قصف مكثف على مواقع لـ«داعش» في الموصل

خاضت الشرطة الاتحادية العراقية المتوغلة في حي الزنجيلي، أمس، اشتباكات ضارية مع عناصر «داعش» وسط الأزقة الضيقة. وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته قصفت «دفاعات التنظيم ومقراته في الزنجيلي بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة، تمهيداً لتقدم قوات المشاة الخاصة».
وأشار جودت إلى أن قواته «حررت آلاف المدنيين، وفتحت ممرات آمنة لخروجهم من مناطقهم والتخلص من إرهابيي (داعش)»، فيما كثفت الطائرات أمس من غاراتها غرب الموصل. وذكرت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أن «الطائرات المسيرة التابعة لطيران الجيش وجهت ضربتين جويتين أسفرتا عن تدمير موقع تابع لـ(داعش) وقتل 8 إرهابيين في قرية الوحدة شمال غربي البعاج، وتدمير عجلة مفخخة في قرية البوثة جنوب البعاج». وشن طيران الجيش غارات على مواقع للتنظيم في مناطق تل فارس والبعاج وبادوش، أسفرت عن «مقتل 17 مسلحاً» وتدمير ثلاث عربات، بحسب الإعلام الحربي.
وكشفت الشرطة الاتحادية، أمس، أن «داعش» ترك عشرات العربات المفخخة في المناطق التي استعادت القوات السيطرة عليها في الموصل، مشيرة إلى أن التنظيم يعاني من نقص كبير في أعداد مقاتليه الأجانب، خصوصاً الانتحاريين منهم.
وقال مسؤول الإعلام في الشرطة الاتحادية العقيد عبد الرحمن الخزعلي لـ«الشرق الأوسط» إن «أعداد العجلات (العربات) المفخخة التي عثرنا عليها خلال اليومين الماضيين في الأحياء والمناطق المحررة حديثاً تجاوزت 20... هذه العجلات كانت مصفحة وجاهزة لشن هجمات انتحارية، لكن مسلحي التنظيم تركوها وفروا من أرض المعركة».
وعزا عدم تمكن «داعش» من استخدام هذه العربات المفخخة في هجمات إلى «انخفاض أعداد مسلحيه الأجانب، خصوصاً الانتحاريين منهم، إذ تمكنت قواتنا خلال الأشهر الماضية من قتل أعداد كبيرة منهم». ولفت إلى أن «التنظيم يستخدم شباناً دون سن العشرين عاماً لتنفيذ هذه الهجمات».
وعلى الرغم من اندفاع القوات العراقية من ثلاثة محاور باتجاه المدينة القديمة والأحياء المتبقية من غرب الموصل، فإن تقدمها بطيء بسبب ضيق الأزقة، وكثافة أعداد المدنيين الذين يسكنون هذه المناطق، إلى جانب شراسة المعارك؛ حيث يبدي من تبقى من مسلحي «داعش» مقاومة عنيفة.
وأشار الخزعلي إلى أن الشرطة الاتحادية تمكنت أمس من السيطرة على «مدرسة لتدريب الانغماسيين وفرق الإغارة التابعة لـ(داعش) في حي الزنجيلي». وأوضح أن «مدرسة التدريب كانت تتكون من غرف نوم وقاعات للدروس النظرية، إضافة إلى مواقع خاصة بالتدريب على كيفية استخدام المتفجرات وتنفيذ أعمال التفجير».