توقعات بهروب رؤوس الأموال الأجنبية من الدوحة

متعامل بالأسهم يراقب المؤشر في بورصة الدوحة (رويترز)
متعامل بالأسهم يراقب المؤشر في بورصة الدوحة (رويترز)
TT

توقعات بهروب رؤوس الأموال الأجنبية من الدوحة

متعامل بالأسهم يراقب المؤشر في بورصة الدوحة (رويترز)
متعامل بالأسهم يراقب المؤشر في بورصة الدوحة (رويترز)

ينظر اقتصاديون إلى إطالة أمد المقاطعة على قطر كأكبر تحد واختبار يمرّ به الاقتصاد القطري على مرّ التاريخ، متوقعين أن يشهد خلال الأيام المقبلة مزيدا من التراجع والكساد، وهروب رؤوس الأموال الأجنبية - عملا بمبدأ «رأس المال جبان» - والمؤسسات الدولية، في ظل عدم إحراز أي تقدم واستجابة من قبل الدوحة، بشأن المطالب التي دفعت عددا من الدول، وفي مقدمتها السعودية، إلى اتخاذ هذه الخطوة.
وقال الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية في جازان بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاطعة منذ لحظتها الأولى برزت مؤثراتها السالبة على الاقتصاد القطري في كل مفاصل مكوناته، وتسبب في ربكة كبيرة في حركة التجارة والاستثمار والتعاملات المالية».
وأضاف باعشن، أن «مستقبل الاقتصاد الخليجي أصبح أكثر غموضا، ولكنه بطبيعة الحال يتجه نحو الأسوأ، بسبب عدم إقدام الدوحة بذل جهد لخلق وتهيئة مناخ للحوار مع الدول المقاطعة، وتلبية مطالبها المشروعة، والتي تعنى بمحاربة الإرهاب وطرد الإرهابيين بمختلف تنظيماتهم وأعمالهم».
من جهته، أوضح الباحث الاقتصادي عبد الرحمن العطا، أن كل أسباب ازدهار حركة التجارة والاستثمار والتعاملات المالية، من خلال إغلاق المنافذ البريّة والبحرية والجويّة، تعطلت الآن، وانعكست على حركة السوق القطرية وأزمات المواد الاستهلاكية والضرورية، ناهيك بالكماليات.
وقال العطا، إنه «في ظل هذا الواقع فإن التحديات التي تواجه الاقتصاد القطري ستدخله مرحلة الكساد التام»، مشيرا إلى أن إطالة أمد المقاطعة سيتسبب في شل مفاصل الاقتصاد القطري، وربما يدخل في مرحلة يصعب مواجهتها أو التخلص من آثارها على المدى القصير.
وفي الإطار نفسه، توقع الباحث الاقتصادي، حسب الله بادي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاقتصاد القطري مرشح لأن يبلغ نقطة التضخم الرجعي، في ظل تعطل الحركة التجارية على المنافذ المختلفة، فضلا عن توالي مقاطعة عدد من الدول للدوحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية والشركات الخاصة والاستثمار الأجنبي تبحث عن خروج آمن.
ولفت بادي، إلى أن أحد أهم وأبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد القطري هو محاولة هروب بعض رؤوس الأموال والاستثمارات والمؤسسات الأجنبية، إلى الخارج خشية الانزلاق في حوض الخسائر المتوقعة، بسبب توسيع دائرة المقاطعة، مشيرا إلى دخول القطاع الخاص السعودي بإعلانه تأييد المقاطعة، وهو ما يعني نهاية كل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع الدوحة.
إلى ذلك، أعلن القطاع الخاص السعودي، عن تأييده لقطع العلاقات مع قطر بأجهزته المؤسسية كافة، لما اتخذته المملكة من قرار بشأن قطع العلاقات مع دولة قطر، وما تبع ذلك من إجراءات أخرى بغلق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية.
وأصدر مجلس الغرف السعودية، بيانا أمس، أكد فيه تأييد قطاع الأعمال السعودي، لإجراءات المقاطعة، لما فيها من حماية لأمن واستقرار المملكة والمنطقة وصون لوحدة الصف الداخلي وتحصين لدول مجلس التعاون الخليجي من شرور الفتن والانقسامات، في مواجهة ما ظلت تمارسه دولة قطر من سياسات غير مسؤولة باحتضانها جماعات تسعى لنشر التطرف والإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف المجلس، أن السعودية ظلت حريصة على احتواء المواقف المتأزمة وحلها في إطار البيت الخليجي حماية لكيان دول مجلس التعاون الخليجي، وبذلت في سبيل ذلك كثيرا من الجهود، لكنها قوبلت بمواقف متعنتة من الجانب القطري، ما استدعى إجراءات حاسمة من أجل حماية أمن المملكة وشعبها.
وطالب البيان، دولة قطر بمراجعة سياساتها، وأن تعمل الأصوات الحكيمة فيها على استبعاد السياسات التي من شأنها تعكير صفو البيت الخليجي وتهديد أمن ومستقبل دول وشعوب المنطقة، وأن تعمل فورا على إبداء حسن النيات في مشاركة المملكة ودول العالم جهودهم لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأكد ضرورة استمرار مواجهة الإرهاب والتطرف ووجوب التصدي له بمختلف السبل، واعتبر محاربة الفكر المتطرف من ألزم اللوازم وأوجب الواجبات، نظرا لما يقدمه التطرف من صورة تسيء لما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف من قيم التسامح والتراحم، والحث على عمارة الأرض وحسن التعايش مع الآخر، وحفظ أراوح الناس وأمنهم وممتلكاتهم.
وأكد مجلس الغرف السعودية أنه على أهبة الاستعداد لتحمل مسؤوليته الدينية والوطنية في التصدي للإرهاب والتطرف ودعم جهود الدولة في هذا الصدد وفقا للرؤية التي تراها القيادة والدور الذي تأمله من القطاع الخاص السعودي والتوجيهات التي تصدرها، مع التأكيد على استمرار القطاع الخاص في إنفاذ البرامج التي تحد من التطرف وخطره وتساهم في حماية المجتمع منه بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.