هيئة الطيران السعودية: رحلات «القطرية» توقفت... وعليها إيجاد بدائل لمسافريها

توقعات بخسائر كبيرة تتكبدها الشركة خلال أيام

هيئة الطيران السعودية: رحلات «القطرية» توقفت... وعليها إيجاد بدائل لمسافريها
TT

هيئة الطيران السعودية: رحلات «القطرية» توقفت... وعليها إيجاد بدائل لمسافريها

هيئة الطيران السعودية: رحلات «القطرية» توقفت... وعليها إيجاد بدائل لمسافريها

سحبت هيئة الطيران المدني في السعودية الترخيص الذي يخول «شركة الطيران القطرية» ممارسة أعمال السفر والسياحة في السوق المحلية وتسيير رحلات دولية من بعض المدن السعودية، وبذلك تكون الشركة القطرية ملزمة بتوفير البدائل للمسافرين على متن رحلاتها.
وبحسب تقديرات هيئة الطيران، فإن عدد رحلات الخطوط السعودية شهريا من الرياض يقدر بنحو 77 رحلة، و77 رحلة آتية من الدوحة، فيما تقدر رحلات «الخطوط القطرية» للمملكة نحو 650 رحلة، بحكم أن «الخطوط القطرية» تصل إلى 9 وجهات تقريبا في السعودية، منها 4 رحلات يومية مجدولة لمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة لنقل المعتمرين. وذلك بحسب مصدر مطلع أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الرحلات مجدولة في شهر رمضان لنقل المعتمرين، بخلاف الرحلات الدولية التي تسيرها «الخطوط القطرية» من بعض المدن في المملكة.
وتعد السوق السعودية من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط لشركات السفر والطيران؛ إذ ينفق السعوديون قرابة 9 مليارات دولار سنويا في كثير من دول العالم، وتستحوذ قيمة تذاكر الطيران على نسبة من هذه المبالغ، الأمر الذي يدفع شركات الطيران لتقديم عروضها في مواسم الصيف لاقتطاع حصتها من حجم السفر المرتفع، إضافة إلى أن السعودية تحتضن قرابة 8 ملايين من العمالة الأجنبية من مختلف الجنسيات، ويتجه لها سنويا أكثر من 9 ملايين شخص ما بين حاج ومعتمر، وهذه قيمة مضافة تبحث عنها شركات الطيران.
وقال عبد الله الخريف، المتحدث باسم هيئة الطيران المدني في السعودية، لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة سحبت ترخيص «الخطوط القطرية» نهائيا، «وعليه؛ فإن الرحلات الدولية التي تسيرها من بعض المدن السعودية توقفت، وعلى المسافرين على هذه الرحلات بشكل مباشر أو من خلال (الخطوط السعودية) مراجعة الشركة القطرية لاستعادة قيمة التذاكر، أو البحث عن بدائل لنقل مسافريها».
وعن الإجراءات الجديدة لاستمرار التشغيل عبر الأجواء السعودية، أكد الخريف، أن هذه أمور فنية لشركات الطيران التي تريد عبور الأجواء السعودية، فعليها التواصل مع الهيئة خلال أسبوع لاستمرار التشغيل عبر الأجواء السعودية، وهذا إجراء فني صرف لعموم شركات الطيران لاتخاذ الإجراءات اللازمة في ذلك.
وحول رحلات «الخطوط القطرية» من مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، قال الخريف إن «تسيير الرحلات بعد مغادرة الطائرات القطرية، يكون عن طريق الشركة القطرية لإيجاد خط سير بديل، وذلك بهدف تحويل مسافريها على شركة طيران أخرى، أو يسترجع المسافرون قيمة تذاكر السفر على الطائرات القطرية، كل حسب وجهته، ومن ثم يقوم المسافرون بالحجز على خطوط جوية أخرى لنقلهم إلى وجهتهم».
وفي حين لم يقدر حجم الخسائر المتوقعة لشركة الطيران القطرية، فإن مختصين في الاقتصاد، أشاروا أن حجم الخسائر كبير في الأيام الأولى من تطبيق القرار؛ إذ سيتعين على الشركة إيجاد بدائل عاجلة لمسافريها على شركات طيران أخرى لجميع رحلاتها المجدولة على مدار العام من وإلى الأراضي السعودية، أو إعادة الأموال للمسافرين، وهذه خسائر أولية، بخلاف ما سينتج في الأيام المقبلة حول آلية التعامل مع موظفي الشركة، وما ستقدمه من تعويضات مالية، وإغلاق مكاتبها.
وهنا يقول الدكتور لؤي الطيار، الخبير في الشأن الاقتصادي، إنه من الصعب تقييم حجم الخسائر بشكل كامل وشامل في الأيام الأولى من منع «الخطوط القطرية» من العمل في السوق المحلية، موضحا أن الخسائر يمكن حصرها في نهاية السنة المالية، أو في النصف الأول من السنة المالية، الذي من خلاله ستتعرف الشركة على حجم المخاطر التي يمكن أن تستمر لتوقف رحلات الطيران في الوجهات الثلاث: السعودية، ودبي، والبحرين.
وقال الطيار إن السوق السعودية من أهم الأسواق التي تبحث عنها شركات النقل الجوي، وذلك لتوافر جميع المعطيات والتنوع في نمط وأعداد المسافرين، لذلك يتوقع أن يقدر حجم الخسائر بما بين 25 و35 في المائة من إجمالي قدرتها التشغيلية في المنطقة، وذلك جراء وقف رحلاتها فقط من السعودية، بخاصة أن عددا من السعوديين ورجال الأعمال لديهم رحلات مباشرة لشرق أوروبا؛ «لذا يتوقع أن يتضاعف حجم الخسائر مع استمرار قطع العلاقات».
وأشار الطيار إلى أن القوة الاقتصادية السعودية تستقطب جميع الشركات وفي جميع القطاعات، ومنها قطاع النقل الجوي، فهناك العشرات من الشركات التي تبحث عن مكان لاقتطاع حصتها من السوق المحلية في السفر والسياحة، التي تتجاوز 9 مليارات دولار، «هذه القيمة مع وقف السفر إلى دبي والمنامة والقاهرة، ستزيد من حجم الخسائر على الشركة القطرية، التي سترتفع تدريجيا بمرور الوقت».



مسح «بنك إنجلترا»: الشركات البريطانية تتوقع زيادة الأسعار وتقليص العمالة

نظرة عامة على الحي المالي في لندن (رويترز)
نظرة عامة على الحي المالي في لندن (رويترز)
TT

مسح «بنك إنجلترا»: الشركات البريطانية تتوقع زيادة الأسعار وتقليص العمالة

نظرة عامة على الحي المالي في لندن (رويترز)
نظرة عامة على الحي المالي في لندن (رويترز)

أظهر مسحٌ أجراه «بنك إنجلترا»، يوم الخميس، على أكثر من ألفَي شركة، أن الشركات البريطانية تتوقَّع رفعَ الأسعار وتقليص أعداد الموظفين رداً على زيادة مساهمات أصحاب العمل في الضمان الاجتماعي التي ستدخل حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) المقبل.

وأشارت النتائج إلى أن 61 في المائة من الشركات تتوقَّع انخفاضاً في الأرباح، و54 في المائة تخطِّط لزيادة الأسعار، و53 في المائة تتوقَّع تقليص العمالة، في حين تعتزم 39 في المائة منها تقليص زيادات الأجور؛ نتيجة لزيادة التأمين الوطني، التي تم إعلانها في موازنة 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقد أظهرت استطلاعات أخرى انخفاضاً في معنويات الأعمال وتراجعاً في نوايا التوظيف والاستثمار، منذ إعلان وزيرة المالية، راشيل ريفز، زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (31 مليار دولار) في ضرائب الرواتب. وقد أسهم تباطؤ الاقتصاد في إثارة القلق في الأسواق المالية بشأن مستويات الدين العام في المملكة المتحدة، مما دفع تكاليف الاقتراض إلى الارتفاع بشكل حاد هذا الأسبوع. كما أظهرت أرقام منفصلة، يوم الخميس، من «جمعية وكالات التوظيف» انخفاضاً في الطلب على الموظفين الجدد، وهو الانخفاض الأكبر منذ أغسطس (آب) 2020.

ومن جانبه، يراقب «بنك إنجلترا» - الذي يدرس احتمالية خفض أسعار الفائدة مجدداً - تأثير تكاليف التوظيف المرتفعة على التضخم من خلال زيادة الأسعار أو تقليص الوظائف، وانخفاض الاستثمار، ونمو الأجور، مما قد يبطئ من النشاط الاقتصادي.

وعلق روب وود، كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة في «بانثيون ماكرو إيكونوميكس»، قائلاً إن مسح بنك إنجلترا يشير إلى أن الزيادات الضريبية تؤدي إلى دفع الأسعار للأعلى بشكل أكبر، بينما التأثير في التباطؤ أقل مما أظهرته استطلاعات مؤشر مديري المشتريات.

وأضاف: «لا تزال الأسئلة الأساسية للمسح تشير إلى تضخم مستمر وزيادة في الأجور، مع ضعف أقل حدة في سوق العمل مقارنة بالمسوحات النوعية، وهو ما يستدعي أن تتبنى لجنة السياسة النقدية خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي فقط».

وارتفع تضخم أسعار المستهلكين البريطاني إلى أعلى مستوى له في 8 أشهر ليصل إلى 2.6 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع توقعات من «بنك إنجلترا» بأن التضخم سيواصل الارتفاع في 2025، ولن يعود إلى هدفه البالغ 2 في المائة حتى عام 2027، مما يحد من احتمالية خفض أسعار الفائدة عن مستواها الحالي، البالغ 4.75 في المائة.

وأظهر مسح «بنك إنجلترا»، الذي أُجري بين 6 و20 ديسمبر (كانون الأول)، أن الشركات تخطط لرفع الأسعار بنسبة 3.8 في المائة على مدار الأشهر الـ12 المقبلة، بزيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية عن التوقعات في الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر. وظل نمو الأجور المتوقع للعام المقبل ثابتاً عند 4 في المائة على أساس المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر في ديسمبر.

على صعيد آخر، هبطت أسهم شركة «ماركس آند سبنسر» البريطانية وبعض شركات التجزئة الأخرى يوم الخميس، حيث فقد القطاع مليارَي جنيه إسترليني (2.45 مليار دولار) من قيمته، مع تأثر التجارة الجيدة خلال موسم عيد الميلاد بتراجع ثقة المستهلك والضعف الاقتصادي.

ويستعد تجار التجزئة، الذين يواجهون أصلاً ضعفاً في معنويات المستهلكين، لتكاليف أعلى اعتباراً من أبريل المقبل، حيث من المتوقع أن ترتفع ضرائب أرباب العمل والحد الأدنى للأجور. كما ألقت قفزة في تكاليف اقتراض الحكومة البريطانية في الأيام الأخيرة بظلال من القلق على التوقعات الاقتصادية، مما ضاعف الضغوط على المالية العامة، ودفع المحللين إلى التحذير من احتمال الحاجة إلى زيادات ضريبية إضافية. ومع التوقعات بارتفاع التضخم، يتوقَّع تجار التجزئة عاماً صعباً.

وقال ستيوارت ماشين، الرئيس التنفيذي لشركة «ماركس آند سبنسر»، للصحافيين بعد إعلان تحقيق الشركة أعلى مبيعات للأغذية خلال موسم عيد الميلاد: «هناك ثقة حذرة من جانب العملاء». وعلى الرغم من النمو الأعلى من المتوقع بنسبة 8.9 في المائة في مبيعات المواد الغذائية و1.9 في المائة في مبيعات الملابس والمستلزمات المنزلية، فإن أسهم الشركة تراجعت بنسبة 6.5 في المائة. في المقابل، سجَّلت «تيسكو»، أكبر مجموعة سوبر ماركت في البلاد، زيادة في مبيعاتها بنسبة 4.1 في المائة، لكن أسهمها انخفضت بنسبة 1.3 في المائة.

وقال مات بريتزمان، محلل الأسهم في «هارغريفز لانسداون»: «لن يكون العام المقبل سلساً تماماً لشركات التجزئة الكبرى، حيث يستعد القطاع لمواجهة الزيادات الضريبية الوشيكة».

وبينما ساعدت مبيعات المواد الغذائية المزدهرة على دعم أداء «ماركس آند سبنسر» و«تيسكو»، إلا أن فئات أخرى شهدت تراجعاً. فقد تباطأ نمو شركة «غريغز» المتخصصة في الأطعمة السريعة في الأشهر الأخيرة من عام 2024، بينما سجَّلت شركة «بي آند إم» للتخفيضات انخفاضاً في المبيعات بنسبة 2.8 في المائة؛ مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبتَي 10 في المائة و12 في المائة على التوالي.

وفي الوقت الذي شهدت فيه شركات التجزئة تراجعاً، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية البريطانية الذي يركز على الأسواق العالمية بنسبة 0.5 في المائة.

وتستمر التحديات، إذ تقول الرئيسة التنفيذية لشركة «غريغز»، رويسين كوري، إن المستهلكين أصبحوا أكثر حذراً بشأن الإنفاق. وأضافت أن «النصف الثاني من عام 2024 كان مليئاً بالتحديات، وأعتقد أننا يجب أن نفترض أن هذا الأمر سيستمر حتى عام 2025».

وعلى الرغم من أن شركة «غريغز» قد حققت أداءً جيداً في السنوات الأخيرة، فإن نمو مبيعاتها الأساسي انخفض إلى 2.5 في المائة في الرُّبع الأخير من عام 2024، مقارنة بـ5 في المائة في الفترة السابقة.

من جانبها، حذَّرت أكبر شركة لتجارة الملابس في المملكة المتحدة من حيث القيمة السوقية، يوم الثلاثاء، من أن نمو المبيعات سيتباطأ في عام 205 - 2026؛ نتيجة لتأثير زيادة الضرائب الحكومية على مستويات التوظيف ورفع الأسعار.

وفيما يخص «تيسكو»، أظهر كين مورفي، رئيس الشركة، تفاؤلاً ملحوظاً. وأوضح أنه على الرغم من أن المستهلكين الذين «احتفلوا فعلاً بعيد الميلاد» سيكونون أكثر حرصاً على القيمة في يناير (كانون الثاني)، فإن هذه الظاهرة تُعدّ سمة تقليدية دائماً في بداية العام.