عمود عبد الله بن الزبير يثير اهتمام زوار معرض الحرمين الشريفين

يثير عمود خشبي، في إحدى زوايا معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، اهتمام الزوار، الذين يفدون إلى المعرض من شتى بقاع العالم الإسلامي. وبعد أن يعرفوا قصة ذلك العمود يحرصون على التقاط صور بجواره لتكون ضمن ذكرياتهم بعد عودتهم إلى أوطانهم.
العمود الخشبي البسيط في شكله، العميق في تاريخه والذي يعود إلى عام 65هـ في عهد الصحابي عبد الله بن الزبير، يعتبر من أقدم مقتنيات المعرض، بحسب مدير إدارة المعرض أحمد الدخيل.
وأضاف الدخيل لـ«الشرق الأوسط» أن المعرض يزخر بالكثير من المقتنيات التاريخية والإسلامية، التي يحكي كل واحد منها، فصولاً من مراحل الخلافة الإسلامية على مر العصور.
وقال: «يحرص المعتمرون والحجاج على زيارة المعرض بمجرد وصولهم إلى مكة المكرمة، إذ يأتي مندوبو بعثاتهم إلى المعرض للتنسيق ومعرفة أوقات الزيارة وآلية قدومهم، ومن أبرز من يحرصون على زيارة المعرض؛ الإندونيسيون، والماليزيون، والأتراك، والباكستانيون، والهنود، وبعض مسلمي أوروبا، وسريلانكا».
وأشار إلى أن طلبات لزيارة المعرض تصل من غير بعثات الحج والعمرة، ومنها إحدى المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية التي تقدمت بطلب زيارة لطلبتها وتم منحهم التراخيص، فضلاً عن أن المعرض يستقبل الأفراد من جميع الجنسيات وذلك خلال الدوام الرسمي للمعرض. وتابع: «استحدثنا العام الحالي نظام التصاريح الإلكترونية التي تصدر من الموقع الإلكتروني للمعرض، إذ تدخل البعثات المعلومات المطلوبة لاستخراج تصريح الزيارة وإصدارها قبل قدومهم، ونكون جاهزين لاستقبالهم».
وتطرق الدخيل إلى أن القائمين على المعرض يسعون إلى إنهاء مشروع الترجمة الفورية بلغات عدة على معروضات المعرض والتي يتجاوز عددها 200 قطعة وصورة تاريخية، ومن أهمها عمود الكعبة والذي يعود تاريخه لنحو 1300 عام.
وحول عدد الزوار الذين قدموا إلى المعرض، أوضح الدخيل، أن عدد الزوار تجاوز 925 ألف زائر منذ بدء موسم العمرة في شهر محرم الماضي وحتى أمس.
ولفت مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين، إلى أن عدد العاملين في المعرض يبلغ 30 موظفاً ينقسمون إلى ورديتين في الأيام العادية ويبدأ عمل المعرض من الساعة الثامنة صباحا وحتى التاسعة مساء، أما في موسمي رمضان والحج فتكون هناك ثلاث ورديات وتفتح أبواب المعرض من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثالثة صباحاً.
وأنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، معرض عمارة الحرمين الشريفين عام 1420هـ، يعنى بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور, ويتكون من سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المخطوطات والنقوش الكتابية والقطع الأثرية الثمينة والمجسمات المعمارية والصور الفوتوغرافية النادرة.
ويضم المعرض عدداً من الأقسام، وهي قاعة الاستقبال، وقاعة المسجد الحرام، وقاعة الكعبة المشرفة، وقاعة الصور الفوتوغرافية، وقاعة المخطوطات، وقاعة المسجد النبوي، وقاعة زمزم، كما يحتوي المعرض على مقتنيات نادرة، من أهمها أعمدة الكعبة المعظمة بقاعدتها الخشبية، والتاج، التي تعود إلى عهد عبد الله بن الزبير عام 65هـ , وقاعدة حجرية كانت تقوم عليها الأعمدة، وهلال نحاسي يعود لعام 1299هـ، وهلال المنارة الرئيسية في المسجد النبوي في بداية القرن الرابع عشر الهجري، وسور نحاسي كان يستخدم على إحدى نوافذ المسجد النبوي الشريف ويعود تاريخه إلى العهد السعودي.