49 % ممكنة

49 % ممكنة
TT

49 % ممكنة

49 % ممكنة

أخبرني زميلي مبارك الرباح مدير العلاقات في شركة نادك سابقا، أن الجمعية العمومية لشركة حائل الزراعية دعيت للانعقاد، وكان من بين المدعوين الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي «رحمه الله»، وكان عضو مجلس إدارة وفي الوقت نفسه من أكبر حملة أسهم شركة حائل الزراعية.
يقول مبارك: «هاتفت الشيخ صالح الراجحي وأخبرته أنني سأستقبله في المطار، وكان يرد علي أنه لا داعي لأن أستقبله وأنه يعرف مقر الشركة. المهم أن الراجحي استجاب لطلبي». ويقول مبارك: «في حائل حركة الطيران خفيفة، وكنا إذا رأينا الطائرة في السماء اتجهنا إلى المطار واستقبلنا ضيوفنا، هذه المرة مع الأسف تأخرت في استقبال الشيخ صالح الراجحي، وحينما حضرت وجدته في المطار قد توسد مشلحه ومدد رجليه على أحد الكراسي، المهم وصلت إليه واعتذرت منه واستقبلته. وقال لقد أتعبت نفسك يا ابني وأنا أستطيع أن أصل إلى مقر الشركة. وقد أتعبت الجمعية نفسها بالانعقاد، وأنا الجمعية العامة (ويقصد بأنا نفسه) فإذا قلت لا تصبح لا سارية المفعول، وإذا قلت نعم تصبح نعم سارية المفعول». وكان الراجحي يقصد بذلك أنه يملك 51 في المائة من أسهم الشركة، أي أسهم الأغلبية لذلك هو من يتحكم في التصويت.
تداعت لي هذه القصة حينما بدأ المجتمع يتحدث عن طرح شركة أرامكو، وهل 5 في المائة أو 10 في المائة كثيرة أم لا؟ أنا أقول ما دام هناك توجه للطرح فإن طرح 10 في المائة أو 49 في المائة متماثلان فيما يخص التصويت على قرارات الجمعية العمومية، ومختلفان بأن طرح 49 في المائة من شركة أرامكو سيوفر مبلغا أكبر يمكن استثماره في مشروعات أخرى... وبهذا تكون قد أدت عملية الطرح أهدافها.
إن بعضا من أفراد المجتمع السعودي يعارض عملية الطرح لأن شركة أرامكو في وجدان معظم السعوديين لها مكانة خاصة، ويعتبرونها البطة التي تبيض ذهبا، إذ إنها هي من يستخرج نفطهم ويبيعه. وبعض السعوديين يخشون على هذا النفط، بينما في الحقيقة شركة أرامكو السعودية لا تعدو كونها شركة نفط تستكشف النفط وتستخرجه وتبيعه.
وفي العالم شركات نفط أكبر من «أرامكو» وأصغر منها ويتم تداول أسهمها في السوق الأميركية والسوق الأوروبية وتنشر قوائمها المالية فصليا وسنويا ولم يخش الأميركيون أو الأوروبيون على شركاتهم لأنهم تعاملوا معها بواقعية.
يجب علينا أن نترك هذه الحساسية المفرطة تجاه شركة أرامكو، وأن نحرص على الطرح لأن فوائده أكبر من الملكية الخاصة، كما أن المبالغ المتحصلة من بيع 49 في المائة من «أرامكو» سيعاد استخدامها عبر جسد الاقتصاد بصفتها مشروعات حيوية، ومع ذلك نتحكم في توجيه القرار بحكم أننا نملك حصة الأغلبية.



أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)

عكست أسعار النفط الانخفاضات المبكرة، يوم الثلاثاء، مدعومةً بمخاوف من تقلص الإمدادات الروسية والإيرانية في مواجهة العقوبات الغربية المتصاعدة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 60 سنتاً أو 0.79 في المائة إلى 76.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.22 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتاً أو 0.68 في المائة إلى 74.06 دولار.

وقال المحلل لدى «يو بي إس»، جيوفاني ستونوفو، إن المتعاملين في السوق بدأوا على ما يبدو في تسعير بعض مخاطر تعطل الإمدادات الصغيرة على صادرات الخام الإيراني إلى الصين.

وقد تُرجم القلق بشأن العقوبات التي تحد من المعروض إلى زيادة الطلب على نفط الشرق الأوسط، وهو ما انعكس في ارتفاع أسعار النفط السعودي لشهر فبراير (شباط) إلى آسيا، وهي أول زيادة من نوعها في ثلاثة أشهر.

وفي الصين، أصدرت مجموعة «مواني شاندونغ بورت غروب»، يوم الاثنين، إشعاراً بحظر سفن النفط الخاضعة للعقوبات الأميركية من شبكة موانيها، حسبما قال ثلاثة تجار، مما قد يقيّد السفن المدرجة في القائمة السوداء من محطات الطاقة الرئيسية على الساحل الشرقي للصين.

وتشرف مجموعة «مواني شاندونغ» على موانٍ كبيرة على الساحل الشرقي للصين، بما في ذلك تشينغداو وريزهاو ويانتاي، وهي محطات رئيسية لاستيراد النفط الخاضع للعقوبات.

وفي الوقت نفسه، أدى الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تعزيز الطلب على زيت التدفئة، على الرغم من أن مكاسب أسعار النفط حدت منها البيانات الاقتصادية العالمية.

وتسارع التضخم في منطقة اليورو في ديسمبر (كانون الأول)، وهو أمر غير مرحب به لكنه متوقع، ومن غير المرجح أن يعرقل المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.

وقال المحلل في «بانمور ليبروم» آشلي كيلتي: «أثار ارتفاع التضخم في ألمانيا اقتراحات بأن البنك المركزي الأوروبي قد لا يكون قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المأمولة في جميع أنحاء منطقة اليورو».

وقال رئيس قسم الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال غروب»، هاري تشيلينغويريان، إن المؤشرات الفنية للعقود الآجلة للنفط تقع الآن في منطقة ذروة الشراء، ويحرص البائعون على التدخل مرة أخرى للاستفادة من القوة، مما يخفف من ارتفاع الأسعار الإضافي.

وينتظر المتعاملون في السوق المزيد من البيانات هذا الأسبوع، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركية لشهر ديسمبر (كانون الأول) يوم الجمعة، للحصول على أدلة حول سياسة أسعار الفائدة الأميركية وتوقعات الطلب على النفط.