قوات الشرعية تسعى لهزم الحوثيين في معقلهم بصعدة

قائد عسكري: الانقلابيون يدفعون بأطفال القبائل للقتال على الحدود

مقاتلون من الجيش الوطني في محيط قصر التشريفات بتعز (رويترز)
مقاتلون من الجيش الوطني في محيط قصر التشريفات بتعز (رويترز)
TT

قوات الشرعية تسعى لهزم الحوثيين في معقلهم بصعدة

مقاتلون من الجيش الوطني في محيط قصر التشريفات بتعز (رويترز)
مقاتلون من الجيش الوطني في محيط قصر التشريفات بتعز (رويترز)

تشهد جبهات القتال في محافظة صعدة اليمنية، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، معارك متواصلة بين قوات الشرعية الممثلة في الجيش الوطني من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في وقت كشف قائد عسكري في قوات الشرعية، عن أن الميليشيات بدأت تفقد قدراتها القتالية في بعض الجبهات.
وقال العميد عبيد حمد الأثلة، قائد محور صعدة لـ«الشرق الأوسط»: إن لدى قوات الجيش الوطني «خططا عسكرية مستقبلية للتقدم والتوسع في محافظة صعدة التي تعد المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين، وتحريرها بالكامل من قبضة الانقلابيين»، مضيفاً أن «الجيش الوطني تمكن من التقدم والتوسع الميداني خلال المعارك التي شهدتها جبهة البقع، بعد أن انتهج استراتيجية لإضعاف قدرة الانقلابيين».
وتابع القائد العسكري، أن جبهات صعدة فتحت منذ نحو 7 أشهر «وكان لا بد من فتح جبهات عدة لتضييق الخناق على الميليشيات الانقلابية وإضعاف قدراتها على المواجهة في أكثر من جبهة، وفعلا تم فتح جبهتي (ثار صلة) و(جبهة علب) وكان لهما أثر كبير في رفع الضغط على جبهة البقع من خلال تشتيت القدرات العسكرية للميليشيات التي كانت تواجه الجيش الوطني في جبهة واحدة وهي جبهة البقع».
وفيما يتعلق بجبهة علب الحدودية مع المملكة العربية السعودية، قال العميد الأثلة: إن قوات الجيش الوطني تواصل التقدم بعد أن تمكنت، في وقت سابق، من السيطرة على المنفذ الحدودي وساحة الجمرك وعدد من المناطق، لكنه أكد أن قوات الجيش تواجه صعوبات في التقدم «وغالبا ما تكون ناتجة للكم الهائل من الألغام التي زرعتها الميليشيات، في مساحات واسعة تعيق عملية التقدم السريع للجيش وطبيعة الأرض رملية».
ويملك الجيش الوطني الذي يسيطر على نحو 30 في المائة من صعدة، ستة ألوية عسكرية في هذه المحافظة، وهو يسعى لاستعادة السيطرة على كل المديريات التي يوجد فيها الانقلابيون في مناطق المواجهات.
وتشهد مناطق المحافظة المتاخمة لمحافظتي حجة والجوف معارك عنيفة، بالتوازي مع الغارات الجوية العنيفة والمكثفة التي تشنها مقاتلات التحالف العربي على مواقع وتجمعات الانقلابيين في مناطق المحافظة، وبخاصة المناطق القريبة من الشريط الحدودي. ووصف القائد العسكري الوضع الإنساني في محافظة صعدة بالكارثي، وقال: إن الميليشيات هدمت الكثير من منازل المواطنين وقامت باعتقال أسر كثيرة وشخصيات اجتماعية ومشايخ وحقوقيين مناهضين لها، عمدت إلى التصفية الجسدية لكثيرين ممن عارضوهم، بالإضافة إلى أخذ أبناء المواطنين من الأطفال بالقوة والدفع بهم إلى جبهات القتال على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه في الوقت المناسب، فإن المواطنين سيلتفون حول قوات الجيش الوطني في حال توغله في المحافظة؛ وذلك نظراً لما عاناه ويعانيه أبناء صعدة على يد الميليشيات الانقلابية منذ سنوات عدة.
وتشير تقارير محلية إلى أن الانقلابيين ضيقوا الخناق على المواطنين في محافظة صعدة. وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن آلاف الأسر نزحت وتركت منازلها وغدت تعيش ظروفاً إنسانية صعبة. وكانت قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف العربي، تمكنت من فرض سيطرتها في جبهتي البقع وثار صلة، وعلى مواقع عسكرية استراتيجية أبرزها مقر قيادة اللواء 102 وتبة الشهداء والمطار وعليب والسنترال ومخنق صله وجبل الثأر وجبل حبيش ومواقع أخرى كثيرة.
وأدت الحرب منذ بدء الانقلاب على الشرعية في اليمن، إلى مقتل الآلاف من أبناء محافظة صعدة، الأمر الذي فاقم حالة التذمر والغليان في أوساط المواطنين جراء فقدان أبنائهم، غير أن أساليب القمع والترهيب المتبعة من قبل الحوثيين ساهمت، بشكل كبير، في حالة الخضوع للأمر الواقع، كما هو الحال في باقي المحافظات التي تخضع لسيطرة الانقلابيين، بحسب المراقبين.
وفي تعز، هاجمت قوات الجيش الوطني ما تبقى من مواقع للميليشيات في القصر الجمهوري ومحيط معسكر اللواء الخاص (الأمن المركزي). وقال القائد العسكري في الجيش الوطني عبد الله الشرعبي «الشرق الأوسط» إن قوات الجيش ما زالت مرابطة في مواقعها التي تم السيطرة عليها وهي تقترب من معقل الميليشيات في الحوبان، إضافة إلى استمرار حصار الميليشيات في معسكر قوات الأمن الخاصة من ثلاثة محاور.
وفي جبهة البيضاء، صعدت الميليشيات من قصفها على قرى الناصفة بمديرية الزاهر، وقرية بفعان بمديرية ذي ناعم، تضررت على إثرها عدد من المنازل والمزارع. وأكدت مصادر محلية أن الميليشيات اختطفت مواطناً ونجله بعد الاعتداء عليهما ونهب سيارتهما في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.