رئيسا السودان وغينيا يبحثان أوضاع ليبيا وجنوب السودان

وزير خارجية الخرطوم يؤجل زيارة مرتقبة للقاهرة

جنود من القوات اليابانية المشاركة في حفظ السلام بجنوب السودان أثناء وصولهم إلى مطار أوموري اليابانية بعد انتهاء مدة مشاركتهم ({غيتي})
جنود من القوات اليابانية المشاركة في حفظ السلام بجنوب السودان أثناء وصولهم إلى مطار أوموري اليابانية بعد انتهاء مدة مشاركتهم ({غيتي})
TT

رئيسا السودان وغينيا يبحثان أوضاع ليبيا وجنوب السودان

جنود من القوات اليابانية المشاركة في حفظ السلام بجنوب السودان أثناء وصولهم إلى مطار أوموري اليابانية بعد انتهاء مدة مشاركتهم ({غيتي})
جنود من القوات اليابانية المشاركة في حفظ السلام بجنوب السودان أثناء وصولهم إلى مطار أوموري اليابانية بعد انتهاء مدة مشاركتهم ({غيتي})

يعقد الرئيسان الغيني والسوداني جولة مباحثات ثنائية بالخرطوم تتعلق بأوضاع الإقليم، والنزاعات في ليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى، انطلاقاً من الجوار المباشر للسودان مع هذه الدول، ورئاسة الضيف الغيني للاتحاد الأفريقي. وفي غضون ذلك أجل وزير الخارجية السوداني جولة تشاور سياسي مع نظيره المصري كان مقرراً عقدها في القاهرة هذا الأسبوع، وأرجع التأجيل إلى ما سماه «انشغالات داخلية».
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريحات محدودة بمطار الخرطوم أمس، إن رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس الغيني ألفا كوندي وصل السودان في زيارة رسمية تلبية لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عمر البشير.
وأوضح غندور أن الزيارة إلى جانب بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، بجوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية، تهدف لمناقشة القضايا الأفريقية باعتبار الرئيس الضيف رئيساً للاتحاد الأفريقي، وتابع: «حملت العام الماضي رسالة من الرئيس البشير للرئيس كوندي تتضمن التعاون في القضايا الإقليمية والدولية».
وانتخبت قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة والعشرون التي عقدت بأديس أبابا نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي الرئيس الغيني ألفا كوندي رئيساً للاتحاد خلفاً للتشادي إدريس ديبي. وهو الأمر الذي يجعل زيارته للسودان تبحث القضايا الأفريقية؛ مثل القضية الليبية، وجنوب السودان، والقضايا الأفريقية الأخرى التي تهم الاتحاد الأفريقي والسودان.
وأوضح الغندور أن الدور السوداني في القضايا الأفريقي كان مشهوداً ومعلوماً، وأضاف: «هذا ما يجعل من زيارة الرئيس كوندي للسودان مناسبة للتشاور حول أنجع الوسائل والسبل، التي يمكن أن يسير عليها الاتحاد الأفريقي لحل هذه الإشكالات، وتحقيق الطمأنينة لشعوب هذه البلدان».
وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين، ما إن كانت زيارة الرئيس كوندي للبلاد ذات علاقة بالتوتر المصري السوداني، والاتهامات السودانية للقاهرة بتسليح حركات التمرد، نفى غندور أن تكون للزيارتين علاقة ببعضهما بعضاً، وقال: «لا علاقة لزيارة كوندي للقاهرة بزيارته للسودان، كان في زيارة للقاهرة، ومنها توجه إلى قمة جي 7، وبالتالي فالزيارة ضمن برنامج للرئيس لا علاقة له بأي أمر آخر، يتعلق بالسودان أو أي دولة أخرى».
وعقد الرئيسي الغيني رئيس الاتحاد الأفريقي الخميس الماضي، جولة مباحثات ثنائية في العاصمة المصرية القاهرة مع الرئيس المصري تناولت الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة الأفريقية، وتعزيز التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين البلدين، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الأفريقي، عبر القنوات الثنائية وتجمع دول الساحل والصحراء، وهو ما أثار توقعات الصحافيين بشأن زيارة رئيس الاتحاد الأفريقي للبلدين.
وتابع غندور: «ستبحث الزيارة قضايا القارة، خصوصاً ما يجري في ليبيا الشقيقة، وفي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، باعتبارها مناطق جارة مباشرة للسودان، وفي الوقت نفسه تهم الرئيس كوندي باعتباره رئيساً للاتحاد الأفريقي، وباعتبار بلاده امتداداً للدول في منطقة الصحراء والغرب الأفريقي».
وأبلغ الوزير غندور الصحافيين بتأجيل زيارة كان مزمعاً أن يقوم بها لمصر الأسبوع الحالي، إلى وقت آخر بسبب «انشغالات داخلية»، وتابع: «أبلغنا الأشقاء في مصر بأن انشغالات داخلية هنا، ستحول دون تنفيذ الزيارة في موعدها المحدد».
بيد أن الرأس الدبلوماسي، لم يشر إلى التوتر الذي شاب العلاقات السودانية - المصرية، إثر اتهامات الرئيس البشير لمصر بدعم الحركات المتمردة بالأسلحة، وأن الجيش السودان «استولى» على مدرعات مصرية، من بين الأسلحة التي غنمها في معاركه الأخيرة مع الحركات المتمردة بشمال وشرق دارفور.
وقطع غندور بقيام الزيارة في وقت لاحق، وقال: «سأتفق مع أخي الوزير سامح شكري على قيامها في وقت لاحق، وهي لجنة تشاور سياسي اتفقنا عليها منذ اجتماعات اللجنة السابقة في الخرطوم».
وأثارت الاتهامات السودانية لمصر بتسليح المتمردين، موجة غضب بين الأوساط السياسية السودانية، تراوحت بين من سلموا بصحة الاتهامات، ومن استبعدوا تسليح مصر للمتمردين السودانيين. وهو الجدل - الذي يرى البعض - أنه السبب في تأجيل زيارة الغندور للقاهرة.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».