طهران مستعدة لـ «مراقبة الهدنة» في سوريا

طهران مستعدة لـ «مراقبة الهدنة» في سوريا
TT

طهران مستعدة لـ «مراقبة الهدنة» في سوريا

طهران مستعدة لـ «مراقبة الهدنة» في سوريا

أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي استعداد بلاده للقيام بأي خطوة في الأيام المقبلة حيال الملف السوري، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى جانب قوات أخرى من الدول الضامنة للهدنة في مناطق خفض التصعيد، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع الطرفين الروسي والتركي في إطار مفاوضات آستانة في 4 من الشهر المقبل، وذلك غداة تصريحات السفير الروسي في طهران حول معارضة أميركية لوجود إيران في مفاوضات السلام السورية.
وقال قاسمي في مؤتمره الأسبوعي، أمس، إن خبراء الدول الثلاث الضامنة في مفاوضات آستانة يواصلون المشاورات حول المناطق الآمنة المعروفة باسم «مناطق خفض التصعيد»، مضيفا أنه «إذا اتخذت التمهيدات المطلوبة، فيجب أن تكون هناك قوات مراقبة تقررها الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) وفق تعهداتها بإرسال تلك القوات».
وتابع قاسمي أن بلاده مستعدة لاتخاذ الخطوات المطلوبة في حال التوصل إلى تفاهم وخريطة طريق... «وسنقدم مساعداتنا لدعم الهدنة في تلك المناطق»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وزعم قاسمي أن دور بلاده العسكري في سوريا يهدف للتوصل إلى «أجواء أفضل من أجل تثبيت الهدنة».
في سياق متصل، علق قاسمي على تقدم قوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا من غرب الموصل باتجاه الحدود السورية، نافيا أن تكون لبلاده قوات عسكرية في تلك المناطق، مشددا على أنها مجرد «قوات استشارية» على غرار حضور القوات الإيرانية في سوريا، «حضرت بطلب من الحكومة العراقية من أجل مكافحة (داعش) والإرهاب».
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، السبت الماضي، مقتل القيادي في «فيلق القدس» شعباني نصيري في معارك غرب الموصل بين ناحية القيروان وقضاء البعاج قرب الحدود السورية، كما كشفت مصادر مطلعة عن مقتل وجرح عدد آخر من الضباط الإيرانيين في العملية نفسها. ونشرت مواقع إيرانية أمس مقاطع مصورة من قبل شعباني برفقة عدد من القوات الإيرانية قبل ساعات من مقتله.
يذكر أن الحرس الثوري أقام جنازة لشعباني الذي يعد أبرز قتلى الحرس خلال العام الأخير.
في غضون ذلك، قال رئيس «مركز الدراسات الإيرانية» التابع للسفارة الإيرانية في لندن سلمان صفوي، إن إيران تدفع «ثمنا باهظا» بسبب دورها في سوريا ودعمها مجموعات فلسطينية مثل حماس، لافتا إلى أن الشعب الإيراني يتحمل أعباء الفاتورة التي تدفعها البلاد.
وعدّ صفوي أن «الأسد رفض التخلي عن جسر الاتصال بين إيران و(حزب الله)، والخروج من محور المقاومة مقابل الحصول على مليارات الغربيين والاقتراب من أميركا وبريطانيا».
ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن صفوي قوله إن إيران تواجه دبلوماسية «هجومية» من أطراف إقليمية ودولية تتعارض مصالحها مع إيران في سوريا، مضيفا أن سوريا كانت «كعب أخيل» في مواجهة إيران والغرب، معتبرا أن الأزمة الحالية نتيجة «هندسة حرب» ضد إيران.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.