التونسيون ينتظرون الاستفادة من حملة الحكومة على الفساد

يفقدها 2 % سنوياً من النمو

التونسيون ينتظرون الاستفادة من حملة الحكومة على الفساد
TT

التونسيون ينتظرون الاستفادة من حملة الحكومة على الفساد

التونسيون ينتظرون الاستفادة من حملة الحكومة على الفساد

من المنتظر أن يستفيد الاقتصاد التونسي عموماً ومناخ الاستثمار على وجه الخصوص من الحملة التي شنتها حكومة يوسف الشاهد ضد ظاهرة الفساد بين رجال الأعمال وارتباط السياسة بالمال وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي ككل.
وتنتظر عدة هياكل مالية دولية على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار وعدة وكالات تعاون دولي في ألمانيا واليابان على وجه الخصوص، تحسن المؤشرات الاقتصادية التونسية واستقرار مناخ الاستثمار لتنفيذ تعهدات كبرى بالاستثمار المباشر في تونس، مما سينعكس على مؤشرات الاستثمار الأجنبي خلال الفترة المقبلة.
وأجمع خبراء في الاقتصاد والمالية، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، على الانعكاسات الإيجابية المنتظرة على مستوى الاستثمارات الأجنبية الكبرى، خصوصاً بعد الوعود والتعهدات المهمة التي عبرت عنها عدة هياكل مالية دولية كانت قد شاركت في المنتدى الدولي للاستثمار «تونس 2020» نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما أن استعادة التونسيين لعنصر الثقة في أجهزة الدولة من شأنه أن يسهم في تحسين الترقيم السيادي (التصنيف الائتماني) لتونس الذي يأخذ بعين الاعتبار مؤشر انتشار الفساد كعامل مهم من عوامل الثقة في الاقتصاد.
واستطاعت تونس خلال المنتدى الدولي المذكور تعبئة نحو 34 مليار دينار تونسي (نحو 13 مليار دولار)، غير أن المرور إلى تنفيذ تلك التعهدات التي هي عبارة عن استثمارات في مشاريع حكومية كبرى، بقيت رهينة لتحسن مناخ الاستثمار وسيطرة الدولة على مفاصل الإدارة والحد من ظاهرة التهريب والتجارة الموازية التي تستحوذ على أكثر من 50 في المائة من المعاملات الاقتصادية المحلية.
وفي هذا الشأن، قال محسن حسن القيادي في حزب النداء الحاكم المكلف بالملف الاقتصادي، إن منظومة الفساد تفقد تونس نقطتين على الأقل على مستوى النمو الاقتصادي، ومن الضروري مواصلة هذه الحملة لتصبح، على حد قوله، «مساراً ينخرط فيه الجميع»، ومن شأنه أن يدفع بالاستثمارات الخارجية المباشرة إلى تونس بعد سنوات من الخشية والتوجس، على حد تعبيره.
وأضاف حسن الذي شغل خطة وزير للتجارة في السابق أن ظاهرة الفساد تحرم التونسيين مما لا يقل عن 35 ألف موطن شغل في بلد يرتفع فيه عدد العاطلين عن العمل إلى ما لا يقل عن 630 ألف عاطل.
في السياق ذاته، أعلنت المفوضية الأوروبية عن نيتها تنفيذ خطة للاستثمار في تونس وعدة بلدان أخرى، وأكدت إمكانية استفادة الاقتصاد التونسي من هذه الخطة عبر صندوق ضمان بقيمة 1.5 مليار يورو. وأكدت غارديا ايزابال، رئيسة وفد أوروبي مكون من 5 نواب في البرلمان الأوروبي زاروا تونس خلال الآونة الأخيرة، مواصلة تفاوض الاتحاد الأوروبي مع بلدان الجوار بشأن خطة استثمار خارجية خلال هذه السنة بقيمة إجمالية في حدود 44 مليار يورو. وتهدف هذه الخطة إلى تشجيع الاستثمار الخارجي في بلدان الجوار ومن بينها بلدان المغرب العربي، ومن ثم دعم الشراكة مع تلك البلدان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).