«داعش» يعدم عائلة من 10 أشخاص في الشرقاط

لا يزال يسيطر على الجانب الأيسر من القضاء

«داعش» يعدم عائلة من 10 أشخاص في الشرقاط
TT

«داعش» يعدم عائلة من 10 أشخاص في الشرقاط

«داعش» يعدم عائلة من 10 أشخاص في الشرقاط

أعدم تنظيم داعش عائلة كاملة مؤلفة من 10 أشخاص فجر أول من أمس في قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين.
وأفاد أحد أقارب العائلة المجني عليها، بأن نحو 20 عنصراً من «داعش» تسللوا إلى الجانب الأيمن المحرر ودخل بعضهم دار عمه علي حسين علي وقاموا بإعدامه وأسرته المؤلفة من زوجته رابعة علي هيجل وأبنائه ماهر وموسى ومظهر وزاهر وبناته سناء وسلوى وسمر وسعاد. وقال مهند العربي، قريب الضحايا، لـ«الشرق الأوسط» إن «العائلة فقيرة جداً، وأقسم أنهم لا يملكون ثمن وجبة الإفطار، وهي نازحة أساساً من قرية (اصبيح تحتاني) التابعة إلى ناحية الزاب الأسفل، إلى الجانب الأيمن المحرر من قضاء الشرقاط».
وفي التفاصيل، ذكر العربي أنه قام بالاتصال بهم في الساعة الثانية عشرة من مساء السبت، وكانت «الأمور طبيعية، وفي اليوم التالي سمعت نبأ إبادتهم، كانوا ينامون على سطع المنزل (الهيكل) الذي سكنوه بعد نزوحهم لتلافي حر الصيف مع انعدام التيار الكهربائي». ويضيف «دخل عليهم 8 من (داعش) بعد تناولهم وجبة السحور وحدث شجار وصياح بين الطرفين، فقامت عناصر (داعش) بإعدامهم رمياً بالرصاص، بعد أن أوثقوا أيديهم».
ويؤكد العربي أن الأسرة المغدورة «غير مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالحكومة، هم فقراء يعملون في الفلاحة، لكن (داعش) الإرهابي يعتبر أن كل من ليس معه فهو كافر ويحل قتله». ويشير إلى أن عناصر «داعش» قتلوا أشخاصاً آخرين إلى جانب عائلة أقاربه، ثم «تمكنت قوات الأمن والحشد العشائري من قتل جميع العناصر، ومن ضمنهم عنصر يحمل الجنسية الصينية». ولا يستبعد وجود «عيون لداعش» في الساحل الأيمن لقضاء الشرقاط، ويعتقد أن «الأجهزة الأمنية لم تدقق ملفات المنتسبين إلى التنظيم حين سيطرت على الجانب الأيمن، لذلك تتعرض المنطقة إلى خروقات أمنية بين الحين والآخر».
ويستغرب أستاذ اللغة العربية في جامعة صلاح الدين حمد الدوخي من «الخروقات المتكررة» التي تقع في الشطر الأيمن لنهر دجلة في الشرقاط رغم الإجراءات الأمنية المشددة. ويقول الدوخي وهو من سكنة الشرقاط لـ«الشرق الأوسط»: «هناك سدة ترابية بين شطري المدينة تتمركز عليها قوات الأمن المختلفة، أستغرب كيف لم يشاهدوا عناصر (داعش) وهم يهجمون على المدينة؟ شخصياً أستبعد مسألة تواطؤ قوات الأمن أو غيرها مع (داعش)، لكن الأمر يتعلق بتقصير وإهمال من قبل الجميع».
ويؤكد الدوخي أن عناصر «داعش» استهلوا هجومهم، المتزامن مع الذكرى الثالثة لسيطرتهم على قضاء الشرقاط، بمصادرة سيارة من فلاح في قرية «الخصم» ثم قتلوا 4 أشخاص في قرية مجاورة، وقتلوا 14 مدنياً في قرية الصبخة، بعد ذلك قاموا بقتل عائلة علي حسين علي. ويعتقد الدوخي أن عناصر استغلوا «مداخل التهريب» التي من خلالها تتم عمليات تهريب الأغذية والمواد المختلفة إلى الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط الذي يسيطرون عليه وتسللوا إلى الجانب الأيمن. ويلفت الدوخي إلى أن «الأنباء المتداولة في القضاء، تفيد بأن قيادات (داعش) أخذت في الفترة الأخيرة على إجبار العناصر الصغيرة في التنظيم على تنفيذ عمليات بالإكراه».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.