متطرفون هاربون يديرون عمليات ضد مصر انطلاقاً من ليبيا

متطرفون هاربون يديرون عمليات ضد مصر انطلاقاً من ليبيا
TT

متطرفون هاربون يديرون عمليات ضد مصر انطلاقاً من ليبيا

متطرفون هاربون يديرون عمليات ضد مصر انطلاقاً من ليبيا

قالت مصادر أمنية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن قادة في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في مصر وعدة دول أخرى «منظمة إرهابية»، يديرون عمليات ضد البلاد انطلاقا من ليبيا، بالتعاون مع متطرفين آخرين كانوا فارين خارج مصر.
وأضافت أن من بين هذه القيادات شخصيات لديها خبرة بالطرق البرية على الحدود المصرية مع كل من ليبيا والسودان، في غرب وجنوب غربي مصر، والتنسيق مع مهربين من جنسيات مختلفة. وشهدت هذه المناطق تسللا إلى داخل البلاد، وتنفيذ عمليات ضد نقاط تابعة للجيش وأخرى للشرطة، إضافة إلى مسيحيين، خلال الشهور الأخيرة.
وأضافت المصادر أن مسؤولا إداريا في جماعة الإخوان من محافظة الوادي الجديد، التي تقع في المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تفصل بين ليبيا ومدن الصعيد على نهر النيل، ربما شارك في اجتماعات عقدت في مقر تابع لجماعة الإخوان الليبية، في مدينة مصراتة، غرب العاصمة الليبية، حيث إن الاجتماع كان مخصصا بالكامل لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، وشاركت فيه قيادات أخرى ليبية ومصرية وعربية. وأضاف أن قيادي الإخوان المشتبه فيه محكوم عليه بالسجن في مصر بتهم تتعلق بالإرهاب عقب إطاحة الإخوان من حكم البلاد في 2013.
وأوضحت المصادر أن المسؤول الإداري الإخواني في الوادي الجديد، ورد اسمه ضمن قائمة لمن شاركوا في اجتماعات لعدد من قادة الإخوان في مصراتة.
وتبلغ مساحة الوادي الجديد نحو 44 في المائة من مساحة مصر، وتقع على الحدود الليبية من الجنوب الغربي، ولها حدود مع السودان من الجنوب. وتقع ضمن أخطر مناطق تنقل الجماعات المتطرفة والمهربين عبر كل من ليبيا والسودان ومصر. ويحدها من الشرق محافظة المنيا، التي وقع فيها هجوم شنه مسلحون أمس على حافلة كانت تقل أقباطا لزيارة أحد الأديرة بالمنطقة، ما أدى إلى مقتل نحو 28 شخصا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال.
كما يحد محافظة الوادي الجديد من الشرق أيضا محافظات الصعيد، وهي أسيوط، وسوهاج، وقنا، وأسوان. وطوال عدة عقود وقعت في الصعيد كثير من الهجمات الإرهابية التي استهدفت مرافق الدولة والأقباط والسياح، كان من أبرزها الهجوم على سياح في مدينة الأقصر عام 1996 على يد عناصر من «الجماعة الإسلامية». وتحالف بعض قادة «الجماعة الإسلامية» فيما بعد مع جماعة الإخوان، وكان من أشهر هؤلاء عاصم عبد الماجد، الهارب خارج مصر بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي.
وقالت المصادر الأمنية إن عددا كبيرا ممن فروا خارج مصر، من العناصر المتطرفة، من جماعة الإخوان وجماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في سيناء، استقر بهم المقام في ليبيا بتسهيلات قدمتها لهم تنظيمات متطرفة ومخابرات دول معادية لمصر، تمهيدا لإعادة إدخالهم إلى مصر من الحدود الغربية للبلاد. وأضافت أنه جرى رصد محاولات للدخول بالفعل، وأن الطيران المصري تمكن من قصف 15 سيارة دفع رباعي قبل أيام، عقب اجتياز تلك السيارات الحدود مع ليبيا.
وقال مسؤول أمني إن السلطات تبذل مجهودا كبيرا لوقف تدفق المتطرفين من ليبيا إلى مصر، لكن «مما لا شك فيه أن البعض يتمكن من التسلل عبر الحدود الطويلة بين البلدين»، مشيرا إلى أن السلطات لديها معلومات عن نشاط للجماعات المتطرفة التي لجأت إلى ليبيا في الشهور الماضية، وكانت وراء تنفيذ هجمات ضد كنائس مصرية.
واستهدفت هجمات انتحارية ثلاث كنائس في كل من القاهرة وطنطا والإسكندرية، في أواخر العام الماضي والنصف الأول من هذا العام، سقط فيها عشرات القتلى أغلبهم من الأقباط. وتبنى تنفيذ هذه العمليات تنظيم داعش، إلا أن المصادر الأمنية تتحدث عن ضلوع قيادات من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في تمويل وتسهيل دخول عناصر متطرفة لإثارة الاستقرار في مصر، مشيرة إلى تلقيها معلومات من الجانب الليبي قبل أسبوع عن اعتزام قادة للمتطرفين في ليبيا (مصريين وغير مصريين)، «تنشيط العمليات في مصر».
وأضافت المصادر أن من بين المنخرطين في الإشراف على إرسال المتطرفين المصريين من ليبيا إلى مصر، يشتبه في أنه القيادي الإخواني ابن محافظة الوادي الجديد، المجاورة لمحافظة المنيا. وبداية من الثلاثين من أبريل (نيسان) الماضي تلقت أجهزة أمنية في مصر تفاصيل، وفقا للمصادر، تتعلق بمعلومات عن نشاط في مصر تعتزم عناصر في جماعة الإخوان و«أنصار بيت المقدس»، القيام به، انطلاقا من ليبيا.
وأدت خسائر المتطرفين في ليبيا، إلى فرار المئات إلى بلادهم، مرة أخرى، سواء كانوا من تونس أو الجزائر أو مصر، وغيرها من الدول الأفريقية، عبر مناطق حدودية هشة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».