«بوكو حرام» تساوم لإطلاق المخطوفات

حكومة نيجيريا تدرس كل الخيارات

نيجيرية أثناء مشاركتها في مظاهرة أمس تدعو إلى اطلاق سراح الفتيات اللاتي اختطفن من مدرستهن من قبل جماعة بوكو حرام (رويترز)
نيجيرية أثناء مشاركتها في مظاهرة أمس تدعو إلى اطلاق سراح الفتيات اللاتي اختطفن من مدرستهن من قبل جماعة بوكو حرام (رويترز)
TT

«بوكو حرام» تساوم لإطلاق المخطوفات

نيجيرية أثناء مشاركتها في مظاهرة أمس تدعو إلى اطلاق سراح الفتيات اللاتي اختطفن من مدرستهن من قبل جماعة بوكو حرام (رويترز)
نيجيرية أثناء مشاركتها في مظاهرة أمس تدعو إلى اطلاق سراح الفتيات اللاتي اختطفن من مدرستهن من قبل جماعة بوكو حرام (رويترز)

نقل تسجيل فيديو اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء عن أبو بكر شيكاو، زعيم حركة «بوكو حرام» الإسلامية النيجيرية قوله أمس إنه مستعد لإطلاق سراح أكثر من 200 تلميذة خطفها مقاتلوه مقابل الإفراج عن سجناء.

وأضافت الوكالة أن تسجيل الفيديو ومدته 17 دقيقة أظهر نحو 100 فتاة يرتدين الحجاب ويصلين في مكان غير معلوم.

وتحدث أبو بكر شيكاو، زعيم «بوكو حرام» طوال 17 دقيقة في شريط الفيديو الذي حصلت الصحافة الفرنسية على نسخة منه، ثم ظهرت 100 فتاة يرتدين الحجاب وهن يصلين في مكان في الهواء الطلق لم يجر تحديده.

وخطفت 276 تلميذة في 14 أبريل (نيسان) في شيبوك شرق بورنو (شمال شرق)، حيث تعيش مجموعة كبيرة من المسيحيين وما زالت 223 منهن في عداد المفقودين». وظهرت في الفيديو نحو 130 فتاة يرتدين حجابا طويلا أسود ورماديا يكشف عن وجوههن وهن جالسات في الهواء الطلق بين أشجار ويتلون آيات من القرآن». ولم يظهر شيكاو البتة في أي لحظة من الشريط، الذي يستغرق 27 دقيقة مع الفتيات اللواتي ظهرن محبطات ومنصاعات وقالت اثنتان من الفتيات الثلاث اللواتي جرى استجوابهن أنهما مسيحيتان اعتنقتا الإسلام بينما قالت الثالثة إنها أصلا مسلمة».

وأضافت إحداهن أن المخطوفات لا يتعرضن لسوء المعاملة. وليس هناك أي إشارة يمكن أن تكشف عن موقع تصوير الشريط، الذي تعتبر نوعيته أفضل من الأشرطة التي بثتها الحركة الإسلامية سابقا. وظهر أبو بكر شيكاو خلال حديثه أمام خلفية خضراء وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحا رشاشا. وتبنى زعيم بوكو حرام الذي تحدث باللغتين العربية و«الهوسا»، التي يتكلمها معظم الناس في شمال نيجيريا، مجددا عملية خطف الفتيات في شيبوك، مؤكدا ما قاله الاثنين الماضي في شريط فيديو سابق، إن (الأسيرات) اعتنقن الإسلام. وقال شيكاو إن «هذه الفتيات اللواتي تهتمون بهن كثيرا، قد حررناهن (..) وهل تعرفون كيف حررناهن؟ إنهن اعتنقن الإسلام». وأضاف «لن نطلق سراحهن إلا بعد أن تفرجون عن إخواننا»، الذين تعتقلهم السلطات النيجيرية. وأوضح شيكاو أن هذه المبادلة لن تشمل إلا «اللواتي لم يعتنقن الإسلام» أما اللواتي قبلن اعتناق الإسلام فإنهن أصبحن «أخواتنا». من جهتها قالت حكومة نيجيريا إنها تدرس كل الخيارات ردا على عرض جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة مبادلة التلميذات اللاتي خطفتهن الشهر الماضي مقابل الإفراج عن سجناء من أعضاء الجماعة. وقال مايك أوميري، المدير العام للهيئة الوطنية للتوعية وهي تابعة لوزارة الإعلام في مؤتمر صحافي تدرس حكومة نيجيريا كل الخيارات من أجل الإفراج عن الفتيات والتئام شملهن بذويهن.



بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
TT

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»؛ خصوصاً في بوركينا فاسو؛ حيث قُتل أكثر من 100 إرهابي، وفي النيجر التي قُتل فيها 39 مدنياً.

وبينما كان جيش بوركينا فاسو يشن عملية عسكرية معقدة شمال غربي البلاد، لمطاردة مقاتلي «القاعدة»، شن مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «داعش» هجوماً دامياً ضد قرى في النيجر، غير بعيد من الحدود مع بوركينا فاسو.

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بؤرة «داعش»

وقالت وزارة الدفاع في النيجر، السبت، إن الهجوم استمر ليومين، واستهدف عدة قرى في محافظة تيلابيري، الواقعة جنوب غربي البلاد، على الحدود مع بوركينا فاسو، وتوصف منذ عدة سنوات بأنها بؤرة يتمركز فيها تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» الموالي لتنظيم «داعش».

وأضافت الوزارة أن «مأساتين فظيعتين وقعتا في منطقتي ليبيري وكوكورو»؛ لافتة إلى أن «مجرمين حُوصِروا بسبب العمليات المتواصلة لقوات الدفاع والأمن، هاجموا -بجُبن- مدنيين عُزلًا».

وتحدَّث الجيش عن «حصيلة بشرية مرتفعة»؛ مشيراً إلى «مقتل 39 شخصاً: 18 في كوكورو، و21 في ليبيري»، مبدياً أسفه؛ لأن هناك «الكثير من النساء والأطفال» بين ضحايا «هذه الأعمال الهمجية».

في غضون ذلك، تعهَّد جيش النيجر بتعقب منفِّذي الهجومين، واتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الأمن في المنطقة المحاذية لبوركينا فاسو؛ حيث وقعت سلسلة هجمات دامية خلال الأيام الأخيرة، آخرها هجوم استهدف قافلة مدنية في منطقة تيلابيري، قُتل فيه 21 مدنياً الأسبوع الماضي، وبعد ذلك بيومين قُتل 10 جنود في هجوم إرهابي.

أحد القتلى ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

مطاردة الإرهاب

على الجانب الآخر، أعلن جيش بوركينا فاسو أنه نجح الأسبوع الماضي في القضاء على أكثر من 100 إرهابي، خلال عمليات عسكرية متفرقة في مناطق مختلفة من محافظة موهون التي تقع شمال غربي البلاد، غير بعيد من حدود دولة مالي.

وتُعد هذه المحافظة داخل دائرة نفوذ تنظيم «القاعدة»، وخصوصاً «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي توسعت فيها خلال السنوات الأخيرة، قادمة من الحدود مع مالي، وتنطلق منها لشن هجمات في عمق بوركينا فاسو.

وقال جيش بوركينا فاسو في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء البوركينية (رسمية)، إن «القوات المسلحة لبوركينا فاسو تمكَّنت من تصفية 102 إرهابي في هذه العمليات التي نُفِّذت على مدار يومي 10 و11 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي».

وأوضح الجيش أن عملياته العسكرية مستمرة في منطقة بومبوروكوي التابعة لدائرة موهون، بينما كان رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، قد وجَّه القوات المسلحة لبلاده باستئناف عمليات مكافحة الإرهاب بطريقة فعَّالة، في كلمة بثها التلفزيون الوطني.

جاء ذلك بعد إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي، ورفعت هذه الحكومة شعار الحرب على الإرهاب، بينما قال وزير الدفاع الجديد -وهو القائد السابق للجيش- إن الانتصار على الإرهاب أصبح «قريباً».

أسلحة كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

عودة المدارس

ورغم تصاعد المواجهات بين الجيش والجماعات المسلحة، أعلنت السلطات في بوركينا فاسو إعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الإرهاب.

وقالت وزارة التعليم إنه «على مدى عامين، سمحت العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الدفاع والأمن، إلى جانب تضحيات العاملين في قطاع التعليم، بإعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة، وتسجيل أو إعادة تسجيل ما يقارب نصف مليون تلميذ».

وأضافت الوزارة أن «عدد المؤسسات التعليمية المغلقة بسبب انعدام الأمن يتناقص يوماً بعد يوم، وذلك بفضل استعادة السيطرة على المناطق من طرف الجيش وقوات الأمن».

وتوقعت وزارة التعليم أن «تساعد العمليات الأمنية المستمرة، في إعادة توطين القرى في الأسابيع المقبلة، وبالتالي فتح مزيد من المدارس، مما يمنح الأطفال الصغار فرصة الوصول إلى التعليم»، وفق تعبير الوزارة.

إرهاب متصاعد

رغم كل النجاحات التي تتحدث عنها جيوش دول الساحل، فإن مؤشر الإرهاب العالمي صنَّف منطقة الساحل واحدةً من أكثر مناطق العالم تضرراً من الهجمات الإرهابية خلال عام 2023.

وجاء في المؤشر العالمي لعام 2024، أن منطقة الساحل شهدت وحدها نسبة 48 في المائة من إجمالي قتلى الإرهاب على مستوى العالم، خلال عام 2023، مقارنة بـ42 في المائة عام 2022، و1 في المائة فقط خلال 2007.

وبيَّن المؤشر أن بوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والكاميرون، شهدت زيادة في عدد قتلى العمليات الإرهابية بنسبة 33 في المائة على الأقل خلال العام الماضي، ما يجعل منطقة الساحل وغرب أفريقيا مركزاً للإرهاب العالمي.