ضحايا التجنيد الحوثي الأطفال على موعد مع مراكز تعيد تأهيلهم

وزير حقوق الإنسان: رعاية تعليمية وتمهيد مهني للمغرر بهم

طفلان يحملان سلاحا في استعراض لانقلابيي اليمن بصنعاء مطلع العام الحالي (غيتي)
طفلان يحملان سلاحا في استعراض لانقلابيي اليمن بصنعاء مطلع العام الحالي (غيتي)
TT

ضحايا التجنيد الحوثي الأطفال على موعد مع مراكز تعيد تأهيلهم

طفلان يحملان سلاحا في استعراض لانقلابيي اليمن بصنعاء مطلع العام الحالي (غيتي)
طفلان يحملان سلاحا في استعراض لانقلابيي اليمن بصنعاء مطلع العام الحالي (غيتي)

تعكف الحكومة اليمنية على إنشاء مركز لرعاية الأطفال الأسرى الذين ورطهم انقلابيو اليمن بتجنيدهم للقتال، بهدف إعادة تأهيلهم بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم إثر إجبارهم على أعمال عسكرية وحربية لا تتناسب مع طبيعة سنِّهم.
جاء ذلك وفقاً لتصريح وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة رصدت ألفَيْ حالة تجنيد للأطفال من قبل التمرُّد الحوثي في من عدن، وتعز، ومأرب، والجوف، والضالع، مبيناً في الوقت نفسه أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود 10 آلاف حالة تجنيد للأطفال في اليمن من قبل ميليشيات التمرد.
وكانت تقارير إعلامية قدرت عدد الأطفال المجندين للقتال في اليمن بنحو 15 ألف طفل.
ويجري العمل حالياً على إنشاء مركز لرعاية الأطفال الأسرى الذين تم تجنيدهم في صفوف الحوثي، وذكر الوزير أن المركز «سيمكن الأطفال من استكمال العملية التعليمية في صفوف دراسية داخلية، إضافة إلى تعليمهم وتدريبهم على حرفة تعينهم على استكمال حياتهم في المستقبل».
وأوضح عسكر أنه بناء على الخطة المقترحة، سيتم إنشاء مركز رئيسي للأطفال في عدن تصل طاقته الاستيعابية إلى ألفي طفل، على أن يجري استحداث مراكز فرعية في مأرب والضالع وتعز والمخا والمناطق القريبة من مناطق التماس، تستوعب ما بين 200 إلى 300 طفل.
وشدد عسكر على أنه رغم التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في الفترة الراهنة وما سبقها، فإن وزارة حقوق الإنسان الحالية تعمل بكل جهد لتحسين الأوضاع الإنسانية داخل اليمن ومنح المواطن اليمني حقوقه التي كفلها له الشرع والقانون. وركز على وجود وعود بالدعم تلقتها وزارته من جهات دولية، لإنشاء المركز الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال أشهر.
وأكد تعرض الأطفال المقاتلين في صفوف التمرد الحوثي للانكشاف في كثير من المعارك، التي من بينها معارك انتهت بانسحاب قوات التمرد تاركة الأطفال على خط النار في كثير من المعارك دون مأكل ولا مشرب، فضلاً عن أنه تم أسر كثير من الأطفال أثناء وجودهم على رأس العمل العسكري، وهم يزرعون الألغام أو على رؤوس الجبال لقنص طلائع الجيش الوطني بالذخيرة الحية.
يُشار إلى أن الأطفال عند القبض عليهم في المعارك تتم معاملتهم معاملة أسرى الحرب، وفق القوانين الدولية، حيث تُطبَّق على الأطفال اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، التي تكفل حماية الأسرى منذ لحظة وقوعهم في الأسر، وحتى الإفراج عنهم والعودة إلى الديار، حيث يقع على عاتق الدولة الحاجزة للأسرى، إبعادهم عن جبهات القتال وساحات المعارك، وتأمين حمايتهم وتقديم الخدمات الضرورية لهم، وتمكينهم من تبادل الرسائل مع ذويهم، والسماح لمندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم، وعدم إرغامهم على القيام بأعمال عدائية ضد بلدهم، أو حشدهم في صفوف قوات الدولة الحاجزة، وحقهم الثابت في العودة إلى أوطانهم فور انتهاء العمليات الحربية.
وبحسب القوانين الدولية، ينطبق على الأطفال المجندين في القوات المسلحة النظامية أو المشاركين مع جماعات مسلحة أخرى صفة المقاتلين، ويتمتعون بوضع أسرى الحرب القانوني إذا وقعوا في قبضة الخصم، فيجب عدم إدانة الأطفال المقاتلين دون الخامسة عشرة الذين اعتُقِلوا، لمجرد أنهم حملوا السلاح، ولا يتحملون أية مسؤولية، نتيجة مشاركتهم في الأعمال العدائية، وتقع المسؤولية في هذه الحالة وفق البروتوكول، على عاتق الطرف المشارك في النزاع الذي جند الأطفال.
وفي هذا الشأن لفت وزير حقوق الإنسان اليمني إلى الاتفاقية التي وقَّعَها اليمن مع المنظمات الدولية التي تمنع تجنيد الأطفال، على المستوى التشريعي والدولي، والتي «لم يُلقِ الحوثي بالاً لها أو اهتماماً».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.