محاولات علمية لفهم آليات إفراغ المعدة

«عملية إفراغ المعدة» Gastric Emptying هي خطوة محورية في تنظيم عملية الهضم لأن المعدة إضافة إلى أنها تلعب دوراً مهماً وأساسياً في استقبال كمية الطعام والشراب التي تدخل إلى الجسم، فإنها تلعب دور الحارس لتوزيع تلقي الأمعاء الدقيقة لتلك العناصر الغذائية التي تم بلعها وإدخالها إلى الجسم وذلك من أجل جعل عملية هضم وامتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء تتم بسلاسة وراحة وفائدة للجهاز الهضمي وللجسم ككل. ولذا فإن عملية إفراغ المعدة تحدد مدى سرعة وصول الأطعمة والمشروبات الموجودة في المعدة إلى الأمعاء الدقيقة كي تتم المراحل التالية من عملية الهضم والبدء بعمليات امتصاص العناصر الغذائية والسوائل.
وديناميكية حركة جريان محتويان المعدة نحو الأمعاء الدقيقة لا تزال في كثير من جوانبها غامضة للباحثين الطبيين على الرغم من حصول الكثير من أنواع الاضطرابات في هذه العملية الحيوية وعلى الرغم من ملاحظة التأثيرات المختلفة لمختلف أنواع الأطعمة في مجريات أحداث هذه العملية لإفراغ المعدة وتسهيل الهضم.
ولكن ما هو أكيد علمياً حتى هذه اللحظة، وفق ما دلت عليه نتائج الدراسات العلمية التي استخدمت تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، أن السوائل تخرج من المعدة بشكل أسرع من الأطعمة الصلبة نسبياً، وتحديداً أنه حينما لا تكون السوائل وقطع الطعام الصلبة متجانسة في المزج والخلط فإن السوائل يتم فلترتها (ترشيحها) كما لو تكن تعبر عبر منخل الغربال بسرعة وتغادر المعدة إلى الأمعاء، وهو ما يُمكن إبطاؤه والتحكم فيه عبر مزج السوائل بقطع الطعام جيداً لتكون كتلة الطعام متجانسة في محتواها من كالوري السعرات الحرارية Homogeneous Caloric Food. كما دلت نتائج التجارب العلمية على أن وجود الدهون ضمن مكونات ما تحتويه المعدة يبطئ من عملية إفراغ المعدة. وأيضاً أن وجود بعض من أنواع البهارات، مثل القرفة، أو الدارسين، يعمل كذلك على إبطاء نشاط عملية إفراغ المعدة، وأن هناك أنواعاً من الأطعمة هي بالفعل أسرع من غيرها في مغادرة المعدة مثل البقدونس والبطيخ مقارنة بالأناناس والشمام.