الرقاق السوداني وجبة سحور بنكهة «الكورن فليكس»

تعده النساء قبل رمضان ويحتفين بتقديمه لأسرهن

رقاق سوداني وجبة سحور رمضان
رقاق سوداني وجبة سحور رمضان
TT

الرقاق السوداني وجبة سحور بنكهة «الكورن فليكس»

رقاق سوداني وجبة سحور رمضان
رقاق سوداني وجبة سحور رمضان

تهتم السيدات في السودان بالوجبات الرمضانية اهتماماً كبيراً، ويتهيأن له مع اقتراب الشهر الكريم. ولا يقتصر الاهتمام على وجبة الإفطار وحدها، بل أيضاً يجهزن للسحور وجباته التي تتميّز بطبيعة خاصة، يشترط فيها أن تكون مشبعة لا تؤدي للعطش نهاراً، أو تسبب التخمة صبيحة يوم الصيام، وفي ذات الوقت تمد الصائم بالطاقة اللازمة لصيام يوم حار في صيف بلد شديد الحرارة.
ويعد «الرقاق» وجبة رئيسية في السحور عند معظم الأسر السودانية، فهو عبارة عن «كورن فليكس» منزلي، تصنعه السيدات في مطابخهن التقليدية، ويأتي اسمه «رقاق» لأنّه يكون على شكل «رقائق» هشة وجافة من دقيق القمح والحليب والمنكهات.
تعتبر السيدة ناهد تجهيز الرقاق واحداً من أهم الاستعدادات لشهر رمضان، وعلى صعوبة تحضيره و«عواسته»، فهي تحرص على تجهيزه لأسرتها لـ«أنهم يحبونه» كما تقول، وتتابع: «سحور بلا رقاق مثل صيام بلا صلاة».
وحسب ناهد فإن عجينة الرقاق تُصنع من دقيق القمح، والكاسترد، وقليل من السكر، والحليب المجفف، والبايكينغ باودر، والماء، تُعجن جميعها في الخلاط الكهربائي جيداً حتى تتحول لعجينة سائلة بيضاء «رقيقة»، ثم تترك قليلاً لتتماسك.
وتأخذ بعدها بمغرفة بعض العجينة وتنثر في طاجين خاص متعدد الأغراض يعرف في السودان بـ«صاج العواسة»، فتخرج شريحة بيضاء ثمّ شريحة وراء شريحة، إلى أن تأتي على كمية العجينة التي حضرتها سابقاً، ثم تترك لتجف وتحفظ في مكان جاف لتستخدم لاحقاً.
تُقدّم وجبة الرقاق بعد أن يضاف إليها الحليب الساخن والسكر، وتعتبر من الوجبات اللذيذة وطعمها كطعم «الكورن فليكس» المعروف، يتناولها الناس في السحور عادة، ولا مناص من تقديمها في أوقات أخرى، لكنّها لا تقدم مطلقاً مع الإفطار الرمضاني.
ويحتفي الأطفال بشكل خاص بـ«الرقاق» المتبقي من الإفطار، لأنّه في الغالب يكون وجبة إفطارهم الأساسية أثناء الصيام. ويقول علي (8 سنوات): «أنا أحب رمضان من أجل باقي الرقاق»، ويضيف: «الرقاق البائت - يعني ما تبقى من سحور الصائمين – ألذ من الجديد».
وبحكم مكوناته، فإن الرقاق السوداني يزوّد الجسم بالطاقة أثناء ساعات النهار، ولكونه وجبة خفيفة، لا يجعل الصائم يحس بالامتلاء أو الضيق، إضافة لاحتوائه على كمية كبيرة من الحليب المجفف والطازج معاً، يجعل منه مصدراً غنياً للبروتينات.
ويقول خبراء التغذية إنّ وجبة السحور من الوجبات الرمضانية المهمة، لأنّها تزود الصائم بالطاقة طوال اليوم، إضافة لكونها «شعيرة» نبوية. ويشترطون أن تتضمن مواد الطاقة من الكربوهيدرات والبروتينات، وتخلو من الدهون الثقيلة صعبة الهضم، وأن تحتوي على عناصر الصوديوم والملح، المهمة في الأجواء الحارة بشكل عام، وألا تسبب سوء الهضم والتخمة، والشعور بالعطش. و«الرقاق السوداني يوفر كل هذا بكلفة معقولة»، خاصة مع موجات الغلاء الطاحن التي تشهدها البلاد.
ولا يعرف من أين أتت فكرة صناعة وجبة الرقاق، لكن البعض يرجع منشأها إلى الحضارات السودانية القديمة والنوبية على وجه الخصوص، لأنّها ترتبط بالمجموعات التي تستخدم «القمح» كغذاء، كما أنّها غير معروفة في بعض أنحاء البلاد التي تعتمد على الذرة كغذاء رئيسي، لكنّها انتقلت إلى حواضر البلاد كافة، بل وبعض أريافها.



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.