جمعية خيرية ألمانية تساعد المشرفين على الموت للتمتع باللحظات الأخيرة

للتخفيف من العبء الواقع على الأقارب القائمين على رعايتهم

جمعية خيرية ألمانية تساعد المشرفين على الموت للتمتع باللحظات الأخيرة
TT

جمعية خيرية ألمانية تساعد المشرفين على الموت للتمتع باللحظات الأخيرة

جمعية خيرية ألمانية تساعد المشرفين على الموت للتمتع باللحظات الأخيرة

لا يبدي كل شخص رد فعل بشكل إيجابي في أول مرة تزوره فيها روزماري هودا. وقالت هودا: «الدقائق الأولى ليست سهلة».
وأضافت: «عندما أحضر لأول مرة، فأنا أكون بمثابة ملك الموت بالنسبة لبعض الأشخاص».
وتعمل هودا متطوعة في خدمة رعاية المرضى الخارجيين المشرفين على الموت، التي تديرها منظمة المساعدات «مالتيسر» في ألمانيا، وأنها ليست الوحيدة التي خاضت تلك التجربة.
وخدمة رعاية المرضي المشرفين على الموت تبدو الأخيرة جدا، وبالنسبة للبعض من هؤلاء المرضى، فإنه يصبح بشكل واضح فجأة أن حياتهم شارفت على نهايتها.
ولكن بالنسبة لمرضى آخرين، يمكن أن يكون من قبيل التخفيف القول وداعا - وبصورة خاصة عندما لا يريد أحد من الأشخاص الأقرب والأعز إليهم التحدث عن الموت.
ويعتقد مارتن ألشيمير، وهو متطوع في خدمة المرضي الذين يحتضرون، أن الموت سنة الحياة.
وقال: «مثلما ترافق امرأة ما خلال فترة الحمل، فإنه يمكنك أن ترافق شخصا خلال رحلته إلى الموت».
ولا يقتصر الأمر على إتاحة فرصة للمرضى، الذين يعانون من أمراض خطيرة أو على شفا الموت، للتحدث، أو خوض تجربة إقامة علاقة إنسانية، وربما القيام ببعض المساعي الأخيرة، بل يمكن أيضا التخفيف من العبء الواقع على كاهل الأقارب والأصدقاء القائمين على رعايتهم. وقالت إنكه هينز: «رافقت رجلا في الستين من عمره، ووافته المنية بسرعة كبيرة بعد أسبوعين ونصف فقط».
«وفي تلك الحالة بالذات، كان من المهم بشكل خاص أن تتمكن زوجته، التي كرست نفسها لرعايته لعدة أشهر، من أن تختلي بنفسها أخيرا لثلاث ساعات في المساء».
وأضافت هينز أنها وجدت أن الأمر المقلق أن الزوجين لم يريدا أن يكونا «عبئاً على أي شخص».
وقالت كاثرين سومر، التي تنسق عمل المتطوعين، إنه كثيراً ما يتعين على المرضى وأقاربهم التغلب على رفضهم قبول خدمة رعاية المرضي المشرفين على الموت.
وفي كثير من الأحيان تجعل الرعاية المرضى على اتصال مع المنظمة التي تقدم خدمة رعايتهم. وقالت: «إن الأمر يتعلق ببلورة شكل الفترة الأخيرة من حياتهم، ورفع العبء عن كاهل أقاربهم».
وفي مجتمع يفضل معظم أفراده تجاهل فكرة الموت والاحتضار، يشعر الكثير من الأقارب بأن هذه الأفكار تطغى على تفكيرهم.
وتتذكر هودا أحد الشبان، الذي طلب مساعدة منظمة مالتيسر، لأنه لم يكن باستطاعته زيارة جدته التي كانت في المرحلة الأخيرة من حياتها.
وتابعت: «عليك أن تعد نفسك لأن تصبح فجأة شخص الاتصال في وضع استثنائي وجدانياً».
وهودا واحدة من نحو 100 آلف شخص، الكثير منهم متطوعون، يعملون مع المرضى الذين في حالة خطيرة وعلى شفا الموت في ألمانيا، وذلك وفقا لأرقام الجمعية الألمانية للرعاية الصحية وخدمة المرضي. وهناك آلاف آخرون يقومون بعمل مماثل في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من الـ25 متطوعا، الذين يعلمون لدى منظمة مالتيسر في فرانكفورت، فإنه لا يمكن تلبية رغبات كل أولئك الذين يشرفون على الموت.
ويشارك المتطوعون في دورة مدتها ستة أشهر لإعداد أنفسهم لعملهم، وتشرف عليهم سومر وزميلتها كاتارينا كلودينو - ليس فقط فيما يتعلق بوضع خريطة برامج عملهم، ولكن أيضا فيما يتعلق بمساعدتهم على التعامل مع تجاربهم التي يخوضونها. وفي اجتماعات منتظمة، تقف القوارب الورقية زاهية الألوان انتظارا للمرضى الذين عبروا «إلى الجانب الآخر»، وهي طقوس وداع مهمة للمتطوعين.
ولكن لماذا يختارون هذا المجال من العمل الخيري؟ قالت هينز: «قد مات والدي معنا في المنزل». وعلى الرغم من أن التجربة كانت محزنة بشدة، فإنها منحتهم أيضا فرصة أخيرة للشعور بقدر أكبر من الحميمية.
وذكرت: «خوفي من الموت أصبح أقل قليلا».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».