السوق المالية السعودية تقترب من الانضمام للمؤشرات العالمية

عقب حزمة من إجراءات التطوير

بدأت السعودية فعلياً أمس تطبيق وحدات التسعير الجديدة للأسهم المدرجة («الشرق الأوسط»)
بدأت السعودية فعلياً أمس تطبيق وحدات التسعير الجديدة للأسهم المدرجة («الشرق الأوسط»)
TT

السوق المالية السعودية تقترب من الانضمام للمؤشرات العالمية

بدأت السعودية فعلياً أمس تطبيق وحدات التسعير الجديدة للأسهم المدرجة («الشرق الأوسط»)
بدأت السعودية فعلياً أمس تطبيق وحدات التسعير الجديدة للأسهم المدرجة («الشرق الأوسط»)

بات إدراج مؤشر سوق الأسهم السعودية ضمن دائرة مؤشرات الأسواق العالمية الناشئة مسألة وقت، حيث اتخذت السعودية خطوات تطويرية مهمة على صعيد سوقها المالية خلال الفترة الماضية، وهي الخطوات التي تزيد من عمق السوق، وجاذبيته الاستثمارية، وكفاءة الأداء.
وبالأمس، بدأت السعودية فعلياً في تطبيق وحدات التسعير الجديدة للأسهم المدرجة، وهي الوحدات التي باتت أكثر تقارباً، مما يعطي تعاملات السوق اليومية عمقاً أكبر، وفرصاً استثمارية أعلى، فيما استقبل مؤشر السوق تطبيق وحدات التسعير الجديدة أمس بـ«اللون الأخضر»، على الرغم من الخسائر التي شهدتها أسعار النفط يوم الجمعة الماضي.
واتخذت السعودية خلال الفترة الماضية مجموعة من الخطوات المهمة نحو تطوير السوق المالية، وزيادة فرص إدراجها ضمن مؤشرات الأسواق العالمية الناشئة، إذ قررت في وقت سابق تخفيف القيود أمام رؤوس الأموال الأجنبية، بالإضافة إلى تطبيق معايير المحاسبة الدولية على قوائم الشركات.
كما اتخذت السعودية قرارات أخرى ذات طابع مهم لرفع مستوى مواكبة سوقها المالية للأسواق العالمية، يأتي ذلك عبر إطلاق سوق الأسهم الموازية «نمو»، التي تتعلق بأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإلغاء إدراج الشركات التي تزيد خسائرها على 50 في المائة من رأس المال، الأمر الذي فرض على إدارات الشركات حيوية أكبر، ورغبة أعلى نحو تحقيق الربحية، والبعد عن شبح الخسائر، مما ساهم بالتالي في زيادة ربحية الشركات خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 38 في المائة، مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من العام المنصرم.
ويُحسب لهيئة السوق المالية السعودية أنها تعمل بشكل متقارب مع المستثمرين الأفراد، والصناديق الاستثمارية، في السوق المحلية، حيث تطرح هيئة السوق مسودة قراراتها الجديدة وأنظمتها التي تنوي العمل بها أمام المستثمرين للتصويت وإبداء الرأي، الأمر الذي جعل القرارات الجديدة ذات قبول ملحوظ لدى أوساط المستثمرين.
وفي هذا الشأن، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملاته، أمس (الأحد)، على ارتفاع بنسبة 0.9 في المائة، ليغلق بذلك عند مستويات 6928 نقطة، أي بارتفاع 64 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.3 مليار ريال (613.3 مليون دولار).
وبدأت السوق المالية السعودية «تداول»، أمس، تعديل وحدات تغير السعر للأوراق المالية على السوق الرئيسية والموازية، وصناديق المؤشرات، والصناديق العقارية المتداولة، وحقوق الأولوية.
وفي هذا الشأن، من المتوقع أن تدخل السوق السعودية قائمة المراقبة لمؤشر الأسواق الناشئة (MSCI) خلال العام الحالي، خصوصاً أن المملكة أجرت حزمة من الخطوات التطويرية التي من المتوقع أن تساهم في إتمام هذا الانضمام.
وكانت «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» (MSCI) قد قالت العام الماضي إنها ترحب بالإصلاحات التي أعلنت عنها هيئة السوق المالية السعودية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ستقرب عند تنفيذها السوق السعودية من معايير الأسواق الناشئة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أبدى فيه بنك «غولدمان ساكس» الأميركي رغبته الجادة في الحصول على رخصة لتداول الأسهم السعودية، حيث تقدم بطلب الحصول على الرخصة اللازمة من هيئة السوق المالية في البلاد، في خطوة جديدة تعكس مدى جاذبية السوق المالية السعودية.
ويأتي طلب «غولدمان ساكس» في الحصول على رخصة لمزاولة أعماله في سوق الأسهم السعودية كخطوة جديدة تعقب منح هيئة السوق المالية السعودية شركة «سيتي غروب العربية السعودية» رخصة تتيح لها التعامل في سوق المال المحلية، نهاية أبريل (نيسان) الماضي.
ولم تكشف هيئة السوق المالية السعودية عن تفاصيل أكبر تتعلق بطلب «غولدمان ساكس» الأميركي، إلا أن معلومات توفرت لـ«الشرق الأوسط» قبل يومين تؤكد أن هيئة السوق المالية السعودية تلقت خلال الأسابيع القليلة الماضية طلبات جديدة عدة من بنوك عالمية لمزاولة أعمالها في سوق الأوراق المالية في البلاد.
ويعود الطلب الملحوظ من قبل البنوك العالمية للحصول على رخصة تتيح لها مزاولة أعمالها في سوق الأوراق المالية السعودية إلى البرامج الضخمة التي تعمل عليها المملكة من أجل تحقيق «رؤية 2030» لمرحلة ما بعد النفط، وهي البرامج الجديدة التي تشتمل على برنامج يتعلق بتطوير القطاع المالي في البلاد.
وبات برنامج تطوير القطاع المالي، الذي أعلنت عنه السعودية ضمن البرامج المحققة لـ«رؤية المملكة 2030»، خطوة مهمة نحو تطوير سوق المال المحلية، ووضعها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق مالية في العالم. يأتي ذلك في وقت تعمل فيه المملكة بشكل حيوي على كثير من الإصلاحات الاقتصادية التي أسهمت في تجنيب اقتصاد البلاد من الآثار السلبية التي كانت ستلحق به نتيجة للانخفاضات الحادة التي شهدتها أسعار النفط.
ويعمل برنامج تطوير القطاع المالي على رفع حجم وعمق وتطور أسواق رأس المال السعودية، وتحسين تجربة المشغلين والمستخدمين، ومكانة أسواق رأس المال السعودية على الصعيد الإقليمي «بأن تصبح سوق المال السعودية السوق الرئيسية في الشرق الأوسط»، وعلى الصعيد العالمي «بأن تصبح السوق السعودية من أهم 10 أسواق عالمية»، وأن تكون سوقاً متقدمة وجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، بما يمكنها من القيام بدور محوري في تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر دخله، ويشمل كذلك تطوير المؤسسات المالية (صناديق التمويل العامة والخاصة، والبنوك وشركات التأمين)، لتعزيز دورها في دعم نمو القطاع الخاص.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».