الانتخابات البريطانية انطلقت: الأمن في صدارة الاهتمامات

البريطانيون ينتخبون رئيس وزرائهم (إ.ب.أ)
البريطانيون ينتخبون رئيس وزرائهم (إ.ب.أ)
TT

الانتخابات البريطانية انطلقت: الأمن في صدارة الاهتمامات

البريطانيون ينتخبون رئيس وزرائهم (إ.ب.أ)
البريطانيون ينتخبون رئيس وزرائهم (إ.ب.أ)

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم (الخميس) أمام الناخبين البريطانيين لاختيار أعضاء البرلمان في انتخابات مبكرة دعت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وسط إجراءات أمنية مشددة جداً بعد ثلاثة اعتداءات شهدتها البلاد منذ نهاية مارس (آذار) الماضي.
وتحول في الأسابيع الأخيرة الملف الأمني إلى صدارة اهتمامات الناخبين وكذلك الحملات الانتخابية تحت صدمة اعتداءات لندن ومانشستر، متقدما على ملف الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ملفات الهجرة والصحة والضمان الاجتماعي والأمن.
ومن المتوقع أن يدلي نحو ثلثي الناخبين الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 47 مليون ناخب، بأصواتهم في الانتخابات بعد أن فتحت صباحاً مراكز الاقتراع. ولن تصدر أي أرقام عن استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع قبل انتهاء التصويت. أما النتيجة النهائية فيفترض أن تعلن فجر غد الجمعة.
ويجري هذا الاقتراع قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولاية رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي التي تأمل في تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن بريكست مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين، لكن استطلاعات الرأي تكشف أن الفارق بينهم وبين حزب العمال بقيادة جيريمي كوربن تقلص بمقدار النصف على الأقل، بعدما كان أكثر من عشرين نقطة عند الإعلان عن الانتخابات المبكرة في أبريل (نيسان) الماضي.
وتأمل تيريزا ماي التي تولت رئاسة الحكومة خلفا لديفيد كاميرون بعد الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 في تعزيز الأغلبية التي تتمتع بها في البرلمان بفارق 17 صوتا لتتجنب أي تمرد في معسكرها عند التفاوض حول بريكست «شاق».
مفاجأة كوربن
أما خصمها العمالي جيريمي كوربن أحد أعمدة الجناح اليساري في حزب العمال ولم يشغل في الماضي أي منصب وزاري، فلا يشكك في «بريكست كواقع»، لكنه يريد تبني موقف أكثر تصالحا مع المفوضية الأوروبية والمحافظة على منفذ إلى السوق الأوروبية الواحدة.
ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن كوربن الذي كانت استطلاعات للرأي تتوقع له هزيمة فادحة في بداية الحملة وانتقادات في صفوف حزبه وتعليقات ساخرة في الصحافة المحافظة، قد يشكل مفاجأة الانتخابات التشريعية، بعدما خاض حملة شديدة الحماسة ونال تأييد الناخبين لنزاهته ونهجه الاجتماعي.
ضعف ماي
إلى ذلك، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ماي بدت غير مرتاحة في ممارسة مهامها، مكتفية بالحد الأدنى المطلوب على صعيد التواصل مع الناس، ورافضة خوض مناظرة تلفزيونية مع خصمها جيريمي كوربن. وإن كانت تشبه أحيانا كثيرة بمارغريت ثاتشر، إلا أن ماي تبدو أقرب إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهي مثلها ابنة قس محافظة وبراغماتية، متزوجة منذ وقت طويل ولا أولاد لها. إلا أنهما على موقف متعارض كليا تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ تعارضه ميركل بشكل صريح في حين تدافع عنه ماي وتصل إلى حد القول عنه إن «الأضداد تتجاذب».
وكان أحد أبرز المعلقين التلفزيونيين جيريمي باكسمان هاجمها بشأن تبديل مواقفها خلال الحملة الانتخابية. وقال لها خلال برنامج تبثه شبكتا «سكاي نيوز» و«تشانل 4» «لو كنت جالسا في بروكسل وأنظر إليك وأنا أفكر أنك الطرف الذي سأتفاوض معه، لقلت لنفسي إنك متعجرفة تنهار عند أول بوادر معركة».
إجراءات أمنية
وقالت السلطات إنها ستفرض إجراءات أمنية «بالغة المرونة» في لندن ليتاح نشر قوات للشرطة بالسرعة القصوى، بعد خمسة أيام على اعتداء أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في العاصمة البريطانية.
وبالتزامن مع انطلاق الانتخابات أعلنت الشرطة البريطانية فجر اليوم (الخميس) في بيان أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص جدد في أحد شوارع إيلفورد في شرق لندن في إطار التحقيق في الاعتداء الجهادي الذي استهدف لندن مساء السبت وأوقع ثمانية قتلى.
وجاء اعتقال الرجال الثلاثة قبيل بدء الانتخابات حيث تطرح تساؤلات متزايدة بشأن فاعلية أجهزة الأمن البريطانية، بعد وقوع ثلاثة اعتداءات خلال أقل من ثلاثة أشهر. ويرى المحللون أن المحافظين الذين يعتبرون «أكثر صلابة» في القضايا الأمنية يواجهون انتقادات لأنهم لم يتمكنوا من منع وقوع هذه الهجمات ولأنهم ألغوا عشرين ألف وظيفة في أجهزة الشرطة منذ 2010.



الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات موردي الأسلحة الرئيسيين

بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
TT

الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات موردي الأسلحة الرئيسيين

بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)

تعززت مبيعات كبار موردي الأسلحة في العام الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا وغزة والتوترات في آسيا، مع زيادات ملحوظة للشركات المصنعة في روسيا والشرق الأوسط، وفقا لتقرير لمعهد سيبري نُشر الاثنين.

وبلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 4,2%، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري). وهي كانت قد تراجعت في عام 2022 بسبب عدم قدرة هذه الشركات العالمية العملاقة على تلبية الزيادة في الطلب، لكن العديد منها تمكن من إعادة إحياء إنتاجه في عام 2023، حسب التقرير.

وفي دليل على هذه الطفرة في الطلب، حققت جميع هذه الشركات المئة مبيعات فردية تزيد عن مليار دولار في العام الماضي للمرة الأولى. وفي بيان، قال لورنزو سكارازاتو، الباحث بشؤون الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في برنامج سيبري، «كانت هناك زيادة ملحوظة في مبيعات الأسلحة عام 2023، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه عام 2024». وأضاف أن مبيعات أكبر 100 مجموعة في العالم «لا تعكس حتى الآن حجم الطلب بالكامل، وقد أطلق عدد كبير من الشركات حملات توظيف، ما يدل على تفاؤلها بالمستقبل».

وأشار معهد سيبري إلى أن الشركات المنتجة الأصغر حجما كانت أكثر فاعلية في تلبية هذا الطلب الجديد المرتبط بالحرب في غزة وأوكرانيا والتوترات المتزايدة في شرق آسيا وبرامج إعادة التسلح في مناطق أخرى. وأوضح نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عددا منها متخصص في مكون واحد أو يبني أنظمة تتطلب سلسلة توريد واحدة»، ما يتيح لها الاستجابة في سرعة أكبر.

وسجلت المجموعات الأميركية، المنتجة الرائدة في العالم، ارتفاعا في المبيعات بنسبة 2,5% عام 2023، ولا تزال تمثل نصف عائدات الأسلحة في العالم، حيث تحتل 41 شركة أميركية لائحة أكبر 100 شركة في العالم. في المقابل، سجلت لوكهيد مارتن (-1,6%) وRTX (ريثيون تكنولوجيز سابقا، -1.3%)، أكبر مجموعتين للأسلحة في العالم، انخفاضا في المبيعات. وقال تيان إنهما «غالبا ما تعتمدان على سلاسل توريد معقدة ومتعددة المستويات، ما يجعلهما عرضة لتحديات سلسلة التوريد التي استمرت في عام 2023».