وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس يبحثون حلاً سياسياً للأزمة الليبية

مواجهة تهديدات «داعش» تطغى على الاجتماع المغلق

وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس يبحثون حلاً سياسياً للأزمة الليبية
TT

وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس يبحثون حلاً سياسياً للأزمة الليبية

وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس يبحثون حلاً سياسياً للأزمة الليبية

يبحث وزراء خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، وتونس خميس الجهيناوي، ومصر سامح شكري، منذ أمس في اجتماع مغلق، التقريب بين مختلف الأطراف في ليبيا؛ بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة يسمح بعدها بالاهتمام بالمسائل الأمنية، وعلى رأسها التصدي لتهديدات «داعش».
وينتهي اللقاء، الذي يجري بفندق بالعاصمة الجزائرية، اليوم ببيان ختامي يعرض نتائج مساعي بلدان الجوار الثلاثة بخصوص حل الأزمة الليبية. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف، بأن اجتماع رؤساء الدبلوماسية «يندرج في إطار مواصلة مشاوراتهم حول الوضع السياسي والأمني السائد في ليبيا».
ويأتي اللقاء، حسبه، تكملة لاجتماع وزراء الخارجية الثلاثة بالجزائر في 8 مايو (أيار) الماضي، ولاجتماع مماثل جرى في تونس يومي 19 و20 فبراير (شباط) الماضي. وأضاف: «سيتيح هذا اللقاء المتجدد الفرصة للوزراء، لبحث جميع العوامل الكفيلة بالإسهام في مقاربة منسقة بغية مرافقة الأشقاء الليبيين، لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يمر بها هذا البلد الشقيق والجار». ولم يقدم الشريف تفاصيل أخرى عن اللقاء، الذي أبعدت عنه وسائل الإعلام.
وأفاد مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» بأن مواجهة تهديدات الإرهاب داخل ليبيا، ملف طغى على المباحثات بين الوزراء الثلاثة. وقال المصدر إن سامح شكري دافع عن التحرك العسكري المصري بشرق ليبيا، وبرره بحماية الأمن القومي المصري من خطر الإرهابيين.
وأفادت وزارة الخارجية التونسية، بأن اجتماع الجزائر «يندرج في إطار متابعة تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا، وسيتم خلاله استعراض المجهودات التي بذلتها الدول الثلاث للتقريب بين الفرقاء الليبيين، والمساعي الإقليمية والدولية لإطلاق حوار ليبي - ليبي على قاعدة الاتفاق السياسي، و«إعلان تونس الوزاري» الموقع في 20 فبراير 2017».
ويمثل الاجتماع، حسب الخارجية التونسية، «مناسبة لتقييم مستجدّات الوضع في ليبيا، والتطورات الأخيرة في هذا البلد الشقيق، وتحديد الخطوات المقبلة لتفعيل المبادرة الرئاسية، وما تمّ الاتفاق بشأنه في تونس، خصوصا في ظل الحركية التي يعرفها المسار السياسي، والصدى الإيجابي لهذه المبادرة، واللقاءات المهمة بين مختلف الأطراف الليبية».
وناشد الوزراء الثلاثة في اجتماعهم الأخير بالجزائر، الليبيين إلى «عقد مصالحة، ورفض كل أنواع التدخل الخارجي، وخاصة التدخل العسكري، وذلك من أجل إشاعة الاستقرار والسلم». ودعوا الأطراف الليبية إلى «الانخراط في الحوار الوطني، وهو ما من شأنه أن يقدم ضمانات ضرورية لتطبيق ومتابعة مسؤولة للاتفاق السياسي الليبي». وأشاروا إلى أن «المبادرات المتخذة في هذا الشأن، على الصعيد المحلي والوطني من طرف أعيان وفاعلين اجتماعيين، دون تدخل خارجي، تشكل خطوة مهمة على درب إرساء المصالحة الوطنية».
وصرح الوزراء الثلاثة بأن «فرقاء الأزمة مطالبون بعدم التفريط في ثلاثة أشياء هي: الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الترابية وصيانة سيادتها ووحدة شعبها، فضلا عن ضرورة احترام الاتفاق السياسي المؤرخ في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2015 باعتباره إطارا لحل الأزمة، والدفع نحو تطبيقه من طرف الليبيين على أساس تفضيل الخيار السياسي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.