وزراء خارجية المغرب العربي يتفقون مبدئيا على عقد القمة المغاربية في أكتوبر بتونس

بن يحيى يدعو إلى تغيير الصورة المتداولة عن جمود الاتحاد

ارشيفية
ارشيفية
TT

وزراء خارجية المغرب العربي يتفقون مبدئيا على عقد القمة المغاربية في أكتوبر بتونس

ارشيفية
ارشيفية

أعلن وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي موافقتهم المبدئية على عقد قمة لرؤساء دول الاتحاد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بتونس، وذلك استجابة للدعوة التي تقدمت بها تونس من أجل استضافة القمة المغاربية. ولم يعقد أي اجتماع على مستوى رؤساء دول الاتحاد منذ 1994 جراء استمرار الخلاف بين المغرب والجزائر حول نزاع الصحراء.
في غضون ذلك، قال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي، إن المقاربة الأمنية غير قادرة وحدها على مواجهة التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، مشيرا إلى وعي دول اتحاد المغرب العربي بضرورة الإسهام بشكل مشترك في مواجهة هذه التحديات.
وأضاف مزوار، خلال لقاء صحافي مشترك لوزراء خارجية الدول المغاربية عقد مساء أول من أمس بالرباط عقب اختتام أشغال الدورة 32 لمجلسهم: «نحن منخرطون في هذا المسلسل من منطلق وجود قناعات مشتركة، ووفق مقاربة تخرج عن المنطق التقليدي» من أجل مواجهة هذه التحديات، المرتبطة أساسا بالهجرة غير الشرعية والاتجار الدولي في المخدرات.
وأوضح الوزير المغربي أن «المقاربة المتكاملة» التي ينهجها المغرب لمواجهة هذه التحديات تقوم على النهوض بالأمن الروحي بالمنطقة، ودعم التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية للمساهمة في استقرار سكانها والحد من الهجرة.
ودعا مزوار دول الاتحاد إلى العمل الجماعي من أجل إطلاق مبادرات ومساهمات «تسير في اتجاه دعم سكان منطقة الساحل والصحراء في مجال الأمن الغذائي، وكذا دعم المبادرة الحرة، وكل ما من شأنه ضمان استقرارها».
وفي سياق متصل، أشار مزوار إلى أن اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي تطرق إلى الوضع في ليبيا، وجرى تأكيد الانخراط القوي لدول الاتحاد لدعم دينامية المصالحة الوطنية في هذا البلد، لتنهي مرحلتها الانتقالية في اتجاه بناء مؤسساتها الديمقراطية والحفاظ على استقرارها، و«هو ما سنعمل جميعا من أجل تحقيقه».
وقال محمد محمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا، إن أي خلل أمني في منطقة الساحل سيؤثر سلبا على أمن شمال أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مذكرا بانعقاد الكثير من الاجتماعات والورشات بدول المغرب العربي حول التعاون الأمني، من بينها أشغال المؤتمر الوزاري الإقليمي الثاني حول أمن الحدود الذي انعقد في 2013 بالرباط، والذي توج بـ«إعلان الرباط» الذي دعا إلى إقامة مركز إقليمي للتكوين والتدريب لفائدة ضباط مكلفين أمن الحدود في بلدان منطقة شمال أفريقيا والساحل والصحراء للاستفادة من تجارب الدول والشركاء الآخرين.
كما أبرز أهمية مواصلة الجهود المبذولة فرديا وجماعيا على مستوى اتحاد المغرب العربي في المجال الأمني وتعزيز التواصل مع منظمات إقليمية أخرى مثل الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لضمان التعاون في معالجة القضايا الأمنية كالإرهاب والاتجار في البشر والهجرة والمخدرات.
من جهته، دعا الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، إلى تغيير الصورة المتداولة حول «جمود» هياكل الاتحاد، مستعرضا في هذا الصدد عددا من الاجتماعات واللقاءات المنتظمة التي يعقدها وزراء بلدان الاتحاد المغاربي في مختلف المجالات والقطاعات. وقال إن «الحوار مستمر داخل الاتحاد رغم الاختلاف في الرأي، ونأمل تقوية الاتحاد في سياق التحديات التي تواجه المنطقة».
وكان مجلس وزراء خارجية الاتحاد قد أصدر بيانا في ختام أشغاله، شدد فيه على أهمية التصدي الجماعي للمخاطر الأمنية العابرة للحدود التي تواجهها المنطقة المغاربية، كما أكد ضرورة تعزيز التعاون الأمني وتكثيف الجهود من أجل المواجهة الجماعية لهذه التحديات من خلال اعتماد سياسات أمنية مشتركة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.