12 عضواً يقودون «داعش» من سوريا

التحالف يواصل قصف مقرات التنظيم شرقاً... ونفي لمقتل زعيمه البغدادي

طفلة نازحة من الرقة مع رضيع في «عين عيسى» التي أنشئ فيها مخيم مؤقت للهاربين من «داعش» (أ.ف.ب)
طفلة نازحة من الرقة مع رضيع في «عين عيسى» التي أنشئ فيها مخيم مؤقت للهاربين من «داعش» (أ.ف.ب)
TT

12 عضواً يقودون «داعش» من سوريا

طفلة نازحة من الرقة مع رضيع في «عين عيسى» التي أنشئ فيها مخيم مؤقت للهاربين من «داعش» (أ.ف.ب)
طفلة نازحة من الرقة مع رضيع في «عين عيسى» التي أنشئ فيها مخيم مؤقت للهاربين من «داعش» (أ.ف.ب)

أبعد تنظيم داعش زعيمه أبو بكر البغدادي عن واجهة التطورات، بعد النكسات التي تعرض لها التنظيم في سوريا والعراق، ودفع بمجلس قيادته، المؤلف من 12 عضواً، إلى الأراضي السورية، تحت اسم «اللجنة المفوضة». ويتولى المجلس القيادة الفعلية للعمليات العسكرية، ووضع الخطط الأمنية، وإصدار التعليمات، في وقت تواصل فيه «قوات سوريا الديمقراطية» معاركها للسيطرة على مدينة الرقة، بينما يشن النظام السوري وحلفاؤه معارك على 3 جبهات ضد التنظيم.
ونفى مدير «فرات بوست»، الذي يوثق الأحداث في دير الزور، أحمد الرمضان، لـ«الشرق الأوسط»، مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في غارات جوية في سوريا، مؤكداً أن البغدادي «يقيم أصلاً في العراق، وليس في سوريا»، وأضاف: «في الآونة الأخيرة، لم يعد البغدادي أكثر من واجهة لـ(داعش)، بينما يتولى القيادة الفعلية في التنظيم مجلس مؤلف من 12 عضواً، يخططون ويصدرون الأوامر المتعلقة بشؤون التنظيم كافة، من العمليات العسكرية إلى جمع الضرائب وتنظيم الحسبة والعمليات التجارية والأمنية وغيرها»، مشيراً إلى أن هذا المجلس انتقل الآن إلى سوريا، وهو يقيم في مكان ما داخل الأراضي السورية، لكنه يتولى قيادة التنظيم في سوريا والعراق، ويُعرف المجلس في أوساط التنظيم في سوريا باسم «اللجنة المفوضة».
ورغم التنسيق العسكري بين القادة الميدانيين في سوريا والعراق، فإن «وزارة الحرب» في «داعش» تفصل بين قيادة العمليات في سوريا وقيادة العمليات في العراق. وقال مصدر مواكب لحركة التنظيم في شرق سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن المعارك في سوريا «تخوضها قيادة العمليات السورية، وهي من يتخذ القرار بالانسحابات أو الهجمات، واعتماد التكتيكات العسكرية، كما ترك لها مجلس القيادة المركزي حرية التقدير بالانسحابات أو عقد تسويات أو اتفاقات ميدانية مرتبطة بالمعارك داخل الأراضي السورية».
ويخوض التنظيم في هذا الوقت 4 معارك مصيرية في سوريا، حيث تهاجم «قوات سوريا الديمقراطية»، بمشاركة قوات من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، مواقع التنظيم في معقله في الرقة السورية، بينما تهاجمه قوات النظام وحلفاؤها من ميليشيات محلية وأخرى مدعومة من إيران على 3 جبهات في ريفي تدمر ودمشق في البادية الشرقية، وريف حلب الشرقي بمحاذاة الحدود الإدارية لمدينة الرقة، إضافة إلى المعارك في عمق البادية في ريف حماة الشرقي المتصل بريف حمص الشرقي وريف الرقة، بينما يهاجم التنظيم قوات النظام في مدينة دير الزور، محاولاً استكمال سيطرته على آخر أحياء المدن الخاضعة لسيطرة النظام في المحافظة.
في هذا الوقت، شن النظام وحلفاؤه هجوماً واسعاً على آخر المدن الخاضعة لسيطرة «داعش» بريف حمص الشرقي، وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام التي تمكنت بدعم من المسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وبإسناد من القصف المكثف بالصواريخ والقذائف والطائرات الحربية، من التقدم في تلال ومرتفعات محيطة بطريق تدمر - السخنة، بعد هجوم بدأته السبت، واقتربت من بلدة آرك وحقولها النفطية، واتجه جزء من قواتها نحو المحطة الثالثة للسيطرة عليها، ضمن أولى الخطوات التي تنفذها قوات النظام للتقدم نحو مدينة السخنة، التي تعد آخر مدينة وتجمع سكني كبير يسيطر عليه التنظيم في محافظة حمص.
وتبعد قوات النظام عن السخنة نحو 33 كلم، ويعد هذا التقدم نحو مدينة السخنة هو الأول منذ سيطرة «داعش» عليها في مايو (أيار) 2015، بعد عملية عسكرية واسعة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط حقل آرك والتليلة، وقرب جبل شاعر بريف حمص الشرقي. وترافق ذلك مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك.
يأتي هذا التقدم بعد سلسلة غارات وضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام والطائرات المروحية، وقصف من قوات النظام، خلال الأيام والأسابيع الفائتة، على السخنة التي تعد بوابة قوات النظام للوصول إلى ريف محافظة دير الزور.
في الوقت نفسه، نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على تمركزات «داعش» في محيط خط البترول بالريف الشرقي لحماة، ومناطق أخرى في قرية أبو حبيلات بريف حماة الشرقي. كما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في بلدتي الجنينة وعياش، بريف دير الزور الغربي.
وعلى خط محاربة «داعش» في شرق سوريا، رصد نشطاء «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في الريف الشرقي لدير الزور، قيام طائرات التحالف الدولي في الساعة 5:40 دقيقة من فجر الأحد باستهداف منطقة مسبق الصنع ومدرسة بحي البلعوم في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، بـ5 غارات تسببت في دمار بالمباني وأضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
وتأتي هذه الضربات في إطار التصعيد المستمر من قبل طائرات التحالف الدولي على مدينة الميادين، التي تعد عاصمة التنظيم في شرق سوريا، وتوجد بها المراكز الإدارية والأمنية و«الشرعية» للتنظيم.
وبحسب المرصد، بدأ هذا التصعيد في 22 مايو الماضي، حيث استهدفت طائرات التحالف في مرات متتالية مناطق سكنية ومباني يقطنها عوائل مقاتلين وعناصر من التنظيم.
وتترافق عملية تصعيد القصف مع حركة نزوح لمئات العوائل من مدينة الميادين، ومدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، نحو قرى في ريفها، تخوفاً من قصف جديد للتحالف الدولي أو لجهات أخرى قد يوقع مجازر بحقهم، خصوصاً أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الماضية آلاف العوائل النازحة من مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة التنظيم، ومن الأراضي العراقية، بينهم عوائل من التنظيم.



إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
TT

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

شنَّت الجماعة الحوثية أخيراً حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم مالياً، وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة، والمساهمة في التعبئة العسكرية.

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة التي تنفِّذها عناصر تابعة لما تُسمَّى دائرة «التعبئة والتحشيد» الحوثية، ومكتب الاتصالات الخاضع للجماعة، أغلقت محال الإنترنت في مديريتي الوحدة ومعين، بذريعة مخالفة التعليمات ونشر محتوى برامج وتطبيقات علمية ورياضية وترفيهية، مخالفة لما تسميه الجماعة «الهوية الإيمانية».

مقر شركة «تيليمن» المزودة الرئيسية لخدمة الاتصالات الخاضع للحوثيين في اليمن (إكس)

واشترطت الجماعة الحوثية لإعادة فتح المحال، أن يقوم مُلاكها بدفع غرامات تأديبية، وتقديم محتوى يركز على نشر «الملازم الخمينية» وخطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

واشتكى مُلاك محال إنترنت في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات ابتزاز تستهدفهم ومصادر عيشهم على أيدي مشرفين ومسلحين، يجبرونهم على نشر محتوى أُحادي يُحرِّض الشبان والمراهقين من مرتادي محال الإنترنت على الانضمام للجبهات.

ووفقاً لبعض السكان، فإن مسلحي الجماعة لم يتركوا المجال لأي مالك محل وشبكة إنترنت دون أن يستهدفوه، إما بالابتزاز والإغلاق، وإما بالإرغام على المشاركة في الترويج لأفكار الجماعة ذات المنحى الطائفي، وبث الأهازيج الحماسية بغية حشد المقاتلين.

وتتحكم الجماعة الانقلابية في اليمن بخدمة الإنترنت من خلال سيطرتها على شركة «تيليمن» المزودة الوحيدة للخدمة، وتحصل جميع شركات الهاتف الجوال -خصوصاً بمناطق سيطرتها- على الخدمة من الشركة.

استغلال عسكري

ويأتي التعسف الحوثي ضد محال الإنترنت متوازياً مع تقرير حديث صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، اتهم الجماعة باستغلال إيرادات قطاع الاتصالات في الجانب العسكري، وشراء معدات الاتصال ذات الاستخدام المزدوج.

وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي استغلت وسائل التواصل في حربها ضد اليمنيين، واستخدموا وجنَّدوا كثيراً من المشاهير في الشبكات الاجتماعية، للحديث باسم الجماعة، وتمرير أي رسائل وأجندة.

الجماعة الحوثية تستغل الاتصالات للتجسس على السكان (إعلام حوثي)

ويتزامن ذلك مع تصاعد شكاوى سكان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، من استمرار تردي خدمة الإنترنت بصورة غير مسبوقة، لافتين إلى أن ذلك البطء تصاعد أكثر خلال الأيام القليلة الماضية.

ولفت السكان إلى وجود مساعٍ حوثية لعزلهم عن العالم، عبر التدابير المتعاقبة التي تقوم بها الجماعة، والمتصلة بخدمة الإنترنت، سواءً من حيث إضعاف الخدمة إلى درجة كبيرة، أو رفع أسعارها بصورة متكررة.

ولا يُعد هذا الاستهداف الأول لملاك محال وشبكات الإنترنت، فقد سبق للجماعة أن استهدفت أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية في مناطق سيطرتها.