وزير الإعلام المغربي يعد بإخراج قوانين تنظم قطاع الصحافة وتحمي مصادر الصحافيين أمام القضاء وتجنبهم العقوبات السالبة

مديرو صحف ونقابيون ينتقدون تدهور حرية الإعلام

مصطفى الخلفي وزير الإعلام المغربي يتحدث في ندوة حول واقع الإعلام في بلاده مساء أول من أمس في الرباط وبدت إلى جانبه النائبة حسناء أبو زيد (تصوير: مصطفى حبيس)
مصطفى الخلفي وزير الإعلام المغربي يتحدث في ندوة حول واقع الإعلام في بلاده مساء أول من أمس في الرباط وبدت إلى جانبه النائبة حسناء أبو زيد (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

وزير الإعلام المغربي يعد بإخراج قوانين تنظم قطاع الصحافة وتحمي مصادر الصحافيين أمام القضاء وتجنبهم العقوبات السالبة

مصطفى الخلفي وزير الإعلام المغربي يتحدث في ندوة حول واقع الإعلام في بلاده مساء أول من أمس في الرباط وبدت إلى جانبه النائبة حسناء أبو زيد (تصوير: مصطفى حبيس)
مصطفى الخلفي وزير الإعلام المغربي يتحدث في ندوة حول واقع الإعلام في بلاده مساء أول من أمس في الرباط وبدت إلى جانبه النائبة حسناء أبو زيد (تصوير: مصطفى حبيس)

بشر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية بإخراج الحكومة لقوانين تنظم الجسم الصحافي، وتحمي مصادر معلومات الصحافيين أمام القضاء، وتجنبهم عقوبات سالبة للحريات.
وأعلن الخلفي مساء أول من أمس خلال ندوة نظمها الموقع الإلكتروني المغربي «هسبريس» في الرباط أن الحكومة أحالت مسودة مدونة الصحافة على النقابة الوطنية للصحافيين، وفيدرالية الناشرين، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لإبداء ملاحظاتهم عليها قبل تضمينها المشروع الحكومي في صيغته النهائية.
واعترف الخلفي بأن «المشكلة الأساسية التي تعرقل تقدم حرية الصحافة في المغرب، تعود إلى البيئة القانونية»، التي وصفها بـ«المتخلفة عن طموحات دستور 2011»، معلنا وجود إرادة سياسية جامحة لدى الدولة للقيام بإصلاحات جذرية للمنظومة الإعلامية بمختلف أشكالها.
وأكد الخلفي أن الحكومة «لا تريد التغطية على الفساد أو تبرير حالات الاعتداء على الصحافيين»، التي عدها «أمرا مرفوضا وغير مقبول»، بيد أن ذلك لا يمنع، حسب وزير الاتصال، الاعتراف للحكومة بتحقيق إنجازات مهمة للصحافيين والمؤسسات الإعلامية.
وأبرز الخلفي أن هدفه الأساسي خلال تدبيره لشؤون الإعلام هو إلغاء وزارة الاتصال من التشكيلة الحكومية وإلحاقها بأحد القطاعات الحكومية كما هو معمول به في بعض الديمقراطيات العريقة.
وانتقد الخلفي المطالب التي تنادي بتغيير مسؤولين في الإعلام العمومي يخالفون توجهات الحكومة، عادا أن أي تدخل للوزير في الإعلام العمومي سيستبطن توجهات تحكمية، مضيفا أنه لن يتدخل إلا وفق ما يسمح به القانون.
وحذر الخلفي وسائل الإعلام من الاستمرار في الهجوم على رئيس الحكومة، وقال إن «رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران قرر، من الآن فصاعدا، أن يدافع عن نفسه بنفسه، لأن الصحافة ليست مقدسة، ومن حق رئيس الحكومة أن يعبّر عن رأيه».
وظهرت مؤشرات خلال آخر خروج له أمام المسؤولين المحليين لحزبه تؤكد المنحى الدفاعي لرئيس الحكومة حيث اتهم بعض المنابر الإعلامية بممارسة حرب بالوكالة ضد سياسته.
في سياق ذلك، وجه مديرو صحف ونقابيون ورجال أعمال انتقادات لاذعة بشأن تدهور الحريات الإعلامية. ونبه توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة «أخبار اليوم» إلى هشاشة البيئة القضائية، ودورها في الحد من الحريات الإعلامية، عادا أن رجال الإعلام يبقون الحلقة الأضعف أمام المحاكم في حال حدوث نزاعات، خصوصا في ظل وجود نصوص قانونية لا تضمن لهم حتى الحق في الدفاع عن أنفسهم.
ولام بوعشرين الدور السيئ للبيئة الاقتصادية على حريات الإعلام عبر سلاح الإعلانات الذي أضحى «سلاحا حقيقيا يؤثر على خطوط التحرير».
من جهته، وجه رجل الأعمال كريم التازي، الذي كان من أكبر مؤيدي وصول الإسلاميين لقيادة الحكومة، انتقادات لاذعة لحكومة عبد الإله ابن كيران، واتهمها بالتراجع عن مشروع الإصلاح، ووصف أعضاءها بمجرد كراكيز «أراجوزات».
وذكر التازي أن الحكومة باعت للمغاربة شعار محاربة الفساد والاستبداد وصدقوها، والآن تحاول تبرير الفساد والاستبداد.
بدوره، هاجم عبد الله البقالي، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافيين، والنائب في البرلمان، تلكؤ الحكومة في وضع بنية إعلامية متكاملة. وقال البقالي، وهو نائب برلماني ينتمي لحزب الاستقلال المعارض، إن الصحافة تتعامل مع قضاء لا يفقه شيئا في الثقافة الإعلامية، مشيرا إلى أن «القاضي يتعامل مع الصحافي كمتهم حق عام»، وطالب البقالي بإحداث قضاء متخصص.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.