السلطات المغربية تعتقل 20 من محتجي الحسيمة

زعيم الحراك الزفزافي ما زال مختفيا

جانب من المظاهرات الحاشدة التي عرفتها الحسيمة خلال الأيام الماضية وعرفت مواجهات مع رجال الأمن (رويترز)
جانب من المظاهرات الحاشدة التي عرفتها الحسيمة خلال الأيام الماضية وعرفت مواجهات مع رجال الأمن (رويترز)
TT

السلطات المغربية تعتقل 20 من محتجي الحسيمة

جانب من المظاهرات الحاشدة التي عرفتها الحسيمة خلال الأيام الماضية وعرفت مواجهات مع رجال الأمن (رويترز)
جانب من المظاهرات الحاشدة التي عرفتها الحسيمة خلال الأيام الماضية وعرفت مواجهات مع رجال الأمن (رويترز)

أعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في مدينة الحسيمة (شمال المغرب) أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية اعتقلت أمس وأول من أمس 20 شخصا، وذلك للاشتباه في ارتكابهم جنايات وجنحا تمس بالسلامة الداخلية للدولة، وأفعالا أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون.
وأفاد بيان للوكيل العام للملك بأن النيابة العامة كانت قد كلفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بإجراء الأبحاث الضرورية للكشف عن الأفعال الإجرامية، التي يشتبه في ارتكابها أو التحريض على ارتكابها من طرف بعض الأشخاص.
وأشار البيان إلى أن تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بإجراء البحث في هذه القضية جاء بعد تبليغ النيابة العامة بالاشتباه في أفعال تقع تحت طائلة القانون الجنائي، وذلك في أعقاب الوفاة المؤسفة للفقيد محسن فكري، الذي مات طحنا في شاحنة النفايات، التي كانت موضوع بحث قضائي ونظرت فيها الهيئة القضائية المختصة في جلسات علنية في المرحلة الابتدائية. ومن أجل توفير المعلومة للرأي العام، ودون الإخلال بسرية البحث، يضيف المصدر ذاته، أن المعطيات الأولية للبحث أفضت إلى توفر شبهة استلام المشتبه فيهم تحويلات مالية ودعم لوجيستيكي من الخارج بغرض القيام بأنشطة دعائية من شأنها المساس بوحدة المملكة، وزعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية ولمؤسسات الشعب المغربي، فضلا عن إهانة ومعاداة رموز المملكة في تجمعات عامة، إضافة إلى أفعال أخرى.
وذكر البيان أن المعطيات الأولية للبحث المأذون به من طرف النيابة العامة المنجز تحت إشرافها، كشفت عن جمع وتحصيل قرائن وأدلة حول الاشتباه في تورط الأشخاص الموقوفين في التحريض والمشاركة في ارتكاب جنايات وجنح تمس النظام العام، وضد سلامة موظفين عموميين، تجسدت في الأفعال الإجرامية التي وقعت بمدن الحسيمة وأمزورن وبني بوعياش، وما ترتب عنها من تخريب وإضرام للنار وأفعال إجرامية أخرى.
وستواصل النيابة العامة، حسب المصدر ذاته، إشرافها على مجريات البحث، مع تأكيد حرصها على احترام جميع الشكليات والضمانات المقررة قانونا.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، قد أعلن مساء أول من أمس أنه أمر بفتح بحث «في موضوع إقدام الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص على عرقلة حرية العبادات داخل مسجد بالحسيمة، وإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة».
وأوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، في بيان، أنه أمر بفتح بحث في هذا الموضوع، على إثر إشعار النيابة العامة «بإقدام الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء وجودهم داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة على عرقلة حرية العبادات، وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة، حيث أقدم على منع الإمام من إكمال خطبته. وألقى داخل المسجد خطابا تحريضيا أهان فيه الإمام، وأحدث اضطرابا أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها، وفوت بذلك على المصلين صلاة آخر جمعة من شهر شعبان».
وأضاف البيان أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أمر كذلك بإلقاء القبض على الزفزافي قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة.
واختفى الزفزافي عن الأنظار بعد صدور مذكرة اعتقاله عقب اقتحامه مسجدا، وإقدامه على توقيف صلاة الجمعة به. وقال مصدر مطلع في الحسيمة لـ«الشرق الأوسط» إن التدابير الأمنية في الحسيمة تطبق وفقاً لتعليمات النيابة العامة وتحت إشرافها، إذ تم اعتقال أشخاص متورطين بالأدلة في أحداث التخريب والاعتداء على رجال الأمن التي عرفتها الحسيمة مساء الجمعة.
وأضاف المصدر ذاته أنه يوجد ضمن المعتقلين بعض المقربين من الزفزافي وهم محمد المجاوي، الذي يعتبر الرقم الثاني في الحراك، وأشرف اليخلوفي، ومحمد جلول، وعصام أشهبار، وخالد الشيخ، وأيمن فكري.



الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.