التونسي «ظافر عابدين» بوجه مصري وآخر لبناني في رمضان

قال لـ«الشرق الأوسط»: إذا وجد دور شعبي وصعيدي مناسب سأقدمه

التونسي «ظافر عابدين» بوجه مصري وآخر لبناني في رمضان
TT

التونسي «ظافر عابدين» بوجه مصري وآخر لبناني في رمضان

التونسي «ظافر عابدين» بوجه مصري وآخر لبناني في رمضان

رغم أن ظهوره الفني كان في لندن قبل 18 عاماً، وبرغم تألقه بكل اللغات إنجليزيا وفرنسيا وعربيا، فإن الجمهور العربي لم يتعرّف على الفنان التونسي ظافر عابدين إلا في عام 2012 عندما شارك في أول أعماله في الدراما المصرية من خلال مسلسل «فرتيجو»، وما هي إلا سنوات قليلة تالية حتى استطاع أن يثبت موهبته الفنية عبر مسلسلات «نيران صديقة» و«أريد رجلا» ثم «تحت السيطرة» وآخرها مسلسل «الخروج» الذي عرض العام الماضي وحقق نجاحا كبيرا وفق رأي النقاد والجمهور.
في حواره مع «الشرق الأوسط» حكى «عابدين» عن بداياته منذ انتقل إلى المملكة المتحدة عام 99. ثم تطرق كيف يستعد لدخول السباق الرمضاني المقبل بعملين هما «حلاوة الدنيا» و«كراميل»، متحدثا عن تفاصيل المسلسلين، كاشفا عن نيته لاتجاه إلى كتابة الأعمال الفنية بجانب عمله كممثل، كما تطرق إلى الكثير من الموضوعات منها تجربته بتسجيل صوته على ألعاب الفيديو للأطفال. وإليكم نص الحوار:
* ماذا عن مسلسلك «حلاوة الدنيا» الذي سيعرض ببداية الشهر الكريم؟
- مسلسل اجتماعي رومانسي مبني على علاقات اجتماعية وإنسانية متشعبة، يناقش العمل قضية مرض السرطان من الناحية الإنسانية وكيفية التعامل مع المصاب به، ويركز المسلسل على الجانب الإنساني وليس العلاجي للمرض، والرسالة التي نؤكد عليها أنه لا بد من التعامل مع هذا المرض اللعين واستمرار الحياة، العمل مكتوب بحبكة درامية جيدة، ومختلف عما قدمته العام الماضي بمسلسل «الخروج» الذي كان يدور في إطار بوليسي أكشن، كنت أبحث عن عمل مختلف هذا العام لذلك اخترت سيناريو «حلاوة الدنيا» وذلك بعد قراءة الكثير من السيناريوهات التي عرضت علي، وأعجبت بفكرته بجانب وجود فريق عمل من الفنانين المتميزين منهم صديقتي الفنانة «هند صبري» والقديرة أنوشكا وحنان مطاوع وغيرهم من النجوم، كما يشرف على الإخراج المخرج «حسين المنياوي» والعمل مأخوذ عن المسلسل اللاتيني Terminals ولم أشاهده بالمناسبة والتزمت بالمعالجة الذي كتبها المؤلف «تامر حبيب»، وفضلت التعامل مع الشخصية كأنها تقدم لأول مرة، والعمل من إنتاج beelink productions فهو مسلسل متكامل إلى حد كبير.
* وماذا عن دورك في العمل؟
- أجسد شخصا يدعى «سليم» وهو إنسان مليء بالطاقة الإيجابية وينظر إلى الأمور بشكل مختلف عمن حوله، ولكن الظروف الاستثنائية تضعه في مشاكل بعد أن تجمعه الصدفة بشخصية «أمينة» التي تقدمها الفنانة «هند صبري» والتي تكتشف مرضها بالسرطان، وعن التعاون مع مواطنتي عملت معها من قبل في بمسلسل تونسي بعنوان «مكتوب» قبل التعاون معها بأول أعمالي بمصر بعنوان «فرتيجو»، ثم ظهرت معها كضيف شرف في إمبراطورية مين، وسعيد بالتعاون معها مرة أخرى، نحن لدينا مساحة تفاهم في المعاملة و«الحدوتة» التي نقدمها «حلوة» إن شاء الله تعجب المشاهدين، وهذا العام يعرض لي عمل آخر بالمارثون الرمضاني ومحظوظ بالتواجد في رمضان بعملين دفعة واحدة.
* ماذا عن تجربتك الدرامية الثانية؟
- مسلسل بعنوان «كراميل» وانتهيت من تصويره بلبنان، هو عمل لبناني لايت كوميدي وتدور أحداثه حول فتاة تتناول «حبة كراميل» وفي ظروف معينة تتغير حياتها، وتكون لديها قدرات خاصة تجعلها تسمع ما يفكر فيه الرجال وما يدور بأذهانهم، ويشارك في العمل مجموعة مميزة من الفنانين اللبنانيين كارمن لبس وماجد غصن وجيسي عبده وبيار داغر ومن إخراج ايلي حبيب ومن كتابة مازن طه وسيتم عرضه على MBC، وأقدم فيه شخصية رجل أعمال لأب مصري وأم لبنانية وتربى في صغره بلبنان ثم سافر إلى فرنسا ثم عاد مرة أخرى إلى لبنان، وتبدأ الأحداث بعد رجوعه وأتحدث فيه باللغتين المصري واللبناني
* لماذا بدأت حياتك الفنية عكس كل الفنانين، حيث قدمت الكثير من الأفلام والمسلسلات في أوروبا وأميركا، ثم جئت إلى القاهرة لتكمل المسيرة؟
- لقد درست التمثيل في إنجلترا وتخرجت من جامعة برمنغهام هناك عام 2002 ثم عملت بعدها مباشرة في مسلسل هناك لمدة عامين، وأكملت هناك لفترة زمنية، ولكني دائماً كنت أتمنى أن أعود إلى العالم العربي سواء في تونس أو لمصر لأكمل المسيرة وأقوم بتمثيل موضوعات تحمل عاداتنا وتقاليدنا و«حواديتنا» ولغتنا ويسعدني ذلك كثيرا، وهي في النهاية عملية توازن بين ما قدمته في الخارج وما أقدمه الآن في العالم العربي ومصر تحديدا، ولكنني مستمر في أعمالي بالخارج فقد صورت عملين دراميين في إنجلترا بعد انتهائي من مسلسل الخروج العام الماضي، وعدت مرة أخرى لتقديم مسلسل جديد في هذا العام لكي أتواجد في المارثون الرمضاني، فهي خطوات مكمله لبعضها.
* هل لديك وقت كافٍ لكي تعمل بمصر وفي الخارج؟
- بالتأكيد... ليس هناك عمل من دون مجهود وكل مكان له تفاصيله ويجب أن يظهر كل فنان إمكانياته التي يستطيع أن يقدمها سواء في السينما العالمية أو في العالم العربي لكي يحقق الفنان مكانته وسيرته الذاتية فكلما قدمت أعمالاً سواء هنا أو هناك أكون مطلوباً لتقديم أعمال أخرى حيث تظهر الشعبية من خلال ما تقدمه من أعمال ناجحة.
* ما الاختلاف بين عملك في العالم العربي والعمل في الدراما والسينما العالمية؟
- الاختلاف في المواضيع وبالتأكيد الصناعة هناك «السينما العالمية» مختلفة، ولكن لديهم ميزة حيث إنهم يشتغلون على التفاصيل أكثر، ويأخذون وقتا كبيرا في التجهيز والتحضير والإنجاز لذلك يعطون كل شيء حقه، أما هنا نحن مرتبطون بالعرض بشهر رمضان ونسرع من انتهاء تصوير العمل كي يكون جاهزا للعرض، ولا يوجد لدينا متسع من الوقت للعمل على كل التفاصيل الخاصة بكل مشهد لذلك تظهر بعض المشاكل في الكواليتي، وبرغم ذلك نحن هنا في مصر نعمل بشكل جيد من حيث الصورة والأكشن، فالدراما المصرية تمشي في طريقها الصحيح ومتفائل بما سوف يقدم في الدراما المصرية، وهذه الدراما حاضنة للمواهب من أيام التاريخ وتحتضن جميع المواهب العربية وكذلك في السينما المصرية مثل هوليوود وما زالت مصر هوليوود الشرق بكمية الأعمال الفنية التي تنتجها سنويا، وجميع النجوم العربي عرفوا على مستوى العالم العربي من خلال عملهم في الفن المصري ولديها ميزة تعمل على تطوير الفنان و«مبسوط جدا» بتواجدي هنا ومرتاح بالعمل بمصر كأني أعمل بتونس.
* هل من الممكن أن تأخذ قرارا في المستقبل بأن تستقر في العمل بمصر بعد تحقيقك انتشارا وجماهيرية كبيرة والتخلي عن التواجد بأعمال في الخارج؟
- لا أفكر بأن أعمل هنا وهناك، قدمت أعمالا فنية كثيرة يصل عددها نحو 40 عملا، وأنا مع العمل أذهب إليه أينما سواء كان بمصر أو في لندن أو إسبانيا أو أي مكان، والعمل ليس مرتبطا بمكان و«الشغل لن يأتيني في البيت»، ولكن الأصعب في الأمر هو ابتعادي عن أسرتي لفترة طويلة ولكن أحاول تعويض ذلك عندما يكون لدي إجازة حتى ولو قصيرة.
* هل اختياراتك الفنية اختلفت بعد أن حققت انتشاراً أكبر سواء هنا بمصر أو في الخارج؟
- في كل مرحلة من المراحل في عملي تكون مختلفة، وكل تقدم يصبح هناك نضج واختلاف، وكلما عملت أكثر أحسنت في اختياراتي نتيجة الخبرة التي أحصل عليها من كل عمل أقوم به، بالتأكيد بعد ثلاث سنوات أو خمس ستكون اختياراتي مختلفة عما أقوم به الآن، فالحياة مراحل وكل مرحلة لها احتياجاتها ومواصفاتها سواء في الاختيار أو في طريقة التمثيل وتقديم الأعمال الفنية.
* كيف أجدت اللهجة المصرية؟
- أعمل دائما على اللغة بشكل كبير لأنها من أهم عوامل نجاح الدور الذي أقدمه حيث تكون هناك مصداقية مع الشخصية لدى الجمهور، في البدايات جلست مع شخص محترف علمني اللهجة المصرية بشكل كبير حتى استطعت إتقانها، وإجادتها بشكل أكبر مع كثرة الأعمال المصرية، دائما أحاول تقمص الدور الذي أقدمه من كل الجوانب وخاصة لغة البلد التي أعمل بها.
* هل من الممكن أن تقدم أدوارا شعبية أو شخصية صعيدية؟
- أتمنى تقديم كل أنواع الشخصيات الدرامية، لكن الفكرة مرتبطة بالسيناريو الذي يعرض علي، هل يوجد دور مناسب لي في هذا الإطار أم لا، وإن وجدت هذه الشخصية في سيناريو جيد يعجبني بالتأكيد لن أتردد في تقديمه وسأبذل مجهودا مضاعفا كي أقدمها بشكل يليق وفي أفضل صورة ممكنة، لأن ذلك سيضاف لتاريخي الفني، وبشكل عام أعشق الاختلاف فكل عام أتمنى تقديم صورة مختلفة لي عما قدمته من قبل، ولكن المهم أن يكون المشروع جيدا من حيث الإخراج والسيناريو.
* كيف ترى المارثون الرمضاني القادم؟
- توجد أعمال كثيرة مميزة وشاهدت بعض البروموهات الخاصة ببعض الأعمال، وأعجبني منها مسلسل «هذا المساء» للمخرج «تامر محسن» وكذلك مسلسل «لا تطفئ الشمس» وهناك أيضاً «عشم إبليس» للفنان عمرو يوسف ومسلسل في اللالا ند «للفنانة» دنيا سمير غانم أعتقد سيكون مميزا وكوميديا وخفيفا، ولكن في كل الأحوال لا أستطيع أن أحكم على العمل من خلال «برومو» فقط، المسلسل مراحل وحلقات تصل إلى 30 على الأقل.
* لماذا مشاركتك في الأعمال السينمائية قليلة؟
- بالتأكيد راضٍ عن اختياراتي القليلة في الأعمال السينمائية ولكن في النهاية الاختيار مرتبط بما يعرض علي، وهناك قلة في الإنتاج السينمائي بشكل عام، ويعرض الآن نوعية معينة من الأفلام لها ممثلون بعينهم هم الذين يشاركون فيها، فأين الدور الذي كان من الممكن أن أقدمه والأفلام السينمائية قليلة مع وجود قله في السيناريوهات الجيدة، ولن أشارك في فيلم إلا إذا كنت راضيا عنه بشكل كبير ويضيف لرصيدي الفني، وأن يكون هناك اقتناع كامل بالدور وبالفيلم حتى يضيف لي في النهاية ويحقق نجاحا، ولن أشارك في بطولة 5 أو 6 أفلام سينمائية لمجرد التواجد ودائم البحث عن عمل سينمائي يضيف لي، وأقوم الآن بكتابة فيلم سينمائي من تأليفي وأوشكت على الانتهاء منه وقررت البدء بكتابة السينما لأن التأليف الدرامي يحتاج إلى وقت كبير، أما الفيلم فمدته ساعتان، وسأكشف عن تفاصيله قريبا.
* هل تأخرت بالمشاركة بالأعمال الفنية بمصر؟
- لا أعتقد ذلك... ولكن بالتأكيد كنت أتمنى التواجد في مصر قبل ذلك، وعندما أتيحت الفرصة بالمشاركة بعمل جيد تواجدت على الفور، فأنا أعمل منذ 18 عاماً في لندن وقبل أن أعمل في تونس ولكن عندما جاءت الفرصة المناسبة جئت إلى مصر.
* ماذا عن تجربتك كمذيع، هل من الممكن تكرارها مره أخرى؟
- مهنتي الأساسية هي العمل بالتمثيل، ولكن عندما يأتيني عرض من أي مجال آخر ويكون مميزا وأقتنع به سأقدمه، وسعيد بتجربتي كمذيع وإن وجد عرض آخر مناسب من الممكن أن أقدمه لكني لا أبحث عن العمل كمذيع مرة أخرى ولا أجري وراء ذلك.
* هل كنت تنوي الاتجاه إلى التمثيل بعد اعتزالك كرة القدم؟
- إطلاقاً... لم أفكر في هذا الموضوع ولم أخطط له فعندما انتهيت من لعب الكرة، بدأت البحث عن عمل آخر لكي أعمل به، ففكرت في دراسة التمثيل في الخارج وقررت الذهاب إلى لندن لكي أتعلم اللغة ثم دخلت الجامعة ودرست التمثيل، وبدأت في العمل بالمجال بعد ذلك.
* ماذا عن تجربتك في تسجيل صوتك على ألعاب «games» الفيديو الخاصة بالأطفال؟
- قدمت الكثير من الأعمال وكانت تجربة «حلوة جداً»، واستمتعت بها لأنها مختلفة عن التمثيل فقد نقوم بتسجيل الصوت، حيث تعتمد على توصيل الحالة عن طريق صوتك وهذا أمر صعب وممتع، لكن لا بد من دراسة مفاتيح التجربة حتى تخرج بشكل جيد وهذا ما فعلته وكانت تجربة ناجحة.
* هل من الممكن أن تقدم سيرة ذاتية لأي شخصية عامة؟
- تقديم السير الذاتية صعب ويحتاج إلى تفاصيل كثيرة خاصة تقارب الشبه لكن إن وجدت سيرة ذاتية قريبة من ملامحي من الممكن أن أقدمها لكن أتمنى تقديم رواية من روايات الأديب نجيب محفوظ.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».