95 % من القادة الإسرائيليين لا يذكرون كلمة احتلال

حوار السلام في أدنى سلم القضايا التي يتحدث عنها النواب

95 % من القادة الإسرائيليين لا يذكرون كلمة احتلال
TT

95 % من القادة الإسرائيليين لا يذكرون كلمة احتلال

95 % من القادة الإسرائيليين لا يذكرون كلمة احتلال

بين استطلاع جديد للرأي أن 5 في المائة فقط من القادة السياسيين الإسرائيليين يتحدثون في الشبكات الاجتماعية عن الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية والعربية المحتلة، بينما 95 في المائة الباقون يتناسونه تماما، وبعضهم لا يعترف بأنه احتلال أصلا.
وجاء هذا الكشف خلال المؤتمر السنوي الثالث لصحيفة «هآرتس»، في تل أبيب، أول من أمس، الذي تمحور حول مرور 50 سنة على حرب الأيام الستة واحتلال المناطق ومستقبل حل الدولتين. وكان من بين المتحدثين رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ورئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ، والمرشحون لرئاسة حزب العمل، وممثلو يوجد مستقبل، ميرتس، يهدوت هتوراة، القائمة المشتركة. وقد تم عرض نتائج البحث الذي أجرته مجموعة من الباحثين من الجامعة المفتوحة، برئاسة د. عنات بن ديفيد، وتناولت فيه منشورات أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، على موقع «فيسبوك»، وعلامات الإعجاب التي حصلت عليها الصفحات السياسية على الشبكة الاجتماعية. وجرى فحص 35 ألف منشور، ونحو 43 ألف متابع اطلعوا عليها بين 2015 و2017. وقالت بن ديفيد، إن «الاستنتاج الأول الذي توصلنا إليه، هو أن حوار السلام يوجد في أدنى سلم القضايا التي يتحدث عنها النواب. السياسيون يتحدثون عن أنفسهم بشكل خاص، عن عملهم البرلماني وعن مسائل الأمن والإرهاب، بينما يقبع الموضوع السياسي في المرتبة العاشرة فقط».
وأوضحت أن «المنشورات التي تذكر كلمة احتلال تشكل نسبة نصف في المائة من مجموع المنشورات على صفحات أعضاء الكنيست. وإذا نظرنا إلى عدد المرات التي ذكر فيها نواب المعسكر الصهيوني المعارض كلمة (احتلال)، سنجد ظاهرة مثيرة: باستثناء يتسحاق هرتسوغ، الذي هاجم الصحافي غدعون ليفي لأنه يتحدث عن الاحتلال، فإن كل إشارة إلى كلمة احتلال لا تتطرق إلى السياق الفلسطيني وإنما إلى سياقات أخرى، مثل احتلال إيلات، احتلال جبل الشيخ، أو احتلال مدينة حلب السورية». وحسب المعطيات فإن كلمة «اتفاق» تظهر في أحيان نادرة مقارنة بكلمات أخرى في منشورات السياسيين. أكثر الكلمات المستخدمة هي «يهودي»، «نتنياهو»، «أمن»، «إرهاب»، «الجيش الإسرائيلي»، «مواطنون»، «حرب»، «صهيوني»، «تحريض». وكان مؤتمر «هآرتس» قد تحول إلى منبر سياسي لكل الأحزاب. وقد ظهر فيه ممثلون عن اليمين أيضا، مثل وزير التعليم نفتالي بينت، الذي قال إنه يفضل القدس الموحدة على اتفاق سياسي. وتوجه بينت إلى الجمهور وقال: «خلافا لاعتقادكم، فإنه لا يتم التوصل إلى السلام من خلال التنازلات وتسليم الأراضي، وإنما من خلال القوة. اليسار لا يملك احتكارا للسلام. أنا أريد السلام بشكل لا يقل عنكم، لكنني أريد سلام اليمين».
وعرض بينت خلال المؤتمر خطته لمستقبل الضفة الغربية وقال: «في يهودا والسامرة ستكون منطقتان. في المنطقة (ج) الهدف هو أكبر مساحة من الأرض وأقل عدد من الفلسطينيين. من سيبقى منهم سنعرض عليه المواطنة. وفي المنطقتين (أ) و(ب)، سيكون حكم ذاتي فلسطيني من دون سيطرة أمنية».
وتطرق النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة) إلى التقارير حول التقدم في العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال: «سمعت وزير الأمن افيغدور ليبرمان يقول إننا قريبون أكثر من أي وقت مضى من الاتفاق. يمكنني القول، وأنا أدعي بأنني أعرف ما الذي يحدث، إننا ابعد من أي وقت آخر عن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - فلسطيني، رغم زيارات الرئيس ترمب واللقاءات التي جرت». لكن الطيبي يعتقد أنه يجب عدم اليأس، وقال: «دورنا، كأقلية، هو القول من على كل منصة، من دون خجل ومن دون خوف - كفى للاحتلال. يوجد حزبان فقط في الكنيست يقولان ذلك - القائمة المشتركة وميرتس. أما البقية، وخاصة (المعسكر الصهيوني) و(يوجد مستقبل) فقد توقفوا عن استخدام كلمة احتلال».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».