المجلس الرئاسي الليبي سيعيد المهجرين قبل انقضاء رمضان

رجل يمر بمبنى متضرر عقب اشتباكات عنيفة بين فصائل متنافسة في منطقة أبو سليم في طرابلس (رويترز)
رجل يمر بمبنى متضرر عقب اشتباكات عنيفة بين فصائل متنافسة في منطقة أبو سليم في طرابلس (رويترز)
TT

المجلس الرئاسي الليبي سيعيد المهجرين قبل انقضاء رمضان

رجل يمر بمبنى متضرر عقب اشتباكات عنيفة بين فصائل متنافسة في منطقة أبو سليم في طرابلس (رويترز)
رجل يمر بمبنى متضرر عقب اشتباكات عنيفة بين فصائل متنافسة في منطقة أبو سليم في طرابلس (رويترز)

قال المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني الليبية في بيان أصدره صباح اليوم الثلاثاء، إنه عقد العزم على اتخاذ الإجراءات الكفيلة لعودة المهجرين من بيوتهم قبل انقضاء رمضان وحلول العيد، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة الأمنية «دون مساومة أو متاجرة».
ووصف المجلس ذلك بأنه حق مكتسب لكل مواطن وإنسان يعيش على تراب ليبيا، وحذر من أي تجاوزات قد تحدث كالخطف أو الاعتداء على البيوت والحرمات، أو التعدي على مؤسسات الدولة من أناس، وصفهم البيان «بأنهم استمرأوا الجريمة واستغلوا الأحداث لبث الفتنة وضرب النسيج الاجتماعي في العاصمة»، وشدد على أنه «سيكون لهم بالمرصاد».
وجاء في نص البيان: «نحذر المجموعات مهما كانت صفتها وبأي مبرر من الدخول للعاصمة دون تنسيق وتحت إشراف كامل من حكومة الوفاق والأجهزة الأمنية التابعة لها، ويؤكد المجلس أن حكومة الوفاق الوطني ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين والعبث بأمن العاصمة طرابلس من جديد».
وقبل ساعات من هذا البيان، طالب آمر «قوة العمليات الخاصة»، المدعومة من مدينة «الزنتان»، الرائد عماد الطرابلسي، رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي، والمشير خليفة حفتر الذي عينه مجلس النواب المنتخب قائدا عاما لـ«الجيش الوطني الليبي»، بتسهيل عودة المهجرين الذين أجبرتهم الحرب التي دارت في طرابلس صيف عام 2014. وما تلاها من أحداث، على ترك منازلهم.
وطالب «الطرابلسي» بعدم الزج بعودة المهجرين في شؤون السياسة، وقال خلال حديث لقناة «ليبيا روحها الوطن» الفضائية، مساء أمس (الاثنين): «لا يوجد في طرابلس من يستطيع تأمين عودة المهجرين إلى ديارهم»، وإن «قوة العمليات الخاصة هي من ستقوم بتأمينهم»، مؤكدا أن هدفهم من عودة العائلات المهجرة إلى طرابلس إنسانيا وليس سياسيا، وأنه لم يعد بإمكانهم السكوت على ما آلت إليه ظروف المهجرين»، لافتًا إلى أن العائلات المهجرة هي من اختارت التوقيت بسبب ظروفهم الاقتصادية التي وصفها بالمزرية.
وأشار «الطرابلسي» إلى أنه لا علاقة لمدينة «الزنتان» بما عزموا عليه، وأن جنود قوة العمليات الخاصة ينتمون لكافة أنحاء ليبيا، وأنهم أبلغوا المجلس الرئاسي وشرفاء طرابلس بالأمر، مؤكدا تواصلهم السابق مع الجهات الليبية والدولية كافة لتأمين عودة العائلات المهجرة، دون الوصول إلى نتيجة طوال أربع سنوات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.