الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

يشمل برنامج الإصلاح تعزيز حضور المجتمع المدني والقوى السياسية

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين
TT

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

وجّه الاتئلاف الوطني السوري، دعوات رسمية إلى 12 فصيلاً عسكرياً، لتسمية ممثليهم في الائتلاف، بهدف التنسيق المشترك بينه وبين القوى العسكرية. ولاقت هذه المبادرة ترحيب أغلب الفصائل المدعوّة التي أعلنت موافقتها، ورأت فيها «خطوة جدية وعملية تصبّ في مصلحة الثورة وأهدافها».
وأعلن الائتلاف في بيان أصدره، أمس، أن دعوة الفصائل، «تندرج ضمن البرنامج الإصلاحي، الذي طرحته قيادة الائتلاف الجديدة، وتعزيز شرعية الائتلاف، وضمن خطوات ترمي إلى تقوية وتصحيح التمثيل في الائتلاف لجميع المكونات العسكرية والثورية والسياسية والمحلية».
وشكّلت الهيئة السياسية داخل الائتلاف لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية، بشأن تمثيلها السياسي في الائتلاف. وحددت اللجنة 12 فصيلاً، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئة السياسية، حيث وافق أغلبها على المشاركة، فيما ينتظر موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وجميع القوى العسكرية.
الائتلاف قال في بيانه، إن الهيئة السياسية اتخذت قراراً بالإجماع، بناء على توصية لجنة العضوية واللجنة القانونية، بإنهاء عضوية «كتلة الأركان»، التي كانت تمثل المجلس العسكري والذي جرى حلُّه سابقاً، «وذلك لعدم وجود الأصل الذي يمثلونه»، وفق قرار اللجنة القانونية.
وحيّت الهيئة السياسية في الائتلاف، الأعضاء الذين مثلوا الحراك العسكري خلال الفترة الماضية، على الجهد الذي بذلوه، وأكدت ترحيبها بأن يكونوا ممثلين لأي فصيل من الفصائل المعتمدة، والحرص على أواصر التعاون معهم.
وترتبط هذه المبادرة بعوامل متعددة فرضت نفسها، وعزا عضو الهيئة السياسية ورئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان، هذه الخطوة، إلى «التغيير الذي طرأ على الخريطة العسكرية، بعد حلّ هيئة أركان الجيش الحرّ». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل المشار إليها «جرت دعوتها ليكون لها تمثيل سياسي في الائتلاف»، لافتاً إلى أن «انضمام الممثلين السياسيين إلى الائتلاف، يعزز دور مجموعة العمل المشتركة الموجودة أصلاً، والتي تتولى التنسيق بين الائتلاف كممثل سياسي للمعارضة، وبين القوى العسكرية الموجودة على الأرض».
وكشف رمضان، أسماء بعض الفصائل المدعوة لتتمثل سياسيا، مثل «فيلق الشام»، و«فيلق الرحمن»، و«الجبهة الشامية»، و«جيش الإسلام»، و«جيش اليرموك» (في درعا)، و«جيش العشائر»، و«فرقة السلطان مراد». وهذه الفصائل «إما تتبع تنظيمياً الجيش الحرّ، أو ملتزمة بأجندته وبأهدافه الثورية»، مؤكداً أن «أي من هذه الفصائل، لا تمتّ بصلة إلى (هيئة تحرير الشام)، أو المجموعات المتشددة».
ويشمل برنامج الإصلاح الذي طرحه رئيس الائتلاف المنتخب رياض سيف، وتبنته الهيئة السياسية، سلسلة خطوات ترمي إلى «تحديث النظام الداخلي، وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية، وإنشاء مجموعات عمل مشتركة، مع النقابات والمجالس المحلية والأحزاب والهيئات السياسية والشباب والقوى الثورية والشخصيات الفكرية والمجتمعية ورجال الأعمال»، معتبرة أن هذا البرنامج «يضمن أوسع نطاق من المشاركة في القرار الوطني السوري، إلى جانب اعتماد مبدأ الشفافية والمحاسبة، وإطلاع الرأي العام السوري على مسيرة العمل السياسي بكل تحدياتها وأوضاعها، بشكل يعيد ثقة الشارع السوري بثورته وهيئاته الوطنية».
في هذا الوقت، أكد وائل علون الناطق باسم «فيلق الرحمن» لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيادة الفيلق تسلّمت بالفعل دعوة رسمية لتسمية ممثل لها في الائتلاف». وقال: «نتعاطى بشكل إيجابي مع جميع مؤسسات الثورة السورية ومنها الائتلاف». وأوضح أنه في الأيام المقبلة «سيكون هناك ردّ إيجابي من الفيلق الذي يرغب في المشاركة الفاعلة مع كل المؤسسات الثورية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.