخيارات تجسدت في بنطلونات فضفاضة مع قمصان واسعة تصل إلى الركبة، وبدلات مستوحاة من الأزياء الرياضية بألوان صارخة مع بعض الطبعات قال المصمم إنه استوحاها من أعمال الرسام وفنان الغرافيك الأميركي روبرت روشنبورغ، الذي استبق ظهور حركة البوب آرت.
مساء يوم السبت الماضي كان عرض غرايس وايلز بونر من أهم العروض بالنظر إلى الازدحام خارج قاعة العرض. فالمصممة الشابة كانت الفائرة بجائزة «إل في آم آش» لعام 2016، وبالتالي كان الكل يريد أن يرى ما ستقدمه بعد حصولها على الدعم من المجموعة. ولم تخيب الآمال. فقد أكدت أنها واحدة من المصممين الشباب الذين يتمتعون بقدرة عجيبة على نسج أزياء تناسب الجنسين، ومزجها بإيحاءات لا يعرف الناظر إن كانت من أفريقيا أم أوروبا أم جزر الكاريبي، فهي تتشابك في خطوط متناغمة تجعل من الصعب التفريق بينها. والأهم من هذا، فإن تصاميمها تلمس وترا حساسا بداخل شاب يريد أن يتمرد على المتعارف عليه ورغبته تكسير التابوهات الاجتماعية التي تفرق بين الجنسين. فأزياؤها تلعب على الذكوري والأنثوي إلى جانب التصاميم الـ«سبور».
الأسلوب «السبور» أخذ ترجمة حرفية في عرض المصمم ليام هودجز، الذي اختار عنوانا لتشكيلته «الضجيج». تفسيره أن الإنسان بطبعه مسالم ووديع، لكن ظروف الحياة ومتطلباتها هي التي تجعله يُكشر عن أنيابه حتى يحصل على مُبتغاه. الصراع بالنسبة له هو أن نتعلم كيف نتعامل مع الضجيج «بما في ذلك المعلومات التي نحصل عليها، وعلينا أن نُغربلها لكي نكون مُبتكرين وليس مُقلدين وتابعين». وأضاف: «مهم جدا أن لا نخلط بين الوداعة والقوة فحتى الدببة الصغيرة لها أنياب عند الحاجة»، مفسرا ظهور دب ضخم في العرض إلى جانب رسمات أسنان وأنياب ودببة على بعض القطع. المهم أن ترجم فكرته هو الآخر في تشكيلة تلعب على النعومة والقوة. نعومة الأقمشة، بما فيها الدينم الذي استعمله لأول مرة، والخطوط المنسدلة بينما تجلت القوة في التفصيل وبعض الرسمات والعبارات السياسية. ورغم أن كل ما في التشكيلة يصرخ بأنها لشاب في مقتبل العمر، صرح المصمم بأنه يريدها أن تكون «أزياء يمكنني أن ألبسها عندما أكبر في السن وليس أزياء لكبار السن كما نراها حاليا». وإذا كان المصمم روض بعض جموحه في هذه التشكيلة فإنه لم يروض الجانب الـ«سبور» الطاغي عليها، سواء من حيث الخطوط أو الألوان. فقد اعترف بأنه استوحاها من شركة «فيلا» الرياضية، ومن أعمال مديرها الفني الأول بييرلويجي رولانا وشغفه بصناع التماثيل الأميركيين، وهو ما ظهر في طريقة الحياكة التي تظهر من الجوانب والأربطة والسحابات وما شابه من تفاصيل تغلب على منتجات «فيلا» الرياضية.
من جهته، لعب إدوارد كراتشلي أيضا على مفهوم الذكورة والأنوثة من خلال تشكيلة غلبت عليها الأشكال الواسعة والأقمشة الناعمة والألوان والنقشات الصاخبة. وكأن هذا لا يكفي أرسل مجموعة من الأزياء النسائية ربما ليبرهن أنه قادر على ذلك أو ربما لجس النبض والتوسع قريبا.
بالنسبة لدار «دانهيل» الدار البريطانية التي ارتبط اسمها منذ تأسيسها بالـ«جنتلمان الإنجليزي» فكان عرضها يوم الجمعة الماضي مهما لأسباب عدة. أهمها أنه الأول لمصممها الجديد مارك ويستون القادم من دار «بيربري». ولم يخيب الظن فيه، لأن تشكيلته كانت تعبق بالتفصيل الإنجليزي الذي لا يعلى عليه، وغلب على بدلات بسترات مزدوجة ومعاطف تشيسترفيلد، التي ظهرت أول مرة في 1830 وارتبطت بالطبقات الارستقراطية عموما. لكن الجميل في ويستون أنه كان واعيا أن الزمن تغير، بما فيه ذوق الطبقات الأرستقراطية الشابة؛ لهذا لم ينس أن يطعم كل قطعة بلمسة عصرية.
* التنسيق بين دور الأزياء لتقليص النفقات
- أهم ما شهدته ساحة الموضة الرجالية مؤخرا مزج بعض دور الأزياء عروضها مع بعض لتقليص النفقات والجهود.
في لندن مثلا كانت دار «بيربري» تخطف الأضواء من الأسماء الصغيرة نظرا لتاريخها وإمكاناتها في تنظيم عرض ضخم بتكاليف عالية لا يقدر عليها المصممون الشباب.
بعد أن انسحبت من البرنامج الرجالي إثر قرارها تقديم عرض رجالي نسائي مرتين في العام، أصبح بإمكان هؤلاء الشباب أن يفردوا عضلاتهم ويأخذوا مساحة أكبر من الانتباه. والنتيجة أن الكثير من المصممين شعروا ببعض الارتياح الذي تجسد في إطلاقهم العنان لخيالهم واستعمالهم لغتهم الخاصة بعد أن كانوا يحاولون التخفيف من لكنتها في السنوات الماضية تلبية للتعليمات ومقتضيات السوق.
كانت التعليمات تدعوهم لمراعاة جانب التسويق، بمعنى أن تكون أزياؤهم واقعية لكي يسهل بيعها، وهو ما كان. بيد أنهم في عامهم الخامس، يلاحظ أنهم إما اكتسبوا ثقة أو أنهم يشعرون بأنه ليس هناك ما سيخسرونه؛ لهذا أطلقوا العنان لخيالهم، وفي حالات البعض الآخر شطحاتهم الفنية؛ الأمر الذي أعاد إلى الأذهان أجواء لندن في السبعينات والثمانينات. الفترة التي شهدت بزوغ نجم المتمردة فيفيان ويستوود والعبقريين جون غاليانو وألكسندر ماكوين. والفترة التي كان دور الموضة فيها تأريخا لثقافة العصر وترجمة لنبض الشارع من خلال أساليب تجتاح العالم، مثل موجة البانكس في السبعينات، أو الموجة التي تمزج الذكوري بالأنثوي وما شابه.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.