«النحات»... أول من أطلق البوتوكس في فرنسا

هايوت: مستقبل التجميل هو الدهن

هايوت في عيادته - قبل وبعد حقن الدهون
هايوت في عيادته - قبل وبعد حقن الدهون
TT

«النحات»... أول من أطلق البوتوكس في فرنسا

هايوت في عيادته - قبل وبعد حقن الدهون
هايوت في عيادته - قبل وبعد حقن الدهون

ارتبط اسم الدكتور الفرنسي برنار هايوت بإطلاقه البوتوكس في فرنسا قبل نحو 25 عاما، وهذا الإنجاز جعله من بين ألمع الأسماء في عالم التجميل، وبعد أن صنع اسمه انطلاقا من باريس، افتتح اليوم عيادته الخاصة في لندن مع فريق عمله المؤلف من خمسة أطباء رافقوه في مسيرته لأكثر من عشرين عاما ليكون كل طبيب مختصا في مجال مختلف؛ لأن فلسفة الدكتور هايوت تتمحور حول التخصصية؛ إذ يعتقد بأنه لا يمكن أن يبرع الطبيب في جميع المجالات وفي جميع الجراحات، ولا بد أن يكون كل طبيب متخصصا في منطقة معينة من الجسم.
التقت «الشرق الأوسط» الدكتور هايوت في عيادته الجديدة Epilium & Skin الواقعة في جورج ستريت في منطقة ماريلبون في وسط لندن، واستقبلنا بابتسامة عريضة وباستقبال دافئ لا يشبه الاستقبال الأوروبي ليتبين بعدها أنه من أصل مغربي، وتحديدا من مدينة كازابلانكا الذي يعشقها ولا يزال يتردد إليها باستمرار، ولو أنه عاش معظم حياته في فرنسا متنقلا ما بين البرازيل وكوريا والولايات المتحدة، مكتسبا خبرته من أهم الجراحين أمثال الدكتور سيدني كولمان أول من فهم سبب ترهل الوجه وظهور الشيخوخة وخسارة النضارة؛ مما يؤدي إلى ضعف الوجه ليبدو أقل شبابا وارتأى بأن الحل هو الحقن بالدهن أو ما يعرف بـ Lipofilling ومنذ ذلك الوقت وهذا العلاج آخذ في التطور، وبرأي الدكتور هايوت فالدهن هو مستقبل التجميل لأنه ليس من أنصار حقن الوجه بمادة الـHyaluronic Acid ويرفض استخدامها قطعيا في محيط منطقة العين، وتحديدا تحتها لأن هذه المادة تتحول بعد فترة من حقنها إلى لون داكن يمكن رؤيته، ويشكل نوعا من الهالات السوداء، ويفضل الدكتور هايوت حقن منطقة العين بالدهن ويرى أنها الطريقة الأفضل للتخلص من التجوف تحت العين والهالات في وقت واحد.
بما أن العيون تكشف السن ولا تخفي الشيخوخة فكان لا بد من الحصول على رأي الدكتور بأفضل حل وأفضل جراحة لترهل الجفن، وأجاب الدكتور هايوت بأنه أولا لا يوجد عمر معين للعناية بجفن العين؛ لأن الأمر وراثي وقد يكون المرء في حاجة إلى تحسين شكل الجفن المتدلي في سن مبكرة، وشدد الدكتور على أنه ضد إجراء عملية جراحية لقطع الجفن والتخلص منه نهائيا (وعرض علينا صورة الممثلة الأميركية رونيه زيلويغر، كيف تغير شكل وجهها وعينيها بعدما أجرت عملية استئصال الجفن). ويعتقد الدكتور أن حقن الجفن بالدهن هو الحل الأفضل، وفلسفته منطقية لأنه يقول إن الإنسان يولد وهو طفل بجفن فوق العين ومع العمر يخسر الجفن مادة الكولاجين التي ترفعه إلى أعلى مما يتسبب في ظهوره على شكل متدل إلى أسفل؛ لذا من السهل جدا إعادة نضارة الجفن من خلال حقنه بالدهن.
وهذا العلاج تطور كثيرا، ففي الماضي كان الدهن الذي يستأصل من منطقة البطن أو الركبة ويتم فصله عن الزيت في الدم، وهذا النظام كان يتسبب في الحصول على دهن مليف Fibrosis وسميك جدا، وكان من الصعب استخدام إبر رفيعة للتحكم بالحقن في أماكن ضيقة وحساسة مثل منطقة العين وحول الفم، أما اليوم فتغير هذا الأسلوب، من خلال تصفية الدهن وغسله وتنظيفه بواسطة مصل خاص لاستخراج الدم والشوائب منه.
ومستحلب الخلايا الدهنية هو عبارة عن فلتر خاص يعمل على كسر وتصفية الدهن، وجوهر الدهن يضم خلايا خفيفة يمكن حقنها بواسطة إبر رفيعة جدا للتمكن من نفخ أصغر وأصعب الأماكن في الوجه وهذا ما يعرف باسم Nano - Lipostructure أو Mesolift.
ويقول الدكتور هايوت إنه في الماضي كان حقن الوجه بإبر عريضة الحجم تتسبب بنوع من الكدمات للبشرة، أما اليوم فمن الممكن القيام بحقن كافة الأماكن في الوجه ومزاولة النهار بطريقة طبيعية.
ويرى الدكتور نفسه على أنه أشبه بمرمم لوحات فنية، فيعمل على استخراج الجمال دون أن ترك أي أثر لذلك، وهذا نراه في العمليات التي قام بها فهو يكره الوجه المشدود الخالي من التعابير ويعتقد بأن البوتوكس لا يزال الرائد في عالم التجميل دون اللجوء للجراحة، لكنه يشدد على أن حقن الوجه بالبوتوكس يظنه البعض سهلا، ولكنه في الواقع يحتم على طبيب التجميل بأن يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال؛ لأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب التنبه إليها مثل الكمية والنوعية والأماكن التي يمكن حقن الوجه بها وبخاصة في منطقة العين، فلا يجوز حقن أسفل نصف العين؛ لأن ذلك يتسبب في تجمع التجاعيد في الوسط.
كما شرح عن نوعية البوتوكس قائلا إنه لا يستعمل البوتوكس الصيني، وأنه يستعمل البوتوكس الأصلي.
وعن الجيوب تحت العين يرى الدكتور هايوت، أنه يقرر أثناء لقائه المريض عما إذا كان هذا الأخير في حاجة إلى عملية لاستئصال الجيوب المنتفخة، ويرفض إجراء العملية في حال رأى بأن المريض ليس في حاجة إليها؛ لأنه يرى في المرضى دعاية لعمله، ويرفض بأن يشوه اسمه أو صورته من أجل المال.
ولكن، وبحسب رأي الدكتور، هناك حالات لا بد من تدخل الجراحة فيها واستئصال الجيوب وحقن منطقة العين بالدهن لكي تبدو هذه المنطقة أكثر نضارة.
وفي هذه الأيام نسمع الكثير عن انتشار أسلوب شد الوجه بواسطة الخيط، فيقول الدكتور إن هذا الأسلوب بدأ في السبعينات، لكنه تطور كثيرا، واليوم أصبح أسهل على المريض، ولكنه يرفض زرع الخيط في محيط العين، ويقول إن هذا العلاج لا يحل مكان عملية شد الوجه Face Lift إنما يكون مفيدا في حالات ترهل الجلد في منطقة الذقن وأعلى الرقبة مع الاستعانة بمادة البوتوكس، وفي الماضي كان الخيط سميكا جدا، وكان من السهل رؤيته تحت الجلد، أما اليوم فأصبح رقيقا جديدا يتم غرزه بإبرة رفيعة جدا ويربط تحت الجلد بواسطة قمع من البلاستيك صغير جدا. وهو يستخدم Silhouette Soft Thread وشدد على أن النتيجة ليست مثل النتيجة التي نحصل عليها بعد شد الوجه، كما شرح عن علاج الـUlthera وهي عبارة عن ماكينة تشد الوجه، وقال و«بصراحة» إن هذا العلاج غالي الثمن وهو يملك الماكينة، لكنه ينصح مرضاه بعدم تبذير أموالها على هذا العلاج والاستعاضة عنه بشد الوجه وبالتكلفة نفسها.
وعند التكلم عن مادة الـHyaluronic Acid ترى وجه الدكتور يتوتر كلما سمع بها، والسبب هو إفراط بعض السيدات العربيات في حقنها في وجوههن، ويقول إن هناك الكثير من السيدات اللاتي يأتين إليه لاستئصال هذه المادة التي تتحول مع الوقت إلى كتل لا يمكن التخلص منها إلا من خلال عميلة جراحية، وهنا يشدد الدكتور على أنه لا يجوز حقن الوجه بالدهن فوق هذه المادة إنما يجب استئصالها أولا وترك الوجه ليرتاح مدة أسبوعين ليتمكن الطبيب من حقن الدهن من جديد.
وعن سؤالنا عما إذا كان الدهن يتأثر بزيادة الوزن، أجاب الدكتور بأنه يتأثر في حال زاد وزن المريض 15 أو 20 كيلوغراما وهذا الأمر لا يحل كثيرا.
وعن عيادته في لندن يقول إنها تتميز عن غيرها؛ لأن جميع الأطباء العاملين فيها هم فرنسيون، كما أن كل طبيب متخصص بمجاله، وابتداء من شهر سبتمبر (أيلول) سيكون بإمكان المرضى إجراء العمليات الجراحية في مستشفى «ويموث» في وسط لندن؛ لأنه يرفض إجراء العميلات الجراحية التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر إلا في مستشفى يستوفي كل الشروط ويقوم في عيادته بعلاجات بسيطة مثل البوتوكس والحقن بالدهن وزرع الشعر والتخلص من الشعر الزائد والعناية بالبشرة بواسطة الليزر.
وبرأي الدكتور هايوت، فإن الطبيب الجيد هو الذي يكتفي بإجراء عدد قليل من العمليات الجراحية في اليوم الواحد، وإلا فيتحول إلى ماكينة لا تميز بين مريض وآخر.
وعن المنطقة المحيطة بالفم والشفاه، يقول الدكتور إن هذه المنطقة عادة ما نجدها منسية لأنه يتم التركيز على منطقة العين، فهو ينصح بحقن المنطقة المحيطة بالفم وأعلى الشفاه بالبوتوكس لتفادي ظهور التجاعيد في هذه المنطقة، على أن يتم حقن كميات قليلة جدا.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».