«كاريزما» كوربن الإلكترونية... مغناطيس للناخبين الشباب

فتيات يلتقطن «سيلفي» مع جيريمي كوربن خلال جولته للترويج لبرنامجه الانتخابي في ليدز في مايو الماضي (رويترز)
فتيات يلتقطن «سيلفي» مع جيريمي كوربن خلال جولته للترويج لبرنامجه الانتخابي في ليدز في مايو الماضي (رويترز)
TT

«كاريزما» كوربن الإلكترونية... مغناطيس للناخبين الشباب

فتيات يلتقطن «سيلفي» مع جيريمي كوربن خلال جولته للترويج لبرنامجه الانتخابي في ليدز في مايو الماضي (رويترز)
فتيات يلتقطن «سيلفي» مع جيريمي كوربن خلال جولته للترويج لبرنامجه الانتخابي في ليدز في مايو الماضي (رويترز)

«هل كوربن باقٍ في الساحة السياسية على المدى الطويل؟»، سؤال طرحه محاور «بي بي سي» البريطاني الشهير آندرو مار على زعيم حزب العمال خلال استضافته أمس. فأجابه: «انظر إلي... لدي تأييد الشباب».
إجابة صاحبتها ابتسامة لعوب لزعيم العماليين الذي استطاع في حملته الانتخابية الإلكترونية أن يجذب فئة الشباب من الناخبين ويحولهم إلى مؤيدين أوفياء. استطاع حزب العمال، على خلاف المحافظين، إدارة حملة إلكترونية مليئة بالفكاهة والتواضع وتوفير رؤية سياسية بعيدة عن الرسميات والتكلف تخاطب الشباب، العنصر الأكثر توظيفاً لـ«السوشيال ميديا».
ومع أن كوربن لم يكسب مفاتيح «10 داونينغ ستريت»، فإنه ربح قاعدة شبابية من المؤيدين وحاز العماليون على حصة كبيرة من مقاعد البرلمان.
وقال مقال نشرته «الغارديان» على موقعها يوم السبت للكاتبين الصحافيين مايكل سافادج وأليكس هاتشيلو، إن «فريق كوربن استهدف، منذ بدايات الحملة الانتخابية، شريحة الشباب من خلال نشاطات مجتمعية وإلكترونية». وأضاف الكاتبان: «مع أن إحصائيات شريحة الناخبين الشباب (18 - 24 عاماً) لم تظهر بعد، فإنه بإمكاننا الاستخلاص أنهم السبب وراء عدة مقاعد عمالية في البرلمان، حيث كسب العمال أكثرية الأصوات في أكثر من دائرة انتخابية منها شيفيلد وليدز وكانتربري التي يشكل معظم سكانها طلاب الجامعة».
ويتساءل الكاتبان عن الطريقة التي انتهجها مسيرو حملة العمال لاستقطاب الشباب، ثم يتطرقان لعنصرين أساسيين؛ وهما «تحويل ناشطين شباب يؤمنون ببرنامج العمال الانتخابي إلى مروجين للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب وراء ذلك هو الاهتمام الذي أولاه حزب العمال لهؤلاء الشباب وقضاياهم مما جعلهم مروجين للبرنامج الانتخابي في المقابل». ويضيف المقال: «أما العنصر الثاني فهو نشاط حزب العمال المستمر على (فيسبوك) الذي يخاطب المجتمعات ويبتعد عن نشر المحتوى العام ويركز على نشر محتويات ذات خصوصية عن مدارس أو مشافٍ أو مبادرات معينة، مما يشعر الناخبين أنهم أقرب من الحزب».
ولذلك، مع أن حزب المحافظين أنفق أموالاً طائلة على الدعاية الإلكترونية، فإنه لم يستطع الوصول إلى شريحة الشباب كالعمال.
ويأتي ذلك إلى جانب الدعم غير الرسمي الذي تلقاه كوربن من القائمين على حملة المرشح الديمقراطي الأميركي السابق السيناتور بيرني ساندرز.
وأخيراً يستنتج المقال: «يعرف الشباب عادة باتسامهم باللامبالاة السياسية». ويضيف: «لكن جيريمي وبرنامجه الانتخابي استطاعا مخاطبة شريحة الشباب، خصوصاً بمقترحاته بإلغاء أقساط الجامعات»، الأمر الذي أكسبه القاعدة الشبابية التي ساعدته في توسيع حملته الانتخابية، تطوعاً.



تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)

أثار قرار شركة «ميتا» بحذف أكثر من مليونَي حساب على منصات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، خلال الأشهر الماضية، تساؤلات بشأن سياسات الشركة حول حماية بيانات المستخدمين، لا سيما أن القائمين على القرار برّروا الخطوة بأنها جاءت بهدف «مواجهة عمليات الاحتيال الرقمي». ووفق خبراء تحدَّثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الخطوة تعد تطوراً في سياسات (ميتا) لحماية البيانات».

«ميتا» ذكرت، في تقرير صدر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن السبب وراء حذف الحسابات هو «رصد عمليات احتيال رقمي كانت قد قامت بها تلك الحسابات». ويُعدّ هذا التقرير الأول الذي تكشف من خلاله «ميتا» عن تفاصيل استراتيجيتها للتصدي للأنشطة الاحتيالية العابرة للحدود. وعدّ مراقبون هذه الخطوة تعزيزاً لاتباع سياسة واضحة تجاه أي اختراق لحماية المستخدمين. وكتبت الشركة عبر مدونتها «لا مكان على (فيسبوك) أو (إنستغرام) أو (واتساب) للمجموعات أو الأفراد الذين يروّجون للعنف، والإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الكراهية».

هيفاء البنا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ميتا» تعمل على تحديث أدواتها لحماية المستخدمين. وأضافت: «تركز سياسات (ميتا) على الحدِّ من الجريمة المنظمة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة، وتعمل هذه التقنيات على تحليل النشاطات المُريبة على المنصات واكتشاف المحتويات المرتبطة بالجريمة المنظمة».

ووفق البنا فإن «(ميتا) تُراجع وتحدّث سياساتها بشكل دوري، كي تتفادى أي تهديدات تلاحق المستخدمين، وكانت الشركة قد أوضحت أن خوادمها الـ(Servers) المنتشرة في الدول يتم تحديثها بشكل دوري؛ لضمان مواكبة أي تغييرات، ولضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصاتها حول العالم».

وأردفت: «التزاماً بلائحة حماية البيانات العامة، تتعامل (ميتا) مع الأشخاص الذين تُحلّل بياناتهم عبر رموز مشفّرة، وليس عبر أسمائهم الحقيقية، ما يضمن الحفاظ على خصوصياتهم»، مشيرة إلى أن حماية بيانات المستخدمين لا تتوقف على «ميتا» فقط.

إذ شدّدت الإعلامية والمدرّبة اللبنانية على تدابير يجب أن يتخذها المستخدم نفسه لحماية بياناته، إذ توصي مثلاً «بتفعيل خاصية (التحقق بخطوتين/ Two-Factor Authentication)؛ لضمان أمان الحسابات، ويمكن أيضاً استخدام تطبيقات مثل (Google Authentication)، التي تولّد رموزاً سرية تُستخدم للدخول والتحقق من هوية المستخدم، وكذا يمكن استخدام خاصية الإبلاغ التي توفّرها (ميتا) بسرية تامة، حيث يصار إلى التعامل مع هذه البلاغات من خلال فرق مختصة أو تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان بيئة آمنة للجميع».

معتز نادي، المدرّب المتخصص في الإعلام الرقمي، عدّ خلال حوار مع «الشرق الأوسط» تحرّكات «ميتا» الأخيرة انعكاساً لـ«تفاقم مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت وزيادة التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين». ورأى أن «تحديات (ميتا)» تصطدم بتطور الاحتيال، وازدياد عدد المستخدمين بما يتجاوز نحو مليارَي مستخدم، وتشديد الرقابة الرقمية التي تضعها في مرمى نيران الانتقادات، خصوصاً مع انتقاد خوارزمياتها الكثير من الأحداث السياسية التي شهدها العالم أخيراً.

وحول جدية «ميتا» في حماية بيانات المستخدمين، قال معتز نادي: «بنظرة إلى المستقبل، سيكون الأمان الرقمي بحاجة إلى مجاراة التطور من حيث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على تثقيف المستخدمين عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لمنع أي اختراق لخصوصياتهم».