بيان السعودية بشأن قطع العلاقات مع قطر

بيان السعودية بشأن قطع العلاقات مع قطر
TT

بيان السعودية بشأن قطع العلاقات مع قطر

بيان السعودية بشأن قطع العلاقات مع قطر

صرح مصدر مسؤول أن حكومة السعودية انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي ، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف ، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر ، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية ، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر ، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي.
لقد اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة ، سراً وعلناً ، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي ، والتحريض للخروج على الدولة ، والمساس بسيادتها ، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و (داعش) و(القاعدة) ، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم ، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية ، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج ، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.
كما أنها اتخذت هذا القرار تضامناً مع مملكة البحرين الشقيقة التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة.
وإنه منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها جهوداً مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها ، والتقيد بالاتفاقيات ، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية ، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة ، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية ، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض.
وإنفاذاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر ، أو الإقامة فيها ، أو المرور عبرها ، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً ، كما تمنع ، بكل أسف ، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية ، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة؛ مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين.
وتؤكد المملكة العربية السعودية إنها صبرت طويلاً رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها ، والتآمر عليها ، حرصاً منها على الشعب القطري الذي هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة ، وجزء من أرومتها ، وستظل المملكة سنداً للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية.



الشيخ محمد بن زايد يصل تركيا لبحث تعزيز العلاقات الاستراتيجية ودفع الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات والرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وام)
الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات والرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وام)
TT

الشيخ محمد بن زايد يصل تركيا لبحث تعزيز العلاقات الاستراتيجية ودفع الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات والرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وام)
الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات والرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وام)

قالت وكالة أنباء الإمارات إن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل اليوم إلى مدينة إسطنبول في زيارة عمل لتركيا، يبحث خلالها تعزيز العلاقات الاستراتيجية ودفع الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع البلدين. وذكرت الوكالة الرسمية أنه كان في استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى وصوله المطار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بالإضافة إلى هاكان فيدان وزير الخارجية التركي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين. ورافق رئيس الإمارات خلال الزيارة وفد يضم كلاً من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان.

بالإضافة إلى الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار رئيس البلاد، وعلي الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.

يذكر أن البلدين وقّعا اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في مارس (أذار) الماضي، التي يتوقع أن تسهم بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام، كما تخلق 25000 فرصة عمل جديدة بحلول 2031، وتزيد الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7 في المائة. وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا ما يقارب 19 مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 40 في المائة عن عام 2021، و112 في المائة عن عام 2020، لتصبح تركيا الشريك الأسرع نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات. وكانت الإمارات قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في تركيا، يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.


محمد بن زايد يصل تركيا في زيارة عمل

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أرشيفية)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أرشيفية)
TT

محمد بن زايد يصل تركيا في زيارة عمل

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أرشيفية)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أرشيفية)

وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، السبت، إلى مدينة إسطنبول في زيارة عمل إلى تركيا يبحث خلالها تعزيز العلاقات الاستراتيجية، ودفع الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع البلدين، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وكان في استقبال رئيس الإمارات لدى وصوله إلى المطار، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.


تهديدات الحوثيين وشروطهم تعقد التسريع بعملية السلام

العليمي أكد لبلينكن أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية (رويترز)
العليمي أكد لبلينكن أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية (رويترز)
TT

تهديدات الحوثيين وشروطهم تعقد التسريع بعملية السلام

العليمي أكد لبلينكن أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية (رويترز)
العليمي أكد لبلينكن أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية (رويترز)

نفت مصادر سياسية يمنية الأخبار المتداولة عن قرب التوصل إلى توافق على مسودة السلام التي تحدثت عنها وسائل إعلام إقليمية ودولية، ملقية باللائمة على تعنت الانقلابيين الحوثيين الذين يواجهون الجهود الدولية بتحركات ميدانية وتهديدات باستهداف دول الجوار وأمن المنطقة.

وفي حين أكد المبعوث الأممي أهمية الدور السعودي في هذه الجهود، قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة الشرعية في اليمن ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة لم تحصل من الوسطاء الإقليميين والدوليين على أي عروض حقيقية لاتفاق سلام عادل ومقبول، وأنه لم يجرِ إبلاغها إلا بشروط الانقلابيين الحوثيين التعجيزية التي تستبعد السلطة الشرعية تماماً من مشهد السلام المزمع، وتصر على التفاوض مع السعودية كطرف وليست كوسيط.

من الشروط التعجيزية التي يضعها الانقلابيون الحوثيون وفق المصادر - السيطرة على الموارد الاقتصادية من عائدات النفط والغاز وإيرادات الموانئ والمطارات، والسيادة التامة على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ودفع رواتب عناصر الجماعة وقادتها الذين عينتهم في مؤسسات الدولة بالمخالفة للقانون والدستور، بل وحتى موظفي وقادة الكيانات التي أنشأتها لخدمة مشروعها.

بلينكن بحث مع ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان جهود التوصل إلى اتفاق سلام شامل في اليمن (واس)

وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء أبلغوا قيادة الدولة اليمنية أن الانقلابيين الحوثيين يطلبون التعاطي مع القوى السياسية والاجتماعية التي يحددونها هم في مفاوضات السلام، ويرفضون القبول بمسمى الشرعية أو الدولة، مفسرة هذه الطلبات بأن الحوثيين يسعون إلى خلق انقسام داخل منظومة السلطة الشرعية وتفكيك جبهتها.

رفض شرعنة الانقلاب

وأكدت المصادر أن الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها يرفضان بشكل مطلق شرعنة الانقلاب تحت أي مسمى، وأن خيارات تحقيق السلام العادل واضحة، ويجب البناء عليها وفق ما جرى التوصل إليه سابقاً من خلال مشاورات الكويت واتفاق ستوكهولم الذي استمرت الميليشيات الحوثية في التنصل منه عند تنفيذ ما عليها من التزامات.

وانتقدت المصادر ما ذهب إليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة حول الهدنة التي قال إنها لا تزال سارية، فالهدنة، وفقاً للمصادر، جرى تنفيذها من طرف واحد هو الحكومة الشرعية، في حين رفضت الميليشيات فك الحصار عن تعز وفتح طرقاتها، ودفع مرتبات الموظفين العموميين من عائدات المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، واستمرت بارتكاب خروقها في الجبهات والاعتداءات على المدنيين.

طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تستعد للهبوط في مطار صنعاء الدولي (إ.ب.أ)

وخلال الأيام الماضية نقلت وسائل إعلام إقليمية ودولية عن الأمم المتحدة توصلها إلى خطة اتفاق للسلام المرتقب في اليمن، والذي جاء نتيجة الجهود التي يبذلها مبعوثها الخاص إلى جانب وسطاء إقليميين ودوليين، وحسبما جرى تداوله فإن الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى توافق في شأن تدابير تحسين الظروف المعيشية ووقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة.

أهمية الدور السعودي

مكتب مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ نفى الأنباء المتداولة بشكل غير مباشر، ورد عليها بأن الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن «لم تنقطع ولم تتغير أهدافها منذ إبرام اتفاق الهدنة في 2022»، وأن المبعوث الأممي يواصل البناء على مكتسبات الهدنة والدفع نحو التوافق حول وقف مستدام لإطلاق النار، وعملية سياسية تضمن الانتقال إلى سلام دائم يلبي تطلعات اليمنيين.

وشددت مي الشيخ الناطقة باسم المكتب على أن الأمم المتحدة ومبعوثها يرحبان بالدعم الإقليمي والدولي لجهودهما في حل الأزمة اليمنية.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» فإن غروندبرغ أبلغ مسؤولين يمنيين عن ترتيبات لثلاث مراحل في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، ووضع رؤى وتصورات للحلول على ضوء ما ستسفر عنه الجهود السعودية والعُمانية.

بلينكن مجتمعاً في الرياض مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (سبأ)

وكانت التسريبات التي تداولتها وسائل الإعلام قد ألمحت إلى أن خطة الأمم المتحدة تجاوزت الجهود السعودية والعمانية.

وخلال زيارته إلى السعودية أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده تعمل مع السعودية وشركاء آخرين على تعزيز الهدنة المتواصلة في اليمن منذ 14 شهراً.

وأشار متحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلينكن بحث مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك من خلال اتفاق سياسي شامل لتحقيق السلام والازدهار والأمن في اليمن.

وأوضح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في لقائه في الرياض برئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، أن مكتبه يعد مختلف الرؤى والتصورات للحلول على ضوء ما ستسفر عنه الجهود السعودية والعمانية إضافة إلى جهوده، معرباً عن تفاؤله بالدورين السعودي والعُماني.

ورغم اعترافه بالتعقيد البالغ للأزمة اليمنية؛ فإن غروندبرغ وعد بأن مكتبه يعد مختلف الرؤى والتصورات للوصول إلى حلول بناءً على ما ستسفر عنه الجهود الإقليمية، إضافة إلى الاتصالات التي أجراها مع الأطراف اليمنية والدول المعنية بالملف اليمني والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

محاولات إرباك المشهد

رجح مصدر آخر في الرئاسة اليمنية طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريحات الصحافية، أن يكون الغرض من التسريبات المتداولة إرباك الجهود الإقليمية والأممية ووضع العراقيل أمامها، والسعي لخلق تناقضات بين مختلف القوى والأطراف المعنية بالمشهد اليمني وإحراجها.

المصدر اتهم جهات لم يسمها بمحاولة الوقيعة بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية باليمن، وبالمثل بين القوى السياسية والاجتماعية اليمنية المؤيدة للحكومة الشرعية، بهدف خدمة الانقلابيين الحوثيين ومنحهم مزيداً من الوقت في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي يتعرضون لها للقبول بالدخول في مفاوضات سلام جادة وحقيقية.

وذكر المصدر أن الميليشيات الحوثية أصبحت في مأزق ملحوظ، خصوصاً بعد الاتفاق السعودي - الإيراني وإعادة افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، ما يجعلها مطالبة بتقديم تنازلات حقيقية.

وتابع المصدر: «بالتأكيد لا يعني افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض تخلي إيران عن الميليشيات الحوثية بشكل مباشر وتام، لكنها أصبحت مرغمة على تغيير سلوكها وطريقة إدارة نفوذها في المنطقة، وبالتالي تغيير الطريقة التي تتعاطى بها مع الأزمة اليمنية وسلوك ميليشياتها فيها، وهو أمر لم يكن في حسبانها».

غروندبرغ أعرب لرئيس البرلمان اليمني عن تفاؤله بالدورين السعودي والعُماني (سبأ)

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب في جلسة مباحثات مع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الرياض، الخميس، عن قلقه من تعنت الحوثيين وتصرفاتهم التي تمنع اليمنيين من الوصول إلى الموارد، حسبما صرحت به الخارجية الأميركية.

ومن جهته، أشاد العليمي بدور واشنطن ومبعوثها من أجل تجديد الهدنة، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية، والمساهمات الأميركية في مواجهة تهريب الأسلحة الإيرانية والمواد المخدرة إلى الميليشيات الحوثية، وجماعات العنف في المنطقة حسب وكالة «سبأ». وشدد العليمي على أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية، ومضاعفة الضغوط المشتركة من أجل تحقيق السلام العادل وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216.

عودة التعنت الحوثي

كانت الميليشيات الحوثية قد أظهرت تعنتاً ورفضاً للجهود الأممية والإقليمية والوساطة السعودية لحل الأزمة وإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، وبدأت تعزيزات وحشود لقواتها باتجاه محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، وهو ما يعدّه مراقبون تحضيراً لهجوم جديد على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

ورفعت الميليشيات الحوثية شروطها ومطالبها للقبول بالانخراط في مفاوضات السلام إلى سقف غير مسبوق، حيث حددت القبول بها وبالنفوذ الذي حققته محدداً للموافقة على بدء مفاوضات السلام.

وهدد زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي بعودة القتال، زاعماً أن السلطة الشرعية والتحالف الداعم لها يسعيان إلى كسب الوقت، بعد أن أعطت ميليشياته مساحة لجهود سلطنة عمان كما جاء في كلمة له الأسبوع الماضي.

القيادي الموالي للجماعة الحوثية المعين في منصب نائب رئيس حكومتها الانقلابية جلال الرويشان (تويتر)

وكرر جلال الرويشان نائب رئيس حكومة الميليشيات الحوثية غير المعترف بها مزاعم وتهديدات زعيم الميليشيات، ملوحاً باستهداف الموانئ السعودية بهجمات عدائية من تلك التي تعودت الميليشيات على تنفيذها خلال الأعوام الماضية، مؤكداً أن الجماعة استغلت الهدنة لتطوير قدراتها.


انقلابيو اليمن ينقلون معتقلين من إب إلى صنعاء وسط مخاوف من تعذيبهم

جنازة الناشط حمدي المكحل مثلت انتفاضة شعبية ضد الحوثيين (تويتر)
جنازة الناشط حمدي المكحل مثلت انتفاضة شعبية ضد الحوثيين (تويتر)
TT

انقلابيو اليمن ينقلون معتقلين من إب إلى صنعاء وسط مخاوف من تعذيبهم

جنازة الناشط حمدي المكحل مثلت انتفاضة شعبية ضد الحوثيين (تويتر)
جنازة الناشط حمدي المكحل مثلت انتفاضة شعبية ضد الحوثيين (تويتر)

نقلت الميليشيات الحوثية 4 معتقلين من مدينة إب إلى مركز مخابرات الجماعة في صنعاء، على خلفية مشاركتهم في تشييع جنازة الناشط حمدي المكحل الذي تمت تصفيته في معتقل حوثي، وفق ما أفاد به أقارب السجناء.

وتسود مخاوف في أوساط الحقوقيين من تعرض المعتقلين للتعذيب ومن قيام الميليشيات بإرغامهم على تسجيل اعترافات كاذبة بالتهم الموجهة إليهم، ومن ثم إحالتهم إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، كما حدث مع معتقلين آخرين وإصدار أحكام قاسية في حقهم.

مصادر قريبة من أسر المعتقلين ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أنه وفيما كانت الأسر تتنظر الإفراج عن أبنائها المعتقلين منذ أكثر من شهرين إلا أنها فوجئت بإقدام فرع مخابرات الميليشيات الحوثية في إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) على نقل أربعة من شباب المدينة القديمة إلى صنعاء وإيداعهم معتقلاً سرياً يتبع أجهزة المخابرات هناك.

ولم تتمكن أسر المعتقلين من التواصل معهم، كما لا تعرف مكان إخفائهم، وتخشى من إخضاعهم لجلسات تعذيب قاسية؛ لإرغامهم على تسجيل اعترافات كاذبة بالتهم التي توجه إليهم، ومنها العمل لصالح الحكومة، عند مشاركتهم في تشييع المكحل، وقيادتهم للمحتجين، وترديد هتافات وصفوا فيها الحوثي بأنه «عدو الله»، وقيام مشاركين آخرين بتمزيق شعارات الميليشيات في شوارع المدينة، رداً على تصفية الناشط المكحل.

علي السياغي أبرز المعتقلين في مدينة إب اليمنية من قبل الحوثيين (تويتر)

سلوك قمعي متأصل

المصادر أعادت التذكير بسلوك الحوثيين القمعي مع المعتقلين في كل المحافظات، حيث يتم الإفراج عن بعضهم بعد قضاء فترة طويلة في سجون المحافظات، بينما يتم إرسال آخرين إلى صنعاء حيث يتعرضون هناك لأصناف من التعذيب، ويتم عزلهم بشكل كامل عن العالم الخارجي، ومنع أسرهم من زيارتهم لعدة سنوات قبل إحالتهم إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، وهي المحكمة التي أصدرت مئات الأحكام بإعدام من لا يتفقون مع نهج الميليشيات، حيث تعقد المحكمة كثيراً من جلساتها داخل مقر المخابرات.

الخطوة الحوثية أتت متزامنة وإفراج مخابرات الجماعة في إب عن محمد النجار، وهو أحد شبان المدينة القديمة الذين شاركوا في تشييع جنازة المكحل، بعد أن أمضى شهرين في سجن المخابرات، إلا أنه ورغم إطلاق سراحه وعدم ثبوت أي اتهام ضده سوى مشاركته في تشييع المكحل، فقد فوجئ أنه قد فصل من عمله لدى فرع إدارة المرور في إب، بحجة غيابه عن العمل مع أنه كان في المعتقل.

محكمة أمن الدولة الحوثية أصدرت أحكاماً جائرة في حق المئات من المعارضين (إعلام حوثي)

وتعيش المدينة القديمة في إب حالة احتقان متصاعدة مع الميليشيات الحوثية منذ مدة، وبلغت مداها مع تصفية حمدي المكحل، حيث قامت الجماعة بإغلاق مداخل المدينة بالكامل وملاحقة النشطاء وإخضاع السكان للمراقبة والتفتيش اليومي عند الدخول أو الخروج منها.

ولا تزال الميليشيات - وفق ما قاله سكان - مستمرة حتى الآن في منع وصول المساعدات لأبناء وأسرة الناشط المكحل، كما أن إدارة الأمن والنيابة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين لم تعلن حتى الآن أي نتائج للتحقيق في قضية تصفية المكحل داخل أحد سجون إدارة الأمن نهاية مارس (آذار) الماضي.

انتهاك حقوق السجناء

في سياق منفصل ذكر المحامي عبد المجيد صبرة الذي يتولى الدفاع عن المعتقلين لدى الحوثيين أن 21 من السجناء شكوا في آخر جلسة عقدتها المحكمة الحوثية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة من سوء عملية نقلهم من سجن المخابرات إلى قاعة المحكمة، وقالوا إن الميليشيات تستخدم ناقلة لا تصلح حتى لنقل الحيوانات حيث تفتقر لأي فتحة للتهوية. وقال إن جهاز مخابرات الميليشيات رد على استفسار القاضي بالقول إنهم لا يملكون أي عربة أخرى.

وبحسب المحامي صبرة، فإن أستاذين جامعيين يحاكمان لدى الشعبة الاستئنافية في هذه المحكمة طلبا من القضاة الضغط على جهاز المخابرات لتسليمها أجهزة حواسيبهم المحمولة، حيث صودرت هذه الأجهزة وبداخلها الأبحاث التي كانوا يعملون عليها بغرض الحصول على ترقية في الجامعة التي يعملون فيها، وقال صبرة إنه ورغم ذلك لم يستجب أحد لهذا المطلب رغم انقضاء 7 أعوام على سجن الأستاذين الجامعيين.

الأستاذ الجامعي يوسف البواب مؤلف لأحد عشر كتابا في علم اللسانيات (تويتر)

وشكا المعتقلون في أكثر من جلسة من الإهمال الصحي ومعاناتهم من عدة أمراض في سجون مخابرات الحوثيين، وطالبوا بتوفير معاملة إنسانية كريمة لجميع المعتقلين وفقاً لقانون السجون اليمني وللمعاهدات والمواثيق الدولية الموقع عليها من اليمن، وتنفيذ قرارات وتوجيهات الشعبة بخصوص وضعهم.

وكانت المحكمة الابتدائية الحوثية أصدرت في يوليو (تموز) عام 2018 حكماً بإعدام الأستاذ الجامعي يوسف البواب بتهمة كاذبة بعد أن قامت الجماعة باعتقاله و36 شخصاً من الطلاب والأكاديميين.

وفي وقت سابق، أبلغ البواب المحكمة بتعرضه ومن معه لكل أصناف التعذيب؛ حيث تم إرغامهم على الشرب من مياه المجاري، ومياه الأمطار، ومنعوا من الذهاب لدورات المياه؛ ما تسبب في تعرض أحد المعتقلين لفشل كلوي، وطالب بعرضهم على طبيب شرعي، ونقلهم إلى السجن المركزي كونه منشأة عقابية، بينما سجن المخابرات لا يخضع للقانون ولا الرقابة القضائية.


خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين

TT

خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمراً ملكياً باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين، لأداء فريضة الحج لهذا العام 1444هـ، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.

ورفع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، ولولي عهده الأمين، على عنايتهما ودعمهما المتواصل تجاه أسر وذوي الشهداء والجرحى في دولة فلسطين الشقيقة للتيسير عليهم لأداء شعيرة الحج ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، الذي تتشرف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتنفيذه والإشراف المباشر عليه.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وهو ما دأبت عليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود.

وقال إن «استمرار هذه اللفتة الكريمة تجاه حجاج فلسطين الذين يؤدون كل عام الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين يأتي تأكيداً على نتائجها الإيجابية وعمق العلاقة التي يكنها خادم الحرمين الشريفين، لإخوانه من الشعب الفلسطيني، واهتمامه البالغ بأسر الشهداء منهم، تقديراً لهم ولمكانتهم في نفسه»، مؤكداً أن «مثلها سيكون له أبلغ الأثر في نفوسهم، وتخفيفاً لجراحهم، ومواساة لمعاناتهم لا سيما ذوي الشهداء والأسرى والجرحى».

وعن الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية للمستضافين، أوضح أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين يشمل جميع مناحي تأدية الشعيرة المباركة، بما في ذلك زيارة مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام والأماكن التاريخية وعقد اللقاءات الثقافية والعلمية وتنسيق لقاء أئمة الحرمين الشريفين معهم، إلى جانب توظيف التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتسهيل استضافتهم، إضافة للخدمات المصاحبة التي تصبُّ في سبيل راحة الحجاج وخدمتهم عبر منظومة من الخدمات منذ مغادرتهم بلادهم وحتى عودتهم بما يضمن لهم أداء المناسك بكل يسر وطمأنينة.

وأشار إلى إعداد الخطط والدراسات، والتجهيزات الميدانية لإنجاح البرنامج، بالتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية ذات العلاقة لخدمتهم، بدءاً من وصولهم وحتى مغادرتهم وعودتهم إلى بلدهم سالمين.


السعودية ترحب بتوافق أعضاء لجنة «6+6» الليبية بشأن تنظيم الانتخابات

جانب من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسَي النواب والدولة (6+6) في مدينة بوزنيقة المغربية (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسَي النواب والدولة (6+6) في مدينة بوزنيقة المغربية (أ.ف.ب)
TT

السعودية ترحب بتوافق أعضاء لجنة «6+6» الليبية بشأن تنظيم الانتخابات

جانب من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسَي النواب والدولة (6+6) في مدينة بوزنيقة المغربية (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسَي النواب والدولة (6+6) في مدينة بوزنيقة المغربية (أ.ف.ب)

رحَّبت وزارة الخارجية السعودية بإعلان اجتماعات اللجنة المشتركة المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين (6+6) بتوافق أعضائها حول إعداد القوانين المنظمة للانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا الشقيقة، وذلك في ختام اجتماعاتها في مدينة بوزنيقة بالمغرب.

واجتمعت لجنة (6+6) في مدينة بوزنيقة المغربية لوضع مشاريع قوانين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقالت وزارة الخارجية في بيان: «تشيد المملكة بجهود المملكة المغربية الشقيقة في إنجاح الحوار والتوافق الهامّين الذي تم التوصل إليهما، بهدف تحقيق التسوية السياسية في ليبيا الشقيقة، معربةً عن أملها في توقيع الأطراف الليبية بشكلٍ رسمي على القوانين الانتخابية، كخطوة مهمة نحو إنهاء الأزمة وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وحرصها على أن تكون ليبيا دولة فاعلة ومُؤثرة في مُحيطها العربي والإقليمي والدولي، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والازدهار».


بلينكن: العلاقات مع السعودية استراتيجية ونعمل معاً

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
TT

بلينكن: العلاقات مع السعودية استراتيجية ونعمل معاً

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)

اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّ هناك «أساساً راسخاً للعلاقات» الأميركية - السعودية، مشيراً إلى أنَّ الطرفين يعملان معاً «على دعم المصالح المشتركة لشعبينا، ومن هذا المنطلق فإنَّ العلاقة مع السعودية هي علاقة استراتيجية».

وقال بلينكن في مقابلة مع قناة «الشرق»، على هامش الزيارة التي قام بها للسعودية والتي بدأت (الثلاثاء) واستمرت حتى (الخميس)، إنَّ «هناك فرصاً حقيقية نعمل عليها للتعاون بين بلدينا للتعامل مع عدد من التحديات التي لا تهم شعبينا فقط، ولكنَّها تهم الناس في كافة أنحاء العالم؛ من الأمن الصحي إلى الأمن المناخي، وأمن الطاقة وأمن الغذاء، وكذا الانتقال إلى الطاقة النظيفة، فنحن نعمل معاً على التقنيات الناشئة».

وعن السودان، قال الوزير الأميركي: «كنا على مسار إيجابي لدعم الانتقال إلى حكومة مدنية، وحقَّقت هذه الجهود تقدماً كبيراً، بما في ذلك بسبب جهودنا الدبلوماسية، ولكن بشكل مأساوي قرَّر الجنرالان (قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو) أن يذهبا للحرب، وأن يجلبا عنفاً رهيباً على البلد بأكمله».

وعما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي الخروج من الشرق الأوسط مع تزايد النفوذ الروسي والصيني، قال بلينكن: «أظنُّ أنَّ وجودي هنا عبر الأيام الثلاثة الماضية يظهر أننا بالطبع لن نغادر، نحن هنا لنبقى».

وأضاف أنَّ بلاده تواصل الاعتقاد بأنَّ الدبلوماسية هي الطريق الأمثل بشكل عام لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي؛ «لذا نحن نبقى منفتحين على الدبلوماسية، وهذا هو أفضل سبيل، ولكنَّنا في نفس الوقت مصممون على الوقوف في وجه الأفعال الخطرة والمزعزعة التي تقوم بها إيران».

وقال بلينكن إنَّ «ما رأيناه في الإقليم هو اندماج أكبر، ورأينا هذا جزئياً في عملية التطبيع بين إسرائيل وجيرانها، ومع الدول العربية، والدول ذات الغالبية الإسلامية خارج الإقليم، وهذا اتجاه إيجابي، وهو شيء كنا عازمين على المساعدة في القيام به، وتعميق بعض الاتفاقات الموجودة بالفعل، وكذلك توسيع هذه الجهود».


بلينكن: العلاقات مع السعودية استراتيجية... ولن نغادر الشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
TT

بلينكن: العلاقات مع السعودية استراتيجية... ولن نغادر الشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين في الرياض يوم الخميس (أ.ب)

شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على «الشراكة» مع المملكة العربية السعودية، واصفاً العلاقات بأنها «استراتيجية». وبعدما أكد أن «واشنطن لن تغادر الشرق الأوسط»، قال إن الاتفاق السعودي - الإيراني، برعاية الصين، «أمر جيد» إذا كان يؤدي إلى خفض التوترات.

وجاء كلام بلينكن في مقابلة مع قناة «الشرق»، على هامش الزيارة التي قام بها للسعودية والتي بدأت (الثلاثاء) واستمرت حتى (الخميس).

واعتبر وزير الخارجية الأميركي في المقابلة، أن هناك «أساساً راسخاً للعلاقات» الأميركية - السعودية، مشيراً إلى أن الطرفين يعملان معاً «على دعم المصالح المشتركة لشعبينا، ومن هذا المنطلق فإن العلاقة مع السعودية هي علاقة استراتيجية». وقال إن «هناك فرصاً حقيقية نعمل عليها للتعاون بين بلدينا للتعامل مع عدد من التحديات التي لا تهم شعبينا فقط، ولكنها تهم الناس في كافة أنحاء العالم؛ من الأمن الصحي إلى الأمن المناخي، وأمن الطاقة وأمن الغذاء، وكذا الانتقال إلى الطاقة النظيفة، فنحن نعمل معاً على التقنيات الناشئة».

ترحيب بالاتفاق السعودي - الإيراني

وأشار إلى التعاون بين واشنطن والرياض في قضايا عدّة، وبينها النزاع في اليمن، منوهاً بأنه «إذا نظرنا إلى العمل الذي قمنا به معاً، مثل إنهاء النزاع في اليمن، الذي تقوم السعودية بدور إيجابي وحيوي فيه، وأخيراً الشراكة التي نقوم بها من أجل إنهاء العنف في السودان، فإننا نرى أن العلاقة تسير على مسار إيجابي بناءً على المصالح التي نتشاركها، وهي تحدث في مساحة أوسع من التعاون فقط في المجال العسكري والطاقة، ومكافحة الإرهاب، رغم أهمية هذه المجالات».

ورحب بلينكن بالاتفاق الأخير بين الرياض وطهران، برعاية بكين، قائلاً: «نحيي أي جهود يمكنها خفض التوتر، وإزالة مشكلة واحدة على الأقل من الأجندة، وفي هذه الحالة فالمساهمة في دعم السلام في اليمن، نعتقد أنه أمر جيد». وتابع: «إذا كانت الدول، أياً كانت هذه الدول، تلعب دوراً يمكنه ممارسة تأثير إيجابي في دعم أهداف خفض التوتر، فنحن نعتقد أن هذا أمر جيد، وبالطبع كان السعوديون والإيرانيون يتحدثون معاً لعامين على الأقل قبل الوصول إلى هذه النقطة؛ لذا سنرى ما سيحدث الآن».

وأضاف الوزير الأميركي أن بلاده تواصل الاعتقاد بأن الدبلوماسية هي الطريق الأمثل بشكل عام لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي؛ «لذا نحن نبقى منفتحين على الدبلوماسية، وهذا هو أفضل سبيل، ولكننا في نفس الوقت مصممون على الوقوف في وجه الأفعال الخطرة والمزعزعة التي تقوم بها إيران». واعتبر أن «إيران إما أنها لم تستطع أو لا تريد فعل ما هو ضروري للعودة إلى الالتزام بالاتفاق (النووي)؛ لذا فإن الاتفاق ليس محور تركيزنا». وتابع أن «الرئيس جو بايدن كرر مراراً وبشكل واضح وثابت أن كل الخيارات على الطاولة، لضمان ألا تحصل إيران على سلاح نووي».

وقال بلينكن إن «ما رأيناه في الإقليم هو اندماج أكبر، ورأينا هذا جزئياً في عملية التطبيع بين إسرائيل وجيرانها، ومع الدول العربية، والدول ذات الغالبية الإسلامية خارج الإقليم، وهذا اتجاه إيجابي، وهو شيء كنا عازمين على المساعدة في القيام به، وتعميق بعض الاتفاقات الموجودة بالفعل، وكذلك توسيع هذه الجهود».

جهود مشتركة في السودان

وأشاد الوزير الأميركي بالجهود المشتركة مع السعودية لإنهاء العنف وتحقيق وقف إطلاق نار بين الطرفين المتصارعين في السودان. وقال: «من خلال عملنا الوثيق مع السعودية، حققنا بعض النجاح في تطبيق محدود لوقف إطلاق النار. لم تكن تلك الهدن كافية، ولكنها سمحت لنا بإدخال مساعدات إنسانية والوصول إلى مليوني شخص، لم يكونوا ليحصلوا عليها». وحذر: «إذا لم يكن الطرفان مستعدين لذلك (وقف النار)، فسنضطر إلى النظر في خيارات أخرى للتعامل مع الموقف». وتابع: «كنا على مسار إيجابي لدعم الانتقال إلى حكومة مدنية، وحققت هذه الجهود تقدماً كبيراً، بما في ذلك بسبب جهودنا الدبلوماسية، ولكن بشكل مأساوي قرر الجنرالان (قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو) أن يذهبا للحرب، وأن يجلبا عنفاً رهيباً على البلد بأكمله».

وعن سياسة واشنطن في سوريا، قال بلينكن إن ما قام به الرئيس السوري بشار الأسد وما ألحقه ببلده وبشعبه «مأساة»، مضيفاً: «أشعر بالأسف؛ لأننا لم نكن قادرين على فعل المزيد لوقف القتل، ووقف ذبح الشعب السوري والإساءات الموجهة نحوه؛ لذا فإن هذا أمر لديّ مشاعر قوية تجاهه». وشدد على أن «سياستنا لا تزال أننا نريد تطبيق قرارات مجلس الأمن (2024) المتعلقة بسوريا، ليكون هناك انتقال سياسي حقيقي يعكس حقوق وتطلعات الشعب السوري». وتابع: «نريد وصولاً إلى السجون ومراكز الاحتجاز، نريد المحاسبة عما حدث لعشرات ومئات الآلاف، وبالطبع نريد أن نرى سوريا تتخذ خطوات مسؤولة لإنهاء التجارة في (الكبتاغون)».

وعما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي الخروج من الشرق الأوسط مع تزايد النفوذ الروسي والصيني، قال بلينكن: «أظن أن وجودي هنا عبر الأيام الثلاثة الماضية يظهر أننا بالطبع لن نغادر، نحن هنا لنبقى، الرئيس بايدن كان هنا (زيارة السعودية في يوليو/ تموز) العام الماضي، واجتمع مع مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى. نحن نعمل مع الشركاء في الإقليم بشكل مستمر». وأضاف: «ما أسمعه في أغلب تعاملاتي تقريباً، هو أن الولايات المتحدة تبقى هي الشريك المفضل رقم (1)».


اليمن: فرص تحقيق السلام بين شبكة مصالح معقدة

يمني يتأمل المدينة القديمة في صنعاء المسجلة ضمن التراث العالمي باليونيسكو (إ.ب.أ)
يمني يتأمل المدينة القديمة في صنعاء المسجلة ضمن التراث العالمي باليونيسكو (إ.ب.أ)
TT

اليمن: فرص تحقيق السلام بين شبكة مصالح معقدة

يمني يتأمل المدينة القديمة في صنعاء المسجلة ضمن التراث العالمي باليونيسكو (إ.ب.أ)
يمني يتأمل المدينة القديمة في صنعاء المسجلة ضمن التراث العالمي باليونيسكو (إ.ب.أ)

تمر الأزمة اليمنية في الوقت الراهن بأخطر مراحلها في ظل الضبابية السائدة أمام جهود السلام الإقليمية والأممية التي تصطدم بشبكة معقدة من المصالح التابعة للأطراف اليمنية المنخرطة في الصراع منذ نحو ثماني سنوات.

وبما أن الحرب لم تكن في الأساس إلا من أجل صناعة السلام –كما يؤكد محللون– في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، فإن السلام لم يعد مطلباً، بل هو خيار إجباري لا بد منه لإنقاذ البلاد والخروج من أزماتها المتراكمة وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية الأكبر على مستوى العالم.

لكن هل الأطراف اليمنية الفاعلة اليوم على الساحة مستعدة لتحقيق السلام؟ وهل هي مستعدة أيضاً لإعلاء مصالح الشعب اليمني على المصالح الخاصة؟ وما العواقب الناتجة عن عدم تحقيق السلام في حال أخفقت الأطراف في الوصول إليه؟

يرى خبراء في الشأن اليمني أن تعقيدات المشهد تجعل الجميع أمام معضلة غير قابلة للحل ولا التفكيك إلا بالحرب، وهو ما تريده جماعة الحوثي الانقلابية، محذرين من أن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية قادمة قد تتحول إلى حرب استنزاف طويلة تُدخل اليمن مرحلة «الصوملة»، كما يتحول اليمن إلى أزمة منسية.

المحللون يعتقدون أن الأزمة اليمنية تحتاج إلى قفزة كبرى في ترتيب أوراق التعامل مع الملف اليمني وترتيب أوراق الشرعية، قبل أن تبلغ المأساة ذروتها وتنمو منظومات معقدة من الإرهاب بأوجه متعددة وتدخلات خارجية أكثر تعقيداً من الوضع الراهن.

صناعة السلام أمام شبح الحرب الأهلية

صورة لمسابقة شطرنج أُقيمت أخيراً في صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية منذ 8 سنوات (إ.ب.أ)

يقول الدكتور نجيب غلاب، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، إن السلام هو الخيار الأكثر جدوى لغالبية اليمنيين ومدعوم بقوة ومساعٍ حثيثة من التحالف والمجتمع الدولي. وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن الحرب في الأساس إلا من أجل صناعة السلام الذي ظل الاستراتيجية الأصل لدى الشرعية».

الجماعة الحوثية بحكم منظومتها العقدية –حسب غلاب- تؤسس لولاية سياسية واجتماعية واقتصادية شمولية وطغيانية وعنصرية، ما يجعل الحرب خيارها الوحيد، ناهيك بحجم المصالح التي تُراكمها «الحوثية» وارتباطاتها الخارجية وضعف الضغوط عليها من الداخل والخارج. وتابع: «بالنسبة لليمنيين لم يعد السلام مطلباً بل هو خيار إجباري لا بد منه لإنقاذ اليمن والخروج من أزماته المتراكمة وتخفيف وطأة المأساة الإنسانية، وهذا ما يدفع الشرعية لتقديم التنازلات كافة لسحب (الحوثية) إلى طاولة الحوار والتفاوض، وكذلك يبذل التحالف جهوداً كبيرة ويقدم الحوافز ووضع اليمن على طريق التنمية والسلام».

لكنّ غلاب يرى أن حاجة اليمن للسلام والمبالغة في التدليل، دفع جماعة الحوثي إلى رفع سقف مطالبها حتى وصلت حد إلغاء بقية اليمنيين وإقصائهم، وقال: «تسعى الجماعة لفرض سلطة شمولية مطلقة عنصرية على أسس كهنوتية، كذلك تهدد السعودية والأمن والسلم الدوليين، وتتعامل مع التفاوض بوعي منتحر يهدد الجميع».

إعادة قراءة المشهد

وخلص الدكتور نجيب، وهو أستاذ سابق لعلم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، إلى أن «الحوثية لا تسير باتجاه السلام (...) ولن تقدم تنازلات من أجل الدولة والسلام، فهي ليست مهتمة باليمن كدولة ومجتمع ولا بالتنمية والتقدم بل ببناء جهازها الموازي وتقويته وتوسيع سيطرته وتحالفاته، كما أن لديها قناعة بأن الحرب الشاملة ضدها غير ممكنة من الخارج، وأن ثورة داخلية مستحيلة».

وأضاف: «نحن أمام معضلة غير قابلة للحل ولا التفكيك إلا بالحرب، وهذا ما تريده الحوثية (...) ولذلك فإن الحرب الأهلية المتقطعة في اليمن قادمة وستكون عواقبها أكثر خطراً مما حدث في الفترات السابقة، وقد تبلغ المأساة ذروتها، وقد تنمو منظومات معقدة من الإرهاب بأوجه متعددة وتدخلات خارجية أكثر تعقيداً، مما يجعل اليمن يدخل في شتات أخطر من الصوملة، وهذا احتمال قوي».

ووفقاً للدكتور غلاب، «إن لم تتم إعادة قراءة المشهد، وطبيعة (الحوثية)، وحالة الشتات اليمني، ووضع الشرعية الذي وصل إلى القاع... سندخل في معضلات مركبة وأكثر تعقيداً من الوضع الراهن». وفي رؤيته للحل، قال الدكتور نجيب: «نحتاج إلى قفزة كبرى في ترتيب أوراق التعامل مع الملف اليمني، وترتيب أوراق الشرعية، وممارسة أقصى ضغط ممكن على (الحوثية)، وحصار شامل ومتعدد الأوجه داخلياً وخارجياً على الجهاز الموازي لـ(الحوثية) بجميع شبكاته بما في ذلك الطابور الخامس».

إحدى الأسواق في صنعاء 6 يونيو (إ.ب.أ)

فجوة متزايدة بين الأطراف

من جانبه، يوضح الدكتور عبد العزيز جابر، وهو باحث يمني في الإعلام السياسي، أن السلام في اليمن في ظل المعادلة القائمة يعد مسألة معقَّدة ولكن ليست مستحيلة، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «هنالك بقعة ضوء في هذا المسار بدأت تَلوح في الأفق تمثلت في زيارة السفير السعودي لدى اليمن إلى صنعاء بمعيّة الوفد العماني».

وفي رده على سؤال عمّا إذا كانت الأطراف اليمنية مستعدة للسلام، تحدث جابر عن الفجوة الموجودة بين مواقف أطراف الصراع وتصوراتها لمستقبل اليمن، مبيناً أن هذه المواقف من أهم التحديات أمام إحلال السلام، وتابع: «الفجوة تتجلى في تمسُّك الحكومة الشرعية بالقرار 2216 في حين ترفض جماعة الحوثي تماماً تطبيق هذا القرار جملةً وتفصيلاً، بل لا يبدو أي مؤشر لقبولها بأي تسويات أخرى لعودة الوضع لما كان عليه قبل انقلابها».

ولفت الدكتور عبد العزيز إلى أن «المناطق المحررة وبخاصة الجنوبية يبرز موقف المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من المكونات الجنوبية والتي تُحكم قبضتها العسكرية والأمنية، وهذه القوى تسعى إلى استعادة استقلال جنوب اليمن، أو بالحد الأدنى منح أبنائه حق تقرير المصير، في الوقت الذي تعد مكونات سياسية يمنية أخرى ومنها حزب الإصلاح الوحدة اليمنية من أهم الثوابت الوطنية وترفض المساومة عليها». وأضاف: «في ظل هذه التصورات فإن التوفيق بين أطراف الصراع يبدو حتى مهمة صعبة ومعقدة بسبب رفض معظمهم تقبل حقيقة أنَّهم ليسوا قادرين على فرض رؤيتهم على بقية الأطراف».

المدينة القديمة في صنعاء (إ.ب.أ)

ويرى الباحث في الإعلام السياسي أن من أبرز المعوقات التي تقف أمام تحقيق سلام مستدام في اليمن هو ما حققه الحوثيون من سيطرة شاملة بلغت عمق الدولة ومفاصلها، محذراً من أن «العواقب تُبرز المخاوف من استمرار الصراع والدخول في حرب استنزاف طويلة المدى تُدخل اليمن في مرحلة صعبة، ويتحول اليمن إلى أزمة منسية يبسط الحوثيون سيطرتهم على الشمال، مع الخوف من أن تفقد الحكومة الشرعية سيطرتها على عدن وباقي المحافظات خصوصاً مع تردي الخدمات».

وأشار جابر إلى حديث محافظ حضرموت الأخير عن أن «الحضارم يحملون رسالة سلام وتعايش، لكن لم يعد باستطاعتهم الانتظار سنوات لحسم صراعات أزلية».

طفل يمنيّ يمر أمام مبانٍ مدمَّرة عليها رسم للفنان علاء روبل في عدن (أ.ف.ب)

عناد يقابله خوف وتشتت

بدوره، يعتقد لطفي نعمان زهز، كاتب سياسي يمني، أن التحركات السياسية التي شهدتها السنة الأخيرة تستحق التشجيع مهما اعترضها من عثرات متوقَّعة، على حد تعبيره. وأوضح أن «أطراف (اليمننة) متشبثون بتحقيق السلام إنما كلٌّ على طريقته، ووفق رؤيته الخاصة التي يريد فرضها على الطرف الآخر».

وحسب نعمان فإن «أكبر تحدٍّ يقف في طريق السلام في اليمن يتمحور في عناد وتعنت يقابله تخوف وتشتت». وأضاف: «بدلاً من أن يجلسوا جميعاً لبحث النقاط الممكن التوافق عليها، يتضح أنهم يرفضون الجلوس معاً، حسب تصريحات بعض المطلعين، كما يتباعدون جميعاً بطرح كل ما يمكن الاختلاف حوله، فيؤخرون الوصول للتسوية المرجوة».

عواقب أي تأخير في الوصول لتسوية نبلغ بها مرحلة السلام –وفقاً للطفي نعمان- لا يتحملها ولم يتحملها ولن يتحملها سوى المواطن المحروم من راتبه، وحريته، وكل حقوقه الأساسية، وقال: «يفترض من جميع الفاعلين في المشهد حث كل الأطراف اليمنية على تأكيد إنسانيتهم وشعورهم بالمسؤولية الوطنية تجاه اليمن، كل اليمن واليمنيين، ويجب أن يتنبهوا إلى أن السلام لليمن خير وأبقى».


بلينكن سعيد بـ«مساحات التعاون» مع السعودية والشركاء الخليجيين

الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الوزير بلينكن في قصر السلام بجدة يوم الأربعاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الوزير بلينكن في قصر السلام بجدة يوم الأربعاء (واس)
TT

بلينكن سعيد بـ«مساحات التعاون» مع السعودية والشركاء الخليجيين

الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الوزير بلينكن في قصر السلام بجدة يوم الأربعاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الوزير بلينكن في قصر السلام بجدة يوم الأربعاء (واس)

فيما اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته للسعودية بالتشديد على «الشراكة» المستمرة بين البلدين منذ 80 عاماً، دعا مقال بصحيفة أميركية بارزة واشنطن إلى مد «يد التعاون المحترمة والصادقة» إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى «شركاء».

واستقبل الأمير محمد بن سلمان، الوزير بلينكن في قصر السلام بجدة، يوم الأربعاء، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

كما عقد بلينكن جلسة محادثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وشارك في الاجتماع الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، وكذلك في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض.

وكتب بلينكن عبر حسابه الرسمي على «تويتر» الخميس: «وأنا أغادر السعودية، البلد الذي جمعتنا به شراكة على مدى 80 عاماً، سعيد للغاية بمساحات التعاون التي أنشأتها مع المملكة والشركاء في مجلس التعاون الخليجي». وأضاف: «إننا سنواصل معاً عملنا العاجل في شأن السودان، وضمان استمرار هزيمة داعش، ومواجهة التحديات العالمية».

مقال الصحيفة الأميركية شدد على ضرورة أن تمد واشنطن يد التعاون المحترمة والصادقة إلى ولي العهد السعودي (واس)

وبالتزامن مع زيارة بلينكن للمملكة، شدد مقال بصحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية على ضرورة «فهم ما يُحفّز» ولي العهد السعودي كون ذلك «يُعد مسألة ذات أهمية قصوى للسياسة الخارجية الأميركية». وأضاف كاتب المقال روب سبحاني أن الولايات المتحدة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى شركاء، بينما تواجه كثيراً من التحديات، ابتداءً من روسيا والصين وإيران إلى الاستجابة بأساليب ذكية وبناءة للأوبئة العابرة للحدود، وقيود سلسلة التوريد العالمية، والصعود الأخير لتقنية الذكاء الاصطناعي باعتبارها الثورة الصناعية الرابعة.

وتابع أنه «إذا مدت واشنطن يد التعاون المحترمة والصادقة إلى ولي العهد السعودي المفعم بالنشاط وصاحب التفكير المستقبلي، فلن يكون لديها صديق على المسرح العالمي أفضل من محمد بن سلمان». وزاد أن فهم ما يحفز الأمير محمد بن سلمان هو «نقطة البداية لكيفية تعامل واشنطن مع قائد سيلعب دوراً مهماً على المسرح العالمي لسنوات مقبلة»، مشيراً إلى أن ولي العهد السعودي يقود مجموعة غير مسبوقة ورائدة من الإصلاحات في المملكة، لافتاً إلى تأكيد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو أن الأمير محمد بن سلمان شريك مهم للولايات المتحدة.

وتابعت مقالة «واشنطن تايمز» أن الدافع الأول الذي يُحفّز الأمير محمد بن سلمان هو «حبه وفخره بالمملكة العربية السعودية وشعبها. وهذا يفسر سبب عزمه على القفز ببلاده لتصبح قوة اقتصادية تبلغ قيمتها تريليون دولار حتى يضمن ازدهار مواطنيه». وأشارت إلى أن «الرسالة واضحة: تتعامل واشنطن مع زعيم شعبي طوّر علاقة عميقة مع أمته الشابة». أما الدافع الثاني لولي العهد السعودي، بحسب مقالة الصحيفة الأميركية، «فهو رغبته الجامحة في ترك إرث لبلاده. فبالنظر إلى أن 60 في المائة من السكان تحت سن الثلاثين، فإن ولي العهد الأمير محمد أمام مهمةٍ لوضع الأساس للجيل القادم من السعوديين. على سبيل المثال، يوضح قراره الجريء بزراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء المملكة فهمه للتقاطع بين النتائج الصحية المعززة وزراعة الأشجار. لذلك يجب على واشنطن أن تمد يد العون لمساعدة محمد بن سلمان في جهوده لترك إرث لشعبه».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته مركز فناء الأول في الرياض يوم الأربعاء (أ.ب)

وأضاف مقال الصحيفة الأميركية أن العامل الثالث المحفز لولي العهد السعودي هو رغبته في جعل بلاده قوة للتغيير الإيجابي على الساحة العالمية. فمن معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي إلى حل النزاعات، يريد الأمير محمد أن تلعب السعودية دوراً أكثر نشاطاً وإيجابية. ويُقدّم هذا الدافع المتعلّق بمواجهة التحديات العالمية فرصة فريدة لواشنطن لمعالجة الصراعات في مسارح مثل أوكرانيا والسودان. في الواقع، يمكن لقائد السعودية المفعم بالنشاط أن يصبح شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة لحل النزاعات العالمية.

وتحدث المقال عن دافع رئيسي آخر للأمير محمد بن سلمان وهو «الالتزام الثابت بتمكين النساء الموهوبات في السعودية»، فيما العامل الخامس هو «الابتكار، وبشكل أكثر تحديداً، الاستفادة من التكنولوجيا من أجل الصالح العام». ولفت المقال في هذا الإطار إلى أن ولي العهد السعودي «يحب الإبداع، ويَظهر هذا الحماس عندما يتحدث المرء مع العلماء السعوديين ورغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج صحية عالمية أفضل».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض (أ.ب)

ورأى كاتب المقال أن لدى الولايات المتحدة مناسبتين حاليتين لبدء فصل جديد في العلاقات الأميركية - السعودية. المناسبة الأولى هي رحلة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الرياض، «فمن خلال إظهار الاحترام الحقيقي لدوافع ولي العهد الأمير محمد للارتقاء بأمته كقوة من أجل الصالح العالمي، يمكن للسيد بلينكن تعزيز الأمن القومي الأميركي. والمناسبة الثانية هي أن يدعو رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ولي العهد لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونغرس وإعطاء هذا القائد الشاب لدولة تعد من أهم الدول في العالم الفرصة لمشاركة رؤيته مع الشعب الأميركي».

وختم المقال: «إن ولي العهد السعودي مُحفّز بدوافع إيجابية لخلق نهضة سعودية جديدة. لذلك، من خلال إظهار حماس حقيقي لما يُحفّزه، لا يمكن للولايات المتحدة أن تجد شريكاً أفضل من محمد بن سلمان لمواجهة التحديات العالمية».