بكين والرياض تتحضران لتنفيذ 35 اتفاقية استراتيجية

بكين والرياض تتحضران لتنفيذ 35 اتفاقية استراتيجية
TT

بكين والرياض تتحضران لتنفيذ 35 اتفاقية استراتيجية

بكين والرياض تتحضران لتنفيذ 35 اتفاقية استراتيجية

تستعد بكين والرياض لبدء تنفيذ 35 اتفاقية تم توقيعها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للصين في شهر مارس (آذار) الماضي، وبما يؤسس لشراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. وفي هذا الإطار، يزور وفد صيني السعودية، الاثنين المقبل، لإجراء مباحثات تتعلق بترجمة هذه الاتفاقيات على أرض الواقع.
وقال لي هوا شين، السفير الصيني لدى السعودية، في اتصال هاتفي بـ«الشرق الأوسط»: «بكين والرياض ستدخلان في الفترة المقبلة مرحلة تنفيذ كل الاتفاقيات التي وقعت أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للصين في شهر مارس الماضي، وذلك لتحقيق أعلى مستويات الشراكات الاستراتيجية بين البلدين». وأضاف أن الزيارة الأخيرة للملك سلمان بن عبد العزيز إلى للصين شهدت مجموعتين من الاتفاقيات؛ الأولى تم التوقيع عليها أمام خادم الحرمين والرئيس الصيني شي جينبينغ، وشملت 14 اتفاقية، ثم تلا ذلك التوقيع على عدد آخر من الاتفاقيات، بلغ عددها أكثر من 21 اتفاقية، في مناسبات أخرى، منها على سبيل المثال منتدى التعاون السعودي - الصيني الذي أقيم على هامش الزيارة، مشيراً إلى أن الجانبين يعملان على تنفيذ هذه الاتفاقيات.
وتطرق إلى أن وفداً صينياً سيزور السعودية يوم 5 يونيو (حزيران) من مقاطعة غواندونغ، التي تقع جنوب الصين، لإجراء مباحثات جديدة مع الجانب السعودي بهدف تطبيق هذه الاتفاقيات.
ولفت شين إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ أكثر من 43 مليار دولار، غير أن هناك تأثيرا لانخفاض أسعار البترول على القيمة النهائية لحجم التبادل التجاري.
وقال السفير الصيني لدى السعودية: «التعاون بين البلدين لم يكن منحصراً في قطاعات محدودة، بل شاملاً جميع المجالات الحيوية المهمة، ومن أهمها مجالات الطاقة بأنواعها، فضلاً عن التجارة في المواد الخام، وصناعة وترحيل البترول من المنبع إلى المصب، إضافة إلى الصناعات البتروكيماوية والصناعات المتقدمة في الطاقة والمشاريع الأخرى ذات الصلة».
ووفق شين، تغطي الشراكات بين البلدين أيضاً مشروعات البنية التحتية وبناء الجسور والطرق والسكك الحديد والموانئ، والتوسع في مجالات جديدة مثل الصناعات المتقدمة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
ونوه إلى أن المباحثات الثنائية جارية كذلك بشكل مستمر لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجال مشروع التعاون النووي وإنتاج الطاقة المتجددة، بجانب المجالات الثقافية والتعليمية والتدريب والاتصالات.
ولفت إلى أن السعودية تعد أكبر شريك تجاري للصين على مستوى الوطن العربي، مشيراً إلى معالجة ارتفاع أسعار التأشيرات إلى بلاده مع المعنيين في الخارجية السعودية، لمصلحة تدفق الاستثمارات، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.