متطلبات سوق العمل «الذكي» تفرض تعديلات على أساليب التعليم

عصر التلقين انتهى... وإدخال التكنولوجيا إلى الصفوف غير كاف

تحول دور الأستاذ من ناقل للمعرفة إلى مشرف على عملية التعلم التفاعلي
تحول دور الأستاذ من ناقل للمعرفة إلى مشرف على عملية التعلم التفاعلي
TT

متطلبات سوق العمل «الذكي» تفرض تعديلات على أساليب التعليم

تحول دور الأستاذ من ناقل للمعرفة إلى مشرف على عملية التعلم التفاعلي
تحول دور الأستاذ من ناقل للمعرفة إلى مشرف على عملية التعلم التفاعلي

يجلس نحو 35 طالبا على مقاعدهم الخشبية، ينصتون إلى كل كلمة يقولها الأستاذ ويدونون كل ما كتبه طباشيره على السبورة، خوفا من أن يأتي ضمن سؤال بامتحانات آخر الفصل. المعلم يلقن الدرس، والتلاميذ يباشرون الحفظ، وتقييم «الذكاء» اختبار لكمّ المعلومات المخزن في ذهن الطالب، أما المكافأة الكبرى، فمعدل عالٍ يضمن قبولا في إحدى الجامعات بتخصصات «مرموقة» ومعدودة؛ الطب، والهندسة، والمحاسبة، والمحاماة.
نظام تقليدي موجود منذ نحو قرنين من الزمان، بدأ تزامنا مع الثورة الصناعية لتغذيتها. حيث كان الهدف منه تخريج أكبر عدد ممكن من الإداريين والمحاسبين والمهندسين وغيرهم من موظفي المهن التي كانت مطلوبة في سوق العمل حينها.
هذا كله قبل عصر الإنترنت، عندما كان الطالب يعتمد على مناهج الكتب وشرح الأستاذ فقط. لكن، ومع الوقت، حاكت الشبكة العنكبوتية حبالها في جميع مجالات المجتمع. تطور المجتمع وتطورت معه سوق العمل والمتطلبات والمهارات المتوقع من الخريج امتلاكها. وأصبحت سوق العمل أكثر تخصصا وتطلبا، مما خلق حاجة لأن يصبح الطالب، بدوره، متخصصا أكثر ويتعدى تعليمه الحفظ والتسميع، ويتبنى مستوى أعلى من التفكير والتحليل والاستنتاج والإبداع وخلق حلول واتباع منهجية البحث العلمي. فلم تعد السبورة والطباشير والامتحانات القائمة على التسميع كفيلة بتأمين مستقبل واعد ووظائف لائقة للجالسين على مقاعد الصف الخشبية.
أشارت دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي صدرت في عام 2016 إلى أن التفكير النقدي من أكثر المهارات التي يحتاجها المجتمع وسوق العمل مع حلول عام 2020. ولمواكبة موجة التطور التكنولوجي، باشرت المنظومات التعليمية إدخال التقنية إلى داخل الصفوف. توظيف التقنية أمر ليس حديثا جدا، بل بدأ قبل أكثر من 15 عاما. وإلى ذلك، يقول الدكتور ميلاد السبعلي، المدير التنفيذي لمجموعة «غلوبال ليرنينغ» ومقرها دبي، إن «التكنولوجيا باتت تستخدم وسيلة لتحديث التعليم التقليدي الذي كان قائما على التلقين والحفظ لأنه كان يخدم عصرا آخر». ويؤكد الخبير الدولي في مجال تكنولوجيا التعليم والتفكير النقدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على أن توظيف التكنولوجيا في الصفوف يحتاج «لفريق يطور محتوى إلكترونيا ويحول محتوى الكتب إلى مواد تفاعلية سهلة المتابعة من قبل الطالب، الأمر الذي يشجع الطالب على التعلم الذاتي والتفكير النقدي والتحليل والاستنتاج». وبذلك، يمكن القول إن إدخال التقنية إلى مجال التعليم ليس كافيا وحده، والحاجة أصبحت ملحّة إلى تطوير المنظومة التعليمية لتواكب متطلبات سوق العمل، وفق السبعلي. ويوضح: «هناك أكثر من محاولة للتعديل، ويطرح البعض منها فكرة تحويل محور التعليم من الأستاذ إلى الطالب. لأن قدرات الطلاب تتباين، والآن مع توفر الأدوات الذكية الداعمة للتعليم والشرح، أصبح الأستاذ قادرا على التماشي مع قدرات كل طالب». ويضيف: «مع هذا، نشأ التعلم المتمحور حول الطالب، وتحول دور الأستاذ من ناقل للمعرفة إلى محفز ومشرف ومسهل للتعلم التفاعلي والإبداع».

تبنٍّ عربي
وفي السياق الشرق أوسطي، تم تطبيق هذه التوصيات على مستويات متعددة، ولكنها ما زالت في البدايات. وبحسب الدكتور السبعلي، هناك دول عربية تبنتها أكثر من غيرها، وعلى رأسها الإمارات. حيث يوضح أن «هناك أكثر من مبادرة في الإمارات لإدخال التكنولوجيا إلى التعليم وتطوير المنظومة. ومنها (مبادرة الشيخ محمد بن راشد للتعليم الذكي)، وهناك وزارة التربية والمؤسسات المعنية، مثل مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة تنمية المعرفة في دبي، التي تعمل على وضع معايير للمدارس لإدخال الأنماط الحديثة من التعليم ضمن عملية التدريس، وأصبحت جزءا من التقييم السنوي للمدارس».
كما يعد افتتاح المدارس المتقدمة للتعلم الذكي في الرياض، نقلة نوعية للتعليم في المملكة وفي عالمنا العربي؛ إذ تقدم تعليماً منافساً بأبعاد تطبيقية وإعداد قاعدة علمية من المتعلمين يمتلكون مهارات المتعلم الباحث، مع مساعدتهم في اكتشاف مواهبهم وتنمية شغفهم بالعلم والتعلم.
لكن إدخال التكنولوجيا ليس كافيا، لأنها «عملية تغيير كاملة تحتاج إلى استراتيجية تتواكب مع طريقة تطوير أساليب التعليم وتدريب الأساتذة على طريقة استخدام التكنولوجيا أيضا»، وفق السبعلي. ويوضح أن «استبدال لوح ذكي بالسبورة غير كاف لإجراء نقلة نوعية في منظومة التعليم».

ضرورة تعديل المناهج
ويجب أن يطرأ التغيير على أكثر من محور، لكن المحور الرئيسي هو المناهج. ويقول الخبير التعليمي: «المناهج لطالما اعتمدت على التلقين أو الحفظ، ولا يواكب ذلك التغيرات». ويتابع: «نحن في حاجة لمناهج تشجع الابتكار والتحليل، ويجب أن تبتعد عن الحشو، وتمنح الطالب مجالا أكبر للتمرس في مهارات القرن الحادي والعشرين، وعلى رأسها روح البحث العلمي». ويستطرد: «اليوم بات التعلم مستمرا حتى في سوق العمل، والمهارات التي قد يوفرها له التعديل قد تضمن له عملا لائقا في المستقبل».
ويرى السبعلي أن إحدى العوائق الأساسية التي تعرقل تعديل المناهج مفهوم الامتحان، خصوصا بالصفوف التي فيها امتحانات رسمية. ويوضح: «لا نستطيع تطوير المناهج دون تغيير مفهوم الامتحان، لأنه يعتمد على التسميع واختبار الكمّ الذي استطاع الطالب حفظه»، ويستطرد قائلا: «بل يجب اختبار مدارك التفكير النقدي للطالب، وقدراته على إيجاد الحلول الإبداعية».

دمج الطلبة بسوق العمل
استخلص إصدار عن منظمة العمل الدولية (ILO) عقب انعقاد الاجتماع العربي الثلاثي حول مستقبل العمل في بيروت في 3 أبريل (نيسان) الماضي، أن التغير التكنولوجي من المحركات الأساسية للنمو والتنمية، وأن التغيرات التكنولوجية الطارئة على سوق العمل ستؤدي إلى إلغاء بعض الوظائف، وخلق وظائف جديدة، وتعديل شكل بعض الوظائف الحالية. ويرافق هذه التغييرات سلسلة من التحديات للطلاب الذين سيدخلون سوق العمل، مما يجعل الحاجة ملحة لتحصنهم بمهارات تواكب أحدث متطلبات السوق لتأمين فرص عمل لائقة لهم.
وفي هذا السياق يقول السبعلي: «اليوم سوق العمل بحاجة لخبرات ومهارات لم تكن موجودة قبل 5 سنوات، وستخلق حاجات مستقبلية أيضا». ويضيف: «على الطالب المقبل على دخول سوق العمل أن يكون مرنا وجاهزا للتأقلم مع التغيرات المستمرة». ويوضح السبعلي أن «مفهوم الأمية اليوم تغير إلى من يستطيع أن يتعلم، ويعاود التعلم من جديد».
ومع دخولنا إلى العصر ما بعد الصناعي، عصر تطوير تطبيق من لا شيء وبيعه بالمليارات من خلال الإبداع بتوظيف التكنولوجيا، أتيحت للناس فرصة خلق قطاعات جديدة أو تطوير قطاعات موجودة. ومع أن هذا التحول لم يؤثر على الاقتصادات العربية بعد، وفق الخبير التعليمي، لكن التغيير قادم، مما سيضغط على مجال التعليم ويلح لتعديله. فالرأسمال البشري للدول يقاس بمعيار مدى تأقلم الناس مع التغييرات وقدرتهم على حل المشكلات والتحليل والبحث العلمي وإنتاج أفكار وحلول غير مألوفة. ويؤكد السبعلي على أن «هذه المعايير يجب أن تبدأ في المدرسة ثم الجامعة ثم سوق العمل».

نظرة مستقبلية
استخلصت دراسة أجرتها جامعة كامبردج البريطانية في عام 2016 أن 70 في المائة من الخريجين يعتقدون أنهم يمتلكون مهارات جيدة للتفكير النقدي. بينما يعتقد 25 في المائة فقط من المديرين أن هؤلاء الخريجين الجدد يمتلكون مستوى جيدا من التفكير النقدي، مما يفتح باب التساؤل عن إمكانات الخريجين للاندماج في سوق العمل الجديدة والتأقلم مع متطلباتها.
التحدي عالمي، وعربي... و«في حال طبقت التعديلات على المنظومة التعليمية، فسيكون لها تأثير مخيف يؤدي إلى تطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وتخريج مجموعة من الكفاءات الحديثة التي تخلق الوظائف، رواد أعمال بمعنى آخر، يبتكرون أفكارا جديدة»، حسب ما يراه الدكتور السبعلي. ويضيف: «من يقتحم هذا المجال أولا ويضع استراتيجية متكاملة للعناصر التي ذكرناها بطريقة تدريجية، فسيكون ضمن منظومة التأثير المباشر على الاقتصاد وعلى نمو قطاعات موجودة وإيجاد قطاعات جديدة». ويستطرد: «الدول التي ستبقى على الأنماط القديمة، ستعاني مستقبلا من البطالة المقنعة أو البطالة الواضحة، لأن الخريجين لن يكونوا جاهزين لسوق العمل». ويختتم حديثه مؤكدا ضرورة «تحويل التطورات الطارئة في العالم إلى فرصة لإعادة هيكلة التعليم وتجهيز جيل جديد من الخريجين لإحداث تحول استراتيجي نحو وضع أفضل».

مدارس فنلندا... تجربة رائدة في إعادة هيكلة المنظومة
كان تحول النظام التعليمي الفنلندي قد بدأ منذ قرابة 40 عاماً كمحفز أساسي في إطار خطة للتعافي الاقتصادي بالبلاد. ولم يدرك القائمون على التعليم مدى نجاح هذه الإجراءات حتى عام 2000، عندما أظهرت النتائج الأولى لبرنامج التقييم الدولي للطلاب، المعروف اختصاراً باسم «بي آي إس إيه»، أن الطلاب الفنلنديين الأفضل قراءة على مستوى العالم. وبعد 3 سنوات، تصدر الطلاب الفنلنديون طلبة العالم في الرياضيات. وبحلول عام 2006، جاءت فنلندا في المرتبة الأولى من بين 57 دولة (وقليل من المدن) بمجال العلوم. واحتل النظام المدرسي هناك باستمرار صدارة قوائم الترتيب الدولي للأنظمة التعليمية.
والسؤال هنا: كيف نجحوا في ذلك؟
لقد تحقق ذلك من خلال السير عكس اتجاه النموذج المركزي المعتمد على التقييم الذي يعتمد عليه كثير من الدول الغربية. وفيما يلي الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها النموذج الفنلندي الحديث:
- الأطفال الفنلنديون لا يرتادون المدرسة حتى سن السابعة.
- نادراً ما يخوض الطلاب امتحانات أو يؤدون واجبات منزلية حتى منتصف فترة المراهقة تقريباً.
- لا يجري تقييم الأطفال مطلقاً خلال السنوات الأولى من التعليم.
- يوجد اختبار واحد معياري داخل فنلندا، يخوضه الأطفال في سن الـ16.
- جميع الأطفال، سواء كانوا متفوقين أم لا، يجري تعليمهم داخل الفصول ذاتها.
- الفصول العلمية لا تضم أكثر من 16 طالباً بحيث يتمكنون من إجراء تجارب عملية.
- يقضي المدرسون 4 ساعات فقط داخل الفصل الدراسي يومياً، ويخصصون ساعتين أسبوعياً لنشاطات «التنمية المهنية».
- يحصل طلبة المدارس الابتدائية على فترة استراحة لمدة 75 دقيقة يومياً في فنلندا، مقارنة بمتوسط 27 دقيقة بالولايات المتحدة.
- يحظى نظام المدارس بتمويل حكومي كامل.
- يجب أن يكون جميع المدرسين حاصلين على درجة الماجستير، التي تتولى الحكومة تحمل تكاليفها بالكامل.
- المنهج التعليمي الوطني عبارة عن خطوط عامة واسعة لا تقوم على التحفيظ والتلقين.
- يجري اختيار المدرسين من بين الـ10 في المائة الأوائل من الخريجين.
- 66 في المائة من طلاب المدارس يلتحقون بالجامعات.
- الفارق بين أقوى وأضعف الطلاب الأدنى عالمياً.
- 93 في المائة من الفنلنديين يتخرجون في المدارس الثانوية.
- 43 في المائة من خريجي المدارس الثانوية في فنلندا يرتادون مدارس تأهيل مهني.



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.