أحكام بحق مسؤولين في 4 محافظات عراقية

أحكام بحق مسؤولين في 4 محافظات عراقية
TT

أحكام بحق مسؤولين في 4 محافظات عراقية

أحكام بحق مسؤولين في 4 محافظات عراقية

صدرت مجموعة أحكام قضائية وإدارية بحق مسؤولين تنفيذيين وتشريعيين في 4 محافظات عراقية، خلال الأيام الماضية، على خلفية قضايا فساد وعمليات تزوير؛ إذ أصدرت محكمة جنح الحلة في محافظة بابل (85 كيلومتراً جنوب بغداد) الثلاثاء الماضي، حكماً بالحبس البسيط لمدة 6 أشهر، مع غرامة مالية بحق محافظ بابل صادق مدلول السلطاني لإدانته بقضايا فساد.
وقال القاضي علي الطائي في بيان إن «محكمة الجنح أصدرت حكماً بالحبس البسيط لمدة 6 أشهر مع غرامة مالية قدرها مليون دينار بحق محافظ بابل صادق مدلول لإدانته بقضايا فساد مالي وإداري». وذكر أن «المدان حاول الهروب من المفرزة بعد إصدار الحكم، إلا أن رجال المفرزة تمكنوا من إعادته».
وعدّ معارضون لمدلول أن الحكم «لا يتناسب مع حجم التجاوزات التي ارتكبها» الرجل المنتمي إلى «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نائب الرئيس نوري المالكي، وقد صدرت بحقه أكثر من مذكرة توقيف على خلفية تهم فساد في السابق، لكنه لم يحاسب. وقالت هيئة النزاهة أمس إن الحكم على محافظ بابل «صدر استناداً لأحكام المادة 331 من قانون العقوبات العراقي، لمخالفته عمداً واجباته الوظيفية». ولفتت إلى أن قرار الحكم الصادر بحق المدان «أعطى الحق للجهة المتضررة (ديوان محافظة بابل) بإقامة الدعوى المدنية للمطالبة بالتعويض في حال اكتساب القرار الدرجة القطعية».
وتنص المادة 331 من قانون العقوبات على أن «يعاقب بالحبس وبالغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين كل موظف أو مكلف بخدمة عامة ارتكب عمداً ما يخالف واجبات وظيفته أو امتنع عن أداء عمل من أعمالها بقصد الإضرار بمصلحة أحد الأفراد أو بقصد منفعة شخص على حساب آخر أو على حساب الدولة». وكانت مجموعة من أهالي بابل تظاهروا ضد المحافظ واعتصموا في عام 2014 أمام مبنى المحافظة للمطالبة بعزله، لكن كتلته النيابية «دولة القانون» المسيطرة على مجلس المحافظة، أصرت على بقائه في منصبه.
من جهة أخرى، أمرت محكمة تحقيق في الديوانية، مركز محافظة القادسية (180 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد)، بتوقيف رئيس مجلس المحافظة جبير سلمان الجبوري 4 أيام لإدانته بـ«تزوير محاضر جلسات وتواقيع»، ثم عادت المحكمة وأفرجت بكفالة عنه أول من أمس. والجبوري هو الآخر عضو في «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي.
وفي محافظة الأنبار غرب العراق، أقال المحافظ صهيب الراوي نائبه الفني علي فرحان حميد، على خلفية اتهام رسمي له بتقديم شهادة دراسية مزورة. وأشار مكتب المحافظ في بيان إلى «ورود كتاب من لجنة النزاهة في البرلمان يفيد بأنه (حميد) قدم شهادة مزورة». غير أن نائب المحافظ المقال رد برفع 4 دعاوى قضائية ضد المحافظ بتهم «التشهير والتزوير والتعسف بالقرار وتجاوز الصلاحيات».
وتشير مصادر مقربة من مجلس محافظة الأنبار إلى أن الخلاف بين المحافظ ونائبه بسبب تنافس بين الجهتين التي ينتمي إليها كل منهما، حيث ينتمي المحافظ إلى كتلة «الحزب الإسلامي» بينما ينتمي نائبه إلى كتلة «الحل».
ولعل الخبر القضائي الوحيد السعيد للمسؤولين التنفيذيين هذا الأسبوع، هو الحكم الصادر بعودة محافظ واسط (150 كيلومتراً جنوب بغداد) محمود عبد الرضا طلال؛ إذ أصدرت محكمة القضاء الإداري قبل يومين، وبعد نحو 30 شهراً من المرافعات، حكماً بعودة طلال إلى منصبه. وكان مجلس محافظة واسط صوّت على إقالة المحافظ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 بعد جلسة استجواب على خلفية اتهامات بـ«تجاوزات مالية وإدارية».
وبعد الحكم لمصلحته، أعلن المحافظ السابق أنه لا يرغب في العودة إلى منصبه ويفضّل «ترك المجال للقائمين على إدارة المحافظة للمضي في عملهم، خدمة لأبناء واسط». وأكد تكليفه مهام «لجنة المحافظات في التحالف الوطني» من قبل رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.