إيران ترسل المزيد من القوات إلى سوريا... وروسيا تعود لقاعدة همدان

موسكو تتحدث عن خلافات مع واشنطن حول دور طهران

إيران ترسل المزيد من القوات إلى سوريا... وروسيا تعود لقاعدة همدان
TT

إيران ترسل المزيد من القوات إلى سوريا... وروسيا تعود لقاعدة همدان

إيران ترسل المزيد من القوات إلى سوريا... وروسيا تعود لقاعدة همدان

غداة تصريحات سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني حول جاهزية بلاده لمضاعفة الوجود العسكري في سوريا، كشف السفير الروسي في طهران لوان جاغاريان، أمس، أن زيارة المسؤول الإيراني إلى موسكو، جاءت في سياق «مزيد من التنسيق العسكري الإيراني الروسي في سوريا»، مشيرا إلى إمكانية عودة القوات الجوية الروسية إلى استخدام قاعدة «نوجه» في همدان غرب البلاد.
وقال جاغاريان إن واشنطن تعارض الحضور الإيراني في مفاوضات آستانة. وذكر أن «الأميركيين لا يرغبون بمرافقة إيران في مفاوضات آستانة ويعتبرون دور إيران سلبيا في سوريا». وتابع أن روسيا «تعارض الرأي الأميركي حول دور إيران الذي تعتبره إيجابيا في التوصل إلى حل في الأزمة السورية»، مضيفا: «إن الحل غير ممكن من دون إيران».
ولفت جاغاريان في حوار مع وكالة «مهر» الحكومية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أبلغ أطرافا دولية في الأيام الأخيرة، معارضة بلاده استبعاد إيران من المفاوضات السورية، مؤكدا دعم موسكو حضور إيران في المفاوضات الحالية والمستقبلية حول سوريا.
وأفاد جاغاريان أن «بلاده تسعى لإقناع أميركا لكن الحكومة الأميركية تحت الضغط وهناك أجواء معادية لإيران وروسيا في الكونغرس الأميركي».
واعتبر جاغاريان مواقف موسكو وطهران متقاربة في مفاوضات آستانة وجنيف. وفي إشارة إلى زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، قال إن المشاورات بين البلدين تحظى بأهمية قبل اجتماعات جنيف وآستانة المقبلين، مبديا ارتياحا روسيا من التعاون الثنائي بين البلدين في سوريا، فضلا عن التعاون الثلاثي الإيراني الروسي التركي في مفاوضات آستانة.
ونفى السفير الروسي وجود اتفاق أميركي روسي حول المناطق الكردية في سوريا. وقال: «نحن نعترف بوحدة الأراضي السورية ونعارض تقسيم سوريا ونعتقد أنه يجب أن تكون سوريا بلدا واحدا». وأضاف: «يجب على الحكومة السورية والأكراد حل الخلافات القومية بالحوار وهذا موضوع داخلي».
وشدد جاغاريان على أهمية الدور التركي في المفاوضات السورية معتبرا المعارضة التي قاطعت مفاوضات آستانة الأخيرة «أقلية». كما اعتبر دور أميركا وروسيا وتركيا وإيران اللاعبين الأساسيين في المفاوضات السورية. وعدّ المسؤول الروسي إمكانية عودة القوات الجوية الروسية إلى القواعد الإيرانية «أمرا واردا» نظرا للمفاوضات الأخيرة التي جرت مؤخرا خلال زيارة شمخاني إلى موسكو حول تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
في شأن متصل، كشف سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن استعداد بلاده إرسال مزيد من القوات العسكرية إلى سوريا، وذلك في سياق رده على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الدور الإيراني في سوريا وزعزعة استقرار المنطقة ودعم الإرهاب.
وشدد شمخاني في حوار نشرته صحيفة «كوميرسانت» الروسية أول من أمس على جدية طهران في استمرار دورها في الأزمة السورية. وقال شمخاني ردا على اتهامات أميركية لإيران إن بلاده مستعدة لـ«مضاعفة» دورها عبر إرسال قوات عسكرية من «أجل الحفاظ على الأمن في المنطقة» وفي إطار التعاون الرباعي بين طهران وموسكو وبغداد ودمشق على حد تعبيره.
ويعد شمخاني المنسق السياسي والعسكري الأعلى بين روسيا وإيران ونظام بشار الأسد منذ يونيو (حزيران) العام الماضي. وكانت طهران نفت، أول من أمس، على لسان المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، أن تكون طهران تسلمت رسالة تهديد أميركية عبر روسيا، من احتمال تعرض القواعد العسكرية الإيرانية لضربات أميركية إذا ما تعرضت للجنود الأميركيين في سوريا والعراق.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».