إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي

سيف الإسلام القذافي بعد اعتقاله في الزنتان عام 2011 (أ.ب)
سيف الإسلام القذافي بعد اعتقاله في الزنتان عام 2011 (أ.ب)
TT

إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي

سيف الإسلام القذافي بعد اعتقاله في الزنتان عام 2011 (أ.ب)
سيف الإسلام القذافي بعد اعتقاله في الزنتان عام 2011 (أ.ب)

أعلنت مجموعة ليبية مسلحة مساء أمس (السبت)، أنها أطلقت سراح سيف الإسلام القذافي، النجل الأصغر للعقيد الليبي الراحل، الذي كانت صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، وحكمت محكمة في طرابلس عليه بالإعدام.
وقالت «كتيبة أبو بكر الصديق»، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي تسيطر على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غربي طرابلس) إن سيف الإسلام أطلق سراحه مساء الجمعة (الموافق الرابع عشر من رمضان) طبقاً لقانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا.
وأوضحت الكتيبة في بيان لها على «فيسبوك»: «قررنا إخلاء سبيل السيد سيف الإسلام معمر القذافي، وهو حر طليق، ونؤكد على أنه غادر مدينة الزنتان».
وتسيطر على مدينة الزنتان جماعات مسلحة معارضة لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي تتخذ من طرابلس مقراً، والمعترف بها من المجتمع الدولي. وتجهد حكومة الوفاق لتثبيت سلطتها على كامل أنحاء البلاد الغارقة في الفوضى.
وسيف الإسلام هو أبرز أبناء القذافي الذي قاد ليبيا بيد من حديد طوال 42 عاماً.
وُلِد سيف الإسلام في الخامس والعشرين من يونيو (حزيران) 1972 في طرابلس، ولم يكن يشغل منصباً رسمياً غير أنه مثّل ليبيا مراراً في مفاوضات دولية، خصوصاً تلك المتعلقة باتفاقات التعويض على عائلات ضحايا اعتداء لوكيربي وضحايا اعتداء 10 سبتمبر (أيلول) 1989 الذي استهدف رحلة «يو تي إيه 772».
كذلك، برز خلال وساطته في قضية الممرضات البلغاريات اللواتي أفرج عنهن في يوليو (تموز) 2007 بعد اعتقالهن في ليبيا لأكثر من ثماني سنوات.
وعرض سيف الإسلام في السابق مشروعاً لتحديث البلاد، ما أعاد وقتذاك إحياء التكهنات حول مسألة خلافته لوالده.
ونشط سيف الإسلام بشكل كبير في فبراير (شباط) 2011 خلال اندلاع الثورة في ليبيا وحاول جاهداً إنقاذ النظام الديكتاتوري الذي أنشأه والده.
وفي يونيو 2011، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، متهمة إياه بتأدية «دور رئيسي في تنفيذ خطة» وضعها والده وتستهدف «قمع» الانتفاضة الشعبية «بكل الوسائل».
واعتقل سيف الإسلام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على أيدي متمردين سابقين في الزنتان.
وفي يوليو 2015 حكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام بسبب دوره في القمع الدموي لانتفاضة عام 2011، وذلك إثر محاكمة نددت بها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان. وتتنازع السلطات الليبية المعترف بها دولياً، والمحكمة الجنائية الدولية صلاحية محاكمته.
وفي يوليو 2016 قال محامو سيف الإسلام إن موكلهم أُفرج عنه بموجب عفو أصدرته السلطات الليبية غير المعترف بها في شرق البلاد.
غير أن حكومة الوفاق الوطني الليبية سارعت وقتذاك إلى التشديد على أن هذا العفو الصادر في أبريل (نيسان) 2016 لا يمكن تطبيقه على أشخاص متهمين بجرائم ضد الإنسانية، مثل سيف الإسلام القذافي.
ومنذ سقوط نظام القذافي تنتشر الميليشيات في ليبيا التي تشهد أعمال عنف ونزاعاً على السلطة.
في المجموع، قُتل ثلاثة من أبناء القذافي السبعة خلال الثورة. وأحد الناجين من بينهم، الساعدي القذافي، يُحاكَم في ليبيا بسبب تورطه في القمع الدامي لثورة عام 2011.
أما أرملة العقيد الراحل، صفية فركاش، فلجأت مع ثلاثة من أبنائها إلى الجزائر ثم سلطنة عمان.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.